أدرك المبررات التأريخية التي دفعت بعض بعض المفكرين الأفارقة للدعوة إلى وحدة أفريقيا ضمن كفاحهم ضد الظلم المجتمعي الناجم من بعض مخلفات التفرقة العنصرية في مجتمعاتهم
لكنني أرى أن العالم تجاوز مرحلة التفرقة العنصرية البغيضة وبدأت تتشكل الكثير من دول العالم عبر اندماج وتعايش كل مكوناتها الاثنية والثقافية في دولة المواطنة والديمقراطية والسلام والعدالة والكرامة الإنسانية.
لا أرى مايبرر الدعوة لوحدة أفريقية مع كامل التقدير للجهد الذي بذل لتعزيز الافريقية العمومية كما لاحظت في عدد من الكتب التي قرأتها مؤخراً من بينها كتاب تتبعات ..البان افريكانيزم وتحديات الوحدة الافريقية العالمية تأليف كويسي كوابراه ترجمة أبكر ادم إسماعيل.
يعلم دعاة الافريقية العمومية أن الأفارقة الذين اندمجوا في الدول الديمقراطية أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من نسيجها المجتمعي يتمتعون بكامل حقوقهم كمواطنين، ونالوا ارقي المناصب فيها كالرئيس الأسبق للولايات المتحدة الامريكية باراك أوباما على سبيل المثال لا الحصر.
هناك الكثير من النجوم الأفارقة في مختلف مجالات الميادين السياسية والعلمية والثقافية والفنية والرياضية في مختلف أنحاء العالم، وأن كل المواطنين من أصول أفريقية يمارسون حياتهم وطقوسهم التراثية في البلدان التي اندمجوا في نسيجها المجتمعي.
صحيح هناك مخلفات مؤسفة لبعض الممارسات العنصرية تجاه بعض الأفارقة الذين يسيئون لأنفسهم بارتكابهم أعمال عنف ونهب وقتل فيوصفون بعصابات النقرز لكنهم وردود الفعل السالبة تجاهم يظلون أقلية محدودة في ظل سيادة ثقافة التعايش الإيجابي والإندماج في المحيط المجتمعي.
كما أنه لايمكن الفصل بين الأفارقة على اساس اللون أو العرق فهم يعيشون في قارة واحدة تجمعهم افريقيا بمختلف اثنياتهم وثقافاتهم، ولابد من تعزيز ثقافة التضامن والتعايش بين مختلف الدول الافريقية في القارة الأم .. وبين دول الاتحاد الأفريقي و المنظمات الإقليمية والدولية في العالم أجمع بدلاً من الانكفاء على عرق إثني مجرد وافتعال معارك في غير معترك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة