قبل الحرب ببضع سنوات، وردتني معلومات عن بيع الأطفال اللقطاء في دور الإيواء لممارسة الجنس، تدفع عشرة آلاف دولار وتختار الطفل لتغتصبه. تاجر الشماليون بكل شيء، وكونوا مافيات للأراضي ومافيات للمخدرات ومافيات الخبز ومافيات البنزين والغاز ومافيات حتى في الدواء، ومافيات حتى في أعراض الأطفال. قبل الحرب كانت الخرطوم مرتعا لعفن الشماليين الذين لا يملكون ذرة أخلاق، ولا وازع ديني، كيزان وغير كيزان، كان النظيف منهم هم من لم يجد فرصة، فظهرت الابتلاءات، ورأينا رجالاً يشتغلون معلمي رقصة العروس، والوسخ امتد لتصبح الغانيات والقونات أدوات دعاية إعلامية لمن يسمون أنفسهم رجال أعمال وهم من الأسر الوضيعة، وأصبحت الدولارات تنهمر فوق رؤوس المطربات والسيارات الغالية تهدى لهن مقابل ما هو معلن وغير معلن. التقيت وصديق بشخص أنشأ سينما وهمية لتكون وكراً للدعارة، تدفع ثلاثين ألف لتختلي بعشيقتك، وكان يشرح ذلك بكل أريحية واطمئنان، وقبل بضعة أشهر فقط من الحرب اتصل بي وكيل وزارة ليقدم لي رشوة مقابل السكوت عن الفساد. أصبت بالغثيان بل وتقيأت فعلياً من هذا الشعب الخسيس، الذي أراق كل قيم الإنسانية وتحول إلى مرتزق بلا قيم ولا أخلاق. وحين كتبت منذراً بنشوب الحرب قبلها بسنوات ليس لأنني أعلم الغيب، بل لأنني أعلم سنة الله في خلقه وهو الذي أنذر بهلاك الأمم حين يأمر مترفيها فيفسقوا فيها فيحق عليها القول فيدمرها تدميرا. هذا الشعب الملعون بأفعاله الوضيعة كان لا بد أن يصيبه البلاء ليرعوي ولكنه لا يرعوي، ذلك أن من أعماه الله وختم على قلبه وعلى أبصارهم غشاوة فلهم عذاب عظيم. والكيزان الذين تباكوا على أنفسهم حينما اعتقلهم القحاطة فكالوهم سوء العذاب، لم يتذكروا ما فعلوا بالآخرين، والقحاطة اليوم مثلهم مثل الكيزان وما بدلوا تبديلا. وقد تبين لي أن هؤلاء الشماليين قوم لد، لا فرق بين شيوعييهم وإسلامييهم فهم لا دين لهم ولا خلاق، مشاءون بالإفك إلا إن خافوا عن ضعف، وهم بالضعفاء هم باطشون، وإذا مسهم الشر جزعوا وإذا مسهم الخير تبطروا ومنعوا. فأذلهم الله، وشتت شملهم، فهم في ما اجترحوا سواء. نعم هذه الحرب، ليست حرباً من الدعم السريع، بل هي حرب من الله وما الدعم إلا وسيلة، ذلك أنه لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لظل الأطفال الأبرياء يغتصبون في دور اللقطاء حتى اليوم. ولذلك أنجاهم الله من حيث لا يعلمون. اللهم عليك بالظالمين، اللهم شردهم بددا وأجعل كيدهم في نحورهم، وألا تذر منهم دياراً، إنك إن تذرهم لا يلدوا إلا فاسقا فاجراً كفارا. وكان الله عليماً بالظالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة