قراءة في كتاب (المثقف الآخر .. البحث عن المعادل الموضوعي) تأليف الأستاذ / عبد الله ميرغني محمد أح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 01:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2023, 01:23 AM

كمال طيب الأسماء
<aكمال طيب الأسماء
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في كتاب (المثقف الآخر .. البحث عن المعادل الموضوعي) تأليف الأستاذ / عبد الله ميرغني محمد أح

    01:23 AM October, 03 2023

    سودانيز اون لاين
    كمال طيب الأسماء-canada
    مكتبتى
    رابط مختصر





    قراءة في كتاب

    (المثقف الآخر .. البحث عن المعادل الموضوعي)

    تأليف الأستاذ / عبد الله ميرغني محمد أحمد



    عرض د. كمال طيب الأسماء



    لعقود من الزمن ظل عقل الكاتب والأديب والمثقف والمفكر العربي يمحص ويحلل ويبحث ويجادل وينظّر في دائرة "العلاقة بين المثقفين ومجتمعاتهم ومحاولاتهم التمرد على الكثير مما يحتاج إلى تغيير. وقد وضح جليا من كل الأعمال التي تناولت هموم المثقف العربي أن المثقف العربي المعاصر في أزمة حقيقية، دعت ودفعت الكثير من الكتاب الذين يحملون هموم المثقف إلى إعمال أقلامهم لتشخيص هذه الهموم التي أسماها بعضهم "أزمة " وبعضهم "قضية" وبعضهم "مأزق" واكتفى البعض الآخر بتسمية "هموم" وبحثوا في واقعها ومسبباتها وأنواعها، وتنوعت الرؤى والطروحات. وقد تشابهت المقاربات النقدية وإن اختلفت في بعض تناولها وطرحها حيث يحدو كل باحث عن حقيقة تلك الأزمة أملٌ في تشخيص الخلل الثقافي والفكري الذي اعترى محيط الثقافة والمعرفة في الوطن العربي بشكل عام أو هذه الدولة أو تلك بشكل خاص. وذلك بحسب الحيز والمساحة المعطاة والمتاحة للثقافة في تلك الدولة. فهناك من أرجع الأزمة إلى أسباب خارجية ومغتربية وفوقية تتجاوز إرادة المثقف وطموحه. ولذلك ارتأينا أن نعرض في هذا المقال تجربة أسهمت بمادة قيمة وثرية في مقاربة هذه الأزمة الثقافية التي حاصرت نُخَب الثقافة العربية، وذلك من خلال مؤلَّـف نقدي فكري متفرد اللغة والتحليل مستدلاً بآراء عدد من المفكرين للكشف عن مأزق الثقافة وكأنما تفرغ هؤلاء وابتعدوا عن مهام أخرى تنويرية وتوعوية لكي "يشخصوا" علاقة الثقافة بالأمة وهويتها وسياساتها وعقيدتها وتياراتها الفكرية. والكتاب الذي بين أيدينا في هذه المساحة هو كتاب (المثقف الآخر .. البحث عن المعادل الموضوعي) للكاتب الأستاذ/ عبدالله ميرغني محمد أحمد ، الذي صدر عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بالسودان، والذي لا شك في أنه إضافة قوية إلى المكتبة العربية في ما يتعلق بـ "البحث عن المعادل الموضوعي" في هذه المسألة.

    استقبل الكاتب قراءه بإهداء إنتاجه إلى (كل الشموس التي توهجت لتضيء المستقبل. وإلى شهداء الثورة السودانية).

    وحتى لا أفسد على القراء متعة (البحث عن المعادل الموضوعي) من خلال ما عرض الكاتب من تحليل آراء المفكرين وإعمال فكرهم وسياحتهم مع كلمة (ثقافة) ومطباتها التي مرت بها وما زالت تمر بها، فإنني لن أسهب بقدرما أعرض بإيجاز خطوطا عريضة لمسألة "المثقف والمثقف الآخر"، تاركاً للقراء الحرية في إعمال فكرهم وهم يتصفحون هذا الكتاب القيم والمهم.

    وفي مدخل من ست صفحات تحدث المؤلف عن علاقة الإنسان بوجوده في هذا الكون : دوره ومآزقه والبحث عن المَخرَج. ومنها بدأ الطرق على الأبواب المغلقة في العقل البشري والعقل السوداني بصورة خاصة، والذي تعثر طويلا واكتوى بمرارات الواقع وهو يبحث في قضاياه المصيرية وتحدياته الفكرية والثقافية وعلاقته بالسلطة ورجل الدين حيث ظهر مثلث العلاقة بين السلطة والمثقف ورجل الدين واضحاً أثناء رحلة (البحث عن المعادل الموضوعي). ثم انتقل إلى الحديث عن الوعي الثوري (بمعناه التغييري). وهنا نرى أن مناهجنا التربوية بحاجة ماسة إلى مادة وطنية تربط الإنسان السوداني بتراب أرضه وتراثه وقيمه وجذوره.

    كإطلالة على مادة الكتاب التي تناولت بسرد وافٍ، وشرح مفصل وواضح وراهنت على دور المثقف والأكاديمي في التغيير المنشود أكد المؤلف على دور العلم في ثورة الوعي تاركاً ما يدعو إلى استفهام كبير في حجم ومستوى مخرجات التعليم على الرغم من تزايد مؤسساته قائلا: على الرغم من تزايد أعداد المؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث والتكنولوجيا وتضخم مظاهر التمدن نجد أن دور العلم لا يزال محصوراً في أبراج عالية. ويرى أن هذا هو السبب في تراجع دور العقل في مواجعة تحديات العصر، الأمر الذي عنه زعزعة المفاهيم العلمية والفكرية في العقلية البشرية.

    ويبدأ الكاتب الحديث عن معركة المثقف والثقافة وتحدياتها ومنعطفاتها بعدة تعريفات لكلمة "ثقافة" لدى المفكرين والفلاسفة. ومع أن كلمة ثقافة قد استوعبت تعريفات عديدة يظل تعريف الأغلبية لها على أن المثقف هو (من أخذ من كل فن أو علم بطرف وله القدرة على أن يسهم في تشكيل ضمير البشرية). ويعرض رأيا لـ جان بول سارتر الذي يعترض على أن ينحصر تعريف المثقف في المتعلمين أكاديميا قائلا: (إن أصحاب الشهادات العلمية في كل الحقول المعرفية ليسوا كلهم بمثقفين بل مجرد جوقة من أهل المعارف الأكاديمية).

    ومن صميم جهود الباحث في الكشف عن حقيقة موقف المثقف من المجتمع والسلطة استدل بموقف سقراط من سيطرة التقاليد والدعوة إلى إعمال الفكر والحكمة واحترام الانسان لذاته وليس كخادم للسلطة. بدليل ما أردف الكاتب في نفس المدخل (والقائمون على الأمر يدركون تماما خطر نشر ثقافة الوعي واللجوء إلى العقل والبرهان في تدبير شؤون حياة الفرد الفكرية والاجتماعية والسياسية). وكلنا يعرف الخناق السلطوي المفروض على المثقف والثقافة، والتي أودت بكثير من المثقفين إلى مهاوي الردى.

    ثم يدلف الكاتب إلى أوهام النخبة التي أكثر ما شغلها : الهوية .. الدين .. السلطة .. والتراث والتي تعد محور هموم المثقف. وربما تحولت من هموم إلى أوهام .. وهنا يقول (سعى المثقف إلى تنصيب نفسه وصياً على حريات الشعوب وثوراتها من أجل التغيير، وعزا فشل النخبة إلى هذا الفهم والعقلية Mentality الذي تعامل به المثقفون مع مجتمعاتهم.

    وفي تناول ممتع لموضوع الثقافة وتحديات الحداثة نقرأ عن "وهم الحداثة" يقول الكاتب: إن وهم الحداثة يعوق المفكر في خلق الأفكار ويحول بينه وبين الاستقلال الفكري. كما أن هناك خناقات تمسك بالمثقف. وإذا كانت الحداثة الأوروبية التي يقتفي أثرها المثقف العربي مازالت – كمشروع – لم تكتمل فإن الحداثة العربية مازالت مشروعا معوقاً.

    وقد معرض حديثه عن الثقافة والحداثة وتحدياتها خص الكاتب مجتمع الثقافة في السودان. وعلى سبيل المثال ذكر في تناوله لـ (وهم الحداثة) إن أسباب "خناق المثقف السوداني" : الوهم الثقافي المرتبط بمفهوم النخبة – الوهم الآيدولوجي المرتبط بمفهوم الحرية – الوهم الجهوي المرتبط بمفهوم الأصالة – الوهم القبلي المرتبط بمفهوم الهوية – والوهم الحداثي المرتبط بالتنوير. ويختم هذه الجزئية بقوله : (عندما يسعى المثقف لتنصيب نفسه وصياً على الحرية والثورة أو رسولا للحقيقة أو قائدا للمجتمع فإنه عند محاولة تطبيق أفكار عمليا تأتي بنتائج عكسية). وقد برر الكاتب هذا الفشل أو لنقل الاستعصاء في معرض حديثه عن التحديات التي تواجه المثقف.

    ويواصل الكاتب الحديث عن وهم الحداثة وخناق المثقف السوداني قائلاً: (ويبقى التساؤل لدى المسلمين، بشقيهم الإسلامي والإسلاموي، ليس "كيف نحمي أنفسنا من الحداثة وانتشار العولمة وآثارها" ولكن كيف يمكن أن نتعايش مع العولمة ومنتوجاتها؟ و الإجابة على هذا التساؤل تعتمد على سؤالين :

    الأول هل الحداثة مشروع غربي ؟

    الثاني : هل هي "عملية تحديث كاملة بمعناها الذي يتعارض مع الدين ورمزيته في المجتمع؟"

    ثم يدلف الكاتب إلى وهم الحرية .. ويتساءل : الحرية من ماذا ؟ مع أن الكتاب قد أجاب، في أكثر من محور، على هذا التساؤل ولعلها أهم "هموم" المثقف ما استعرض الكاتب من محاولات المثقف التحرر من السلطة وتحرير المجتمعات منها، الأ مر الذي جعله أحد أبرز أوهام المثقف. وليس بعيداً عن ذلك الحديث عن : وهم الهوية والاستلاب الحضاري. ويعزوها الكاتب إلى ثلاثة عناصر

    أولا: الولادة المغتربية التي تسببت في المثاقفة مع الغرب

    ثانيا : ضعف الأصالة الثقافية التي يرى أن السبب فيها عدم الاهتمام بالاعتراضات الدينية والتحفظات الثقافية، وخاصة عندما تعني كلمة "ثقافة" العادات والتقاليد والقيم (Culture)

    ثالثا : تنازع الشرعية بين الفقيه والمثقف وهما يتنازعان السلطان أو صراع ما بين الحياة الدنيا والله. وهنا يلفت الكاتب إلى ملعومة حساسة وهي حقيقة فرضت نفسها في حلبة الصراع بين المثقف ورجل الدين وهي أن الفقيه استطاع أن يجرد المثقف من شرعياته الأخلاقية ووسائل تأثيره على المجتمع بقدر كبير. ويعيد ذلك إلى النشأة العقائدية التي ـ بحسب رجل الدين ـ تسببت له في "استلاب تغريبي"

    وينتقل إلى ما أسماه بـ "وهم الحداثة" والثورات الفكرية والعلمية والصناعية وإشكالية التقليد والاحتذاء بدلا من الخلق والابتكار وإنتاج العمل بشكل ذاتي وامتلاك النتاج العملي. وهنا يقول (لايصبح الواحد "حديثا" ما لم يصنع حداثته بالتعامل مع هويته وخصوصيته).

    وضمن تسليطه الضوء عن "الحداثة" يفرد الكاتب مساحة لـ (مشروع الحداثة في السودان المعاصر) وقال إنها تأثرت بالمغتربية إذ بدأت بعد خروج المستعمر. وشمل ذلك المعايير والمفاهيموالمباديء والتصورات والبرامج التي طرحها المتعلمون والمثقفون والقادة والسياسيون المحدثون حول مستقبل السودان ومشروع تحديثه إبان الاستعمار وما بعد الاستقلال ومدى موافقة أو معارضة مشاريعهم وخططهم لما يطبقه الحكام البريطانيون في البلاد.

    وختاما أقول : إن الأسلوب الذي تم به عرض الكتاب لم يكن تقريريا مائلا إلى ترسيخ قناعة دون الأخرى داعما أو مقللا من شأن فكرة بل ترك للقراء فضاء واسعاً للسياحة مع المؤلف، فوجهة النظر المحايدة هي كغيرها وجهة نظر، وليست تغييبًا لوجهات النظر الأخرى. والحيادية لا تتعاطف مع أو تتعارض مع وجهات النظر التي طرحها الكاتب خاصة عندما تكون المادة فكرية فلسفية ثقافية تأخذ أبعاداً شاسعة في التحليل.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de