التحريض على القتل في حكم الشرع والقانون هو شريك في القتل قال تعالى:"وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (النساء:93). إذا قامت الحرب بين المسلمين فإن الذين يقاتلون في هذه المعارك هم جنود مسلمون، فنريد أن نعرف إذا تقاتل المسلمان في هذه الحالة هل يقع الإثم عليهما؟ أو على الدول؟ أو على رؤساء هذه الدول الذين يشعلون نار هذه الحرب؟ نرجو الإفادة وفقكم الله. الجواب:الشيخ: نقول في هذا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار». قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه». وقال صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». فلا يجوز للمسلمين أن يقتل بعضهم بعضاً أو يقاتل بعضهم بعضاً، ولكن من قوتل فله أن يدافع عن نفسه بأخف الضررين، فإن لم يكن الدفاع إلا بالمقاتلة فله أن يقاتل، وحينئذ يكون المقتول من البغاة في النار، وأما المقتول من المدافعين عن أنفسهم الذين لم يجدوا دفاعاً عن القتل يكون في الجنة، وإن قتل من البغاة فليس عليه شيء. والواجب على المسلمين إذا اقتتلت طائفتان أن يسعوا في الصلح بينهما لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۞ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ رسالتي هذه الى الذين يسعوا لاشعال نيران الحرب اوقفوا الحرب النار مشتعله من سنوات طويله وكل يوم تزيد اتساع سوف تحرق الجميع اذا لم تقف الان وليس غدا ما يجري من احتراب داخليّ، والتحذير من المصير الكارثيّ الذي تقوده إليه القوى المتحاربة، حيث تراق دماء أبناء السودان من الطرفين، وتتعاظم الهوّة ويكبر الشقاق لدرجة يخشى معها الانزلاق إلى حرب أهليّة طويلة الأمد لا تحمد عقباها، ويستحيل أن يخرج منها أيّ طرف منتصرا مهما طال الزمن . وليعلم من يسعى للحرب أن الحرب تأكل الأخضر واليابس في السودان وتطحن المواطن السوداني بين رحاها وتثقل كاهل المواطن السوداني لتجعل منه عرضة لتكالب الأعباء الاقتصادية والامنية من فقر ومرض ونزوح منذ اليوم الأول كان موقفي من هذه الحرب أنها حرب لن تجلب لبلادنا سوى الموت والدمار والخراب ولا منتصر بنهايتها، ولم استند في هذا الموقف إلى احاسيس أو امنيات بل إلى تاريخ أمتنا والتاريخ الانساني مع مثل هذه الحروب تتواصل النداءات من جميع المنظمات الحقوقية وتتواصل أفظع الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وأفدح الجرائم ضد حقوق الإنسان، وتنداح دوائر الكارثة الوطنية والإنسانية لتشمل الملايين الذين تحولوا فجأة وبين ليلة وضحاها من مواطنين آمنين إلى مشردين ولاجئين في أصقاع الدنيا لم يسبق لحرب أن حسمت بزوال أو سحق أو نهاية أحد طرفيها بل عبر حلول سلمية تفاوضية كان المدنيون أكبر ضحايا هذه الحروب خلفت الحروب في السودان ملايين القتلى وملايين الجرحى وملايين النازحين واللاجئين وخلفت عِبر ودروس وآلام ومرارات ولم تخلف عماراً او نماءا أقصر حرب في السودان تتجاوز مدتها العشر سنوات، بلادنا ليست محصنة ضد الحرب الأهلية وسجلنا سيئ معها ونُذرها وتمظهراتها لاحت في عدد من ولايات السودان في الشهور السابقة لايمكن الجزم بان كل السودانيين هم على ذات الدرجة من الحرص على عدم الانزلاق للحرب الأهلية وسلامة واستقرار البلاد بل ومنهم من يتمنى استمرار الحرب ويتألم لسماع أي خبر عن اختراق تفاوضي قد ينهيها الحرب الدائرة الآن هي حرب سلطوية عبثية ولكنها مظهر من مظاهر الأزمة السياسية السودانية التي فاقمها نظام الحركة اللاسلامية وتاريخياً لم تبذل جهود كافية لتجمل من حلها أولوية بل بُذل المجهود في محاولات القفز أو الالتفاف عليها دون حلها او مخاطبة جذورها بدلاً عن معالجة مضاعفاتها مثل الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية نحتاج إلى قراءة التاريخ بشجاعة وإعادة تسمية الأشياء بمسمياتها وتوصيف المواقف بأوصافها وهى الأرضية المشتركة التى يجتمع عليها أهل السودان. وبعبارة أخرى لم يكن هناك تطوير واع للمقومات الشتركة للشخصية السودانية بحيث يمنحها كل سودانى ولاءه على اختلاف النابر قبلية كانت أو عرقية أو دينية. ولغياب هذه الأرضية المشتركة اتخذت السياسة فى السودان وجهات تحكمها عوامل التفرقة والتجزئة مثل الطائفية والقبلية والاقليمية وكل هذه العوامل لاتعين على الصهر القومى فى دولة متعددة القوميات واقع التنوع والتباين الاجتماعي والاقتصادي والثقافي يحتاج إلى جهود جبارة وتنازلات مقدرة حتى نُفلح في الوصول للوصفة المناسبة لأن كيف يحكم السودان ظل شعار حل الأزمة السودانية منذ الخمسينيات التنمية المتوازنة والمواطنة المتساوية شعاراً لا يصدقه العمل بالرغم من ذلك لازالت فرصنا سانحة لتغيير التاريخ بداية بوقف هذه الحرب وليس نهاية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة