لاشك ان تعقيدات تطورات الحرب تستلزم حوارا قوميا غير مشروط مابين كل القوى السياسية السودانية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ولمن مازالوا يحملون شيئا يسمى عقلا راشدا وهما وطنيا وادراكا لكارثية الحال والمأل الذى بلغه الوضع الماساوى من انهيار شامل للدولة وغياب مطلق وضياع ثروات مهولة من صناعات وموارد وبنى تحتية لمختلف انشطة الحياة واساس وجودى لبلد وشعب حمل الكثير من الاحلام بعد الثورة ...
لاشك ان اصحاب المصالح التى اوقدت اتون هذه المحرقة سيرفضون مثل هذه الدعوه ادراكا لمالاتها السليمة بوضع الامور نصابها وعزل مكامن الازمة منطقا لسبل معالجتها وبالتالى ادراكهم خسارة افق المستقبل لمصالحهم المافونة.
وسيرفضها بعض اصحاب العقول المتحجرة الباحثين عن النقاء-والطهر المطلق بمسيرة التحديات وافق تحقيق احلام عظمت لوطن حرية سلام وعدالة تجاوزا للقواعد المادية بمركبات الصراع وطبيعة التحالفات واختلاف زواية رؤيتها تبعا لمرجعيتها السياسية والفكرية وهو تجاوز يخالف حتى مرجعيات هؤلا الفكرية فى التصنيف السياسي والفلسفى.
وفى ظل الكمون والعجز السياسي الداخلى يظل الرهان على حلول خارجية بمعنى التفاعل الدولى محض سذاجة مطلقة وبنيان انتهازى يتراكم على مفاهيم عاجزة عن رؤية وتعقيدات وازمات النظام الدولى والاقليمى ومرجعيات تقيمه للمواقف والمصالح المتباينة والمتقاطعة واهدافنا الوطنية وبعضها يعتبر اساسا لازمتنا وتفجرها بطبيعة التحالفات الاجرامية والانتهازية التى تشكلت عبر مافيات محلية واقليمية وعالمية بالعقد الاخير لحكم الانقاذ . وهو ما مثل اختراقا حتى لبنية بعض مراكز القرار الدولية والاقليمية عبر مراكوز نفوذ متحالفة واصبحت جزء-من تركيبة هذه المافيات وشكلت مواقفها السياسية والاقتصادية.
وعلى رافعة هذا الحوار ومدى عمقه وبالتالى نجاحه يمكن التفاؤل بامكانية العبور والعودة لخط البداية السليمة لاستدراك ماخسرنا وهو عظيم وما يمكن ان نعتبره تاسيسا جديدا لدولة على هياكل وبنية سليمة واهداف وطنية متفق عليها وعلى حدود واضحة تمثل اساس الوعى الجمعى للشعب لايمكن التراجع عنها وعصية على المساس والتهديد فى بنيانها.
نعم ماحدث عظيم وماساوى ومهول وهدم كبير ولكن ان نبدا اليوم خير من ان نبدا غدا فما اعظم بؤسا من غياب الافق.
ويمكن المراهنة على هذه الدعوة بانطلاقها من اسس جماهيرية وشعبية باعتبار الاوضاع الكارثية الذى شكلته الماساة من تجربة واقعية مما شكل وعيا مشتركا شمل الجميع يكاد بمختلف اختلافهم وتباينهم السياسي و يشكل ضغطا والتزما للقوى السياسية والتزاماتها تجاه قواعدها.
وهو ما يعتبر مرجعا و تحديدا للاهداف والعناوين العريضة التى يمكن الاتفاق عليها وتمثل القواعد الاساسية للدولة الجديدة وافق الحلول ومستوياتها المتعدده ومراحلها على حسب درجات التعقيد والحلول الممكنة على قواعد الاجماع الوطنى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سهيل احمد الارباب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست