الجيش الامريكي في فيتنام في عز هزائمه و عثراته كشف صحفي امريكي جريمة مذبحة ماي لاي، و قد كانت قاصمة الظهر برغم ذلك تمت محاكمة الجنود الذين إرتكبوا هذه الجريمة، برغم إنسحاب الجيش الامريكي من فيتنام..
لم يجرؤ احداً ليصفه بالخائن، و لم يطُلب منه ان يتستر علي هذه الجريمة لأن جيش بلاده يواجه ظروفاً صعبة يمكن ان تؤدي الي خسارة الحرب، و قد كان.
نفس ذات الصحفي المخضرم كشف جريمة سجن ابو غريب..
عند الجيش الامريكي و الشعب الامريكي يعتبر هذا الصحفي بطلاً ترفع له القبعات، و يحتفى به..
يجب ان يعي الجميع ان العلاقة بيننا و بين من هم في السلطة او مؤسسات الدولة هي علاقة بموجب ميثاق، و عهد، لطالما قبلناه كطرفين، فله حقوق، و عليه واجبات.
من حقنا ان نسأله في التقصير، حرباً كانت، او سلماً..
ركز…
عندما يخطئ الفرد و ينال العقاب فهذا تصرف فردي لا علاقة له بالمؤسسة، بل يزيدها تماسكاً، و قوة، و ترتفع درجات الثقة بها كمؤسسة محترمة..
عندما يخطئ الفرد و لم تتم محاسبته ينسحب هذا علي المؤسسة، و بذلك يصبح الخطأ منهجاً لأن المؤسسة حمته، و دارته..و ذلك يسقط شرعيتها.. ضع ما شئت من خطوط تحت هذه العبارة.
معنى الإنهيار..
في كل الإنسحابات التي حدثت لم يخرج الجيش ليبين للناس حقيقة الإنسحاب و دوافعه، وهذا واجب حتي إذا كل الشعب يعرف الحقيقة بشكل مجرد حسب متابعته، و معايشته للواقع..
عندما يغيب الجيش في ان يقوم بتوضيح الامر و يقتله شرحاً، يبقي هذا الفعل منهجاً، و هذا ما حدث في مدني و سيحدث في مواقع اخرى دون ان نسمع شيئ لأنه اصبح منهجاً، و عقيدة.. و بهذا مسألة الإنهيار تبقى رهينة بالوقت فقط..
كسرة..
الشعب السوداني باقي، و قادر علي حماية نفسه، و إصلاح مؤسساته..
تتعرض الشعوب الي هزائم، و إنكسارات، لكنها لا تموت..
سننهض، و ننتصر بمواجهة الحقيقة كما هي، و نفنى، و يذهب ريحنا بالطبطبة، و المداراة، و التطبيل.
نعلم ان الحياد في الجيش اصبح امراً بعيد المنال، و هذا تاريخ لا يمكن إنكاره.. المطلوب قدر معقول من المهنية.. لتبقى هذه المؤسسة متماسكة في ظل هذا الظرف..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة