جرى بيني وصديقة حوار طويل عن فحوى مقالي " المنظمات الانسانية هل جفت اوردتها ام تناقصت خبراتها " وبرغم ما اوردته من دفوعات عن ضرورة المسارات الامنة الخ لكني ما زلت اعتقد ان المنظمات الاقليمية والدولية وبتراكم خبراتها وامكانياتها تستطيع ان تسجل حضورا فارعا وسط اعداد النازحين من لهيب الخرطومودارفور واللذين وصلوا لاكثر من ثلاثة ملايين حسب ما جاء بالاخبار .. ليس المهم أعدادهم بقدر اهمية النظر للحالة المزرية التي يغالبونها ليس فقط في ملاجيء لا تتوافر بها ابسط الظروف لستر اجسادهم بل جلهم يشكون الجوع والعطش ومغالبتهم للتعايش مع الحشرات والهوام والامراض في ظل انعدام الادوية الضرورية للحالات المزمنة وصعوبة الوصول للمستشفيات التي تحولت لسكنات عسكرية .. لذلك جاء بعنوان مقالنا " هل جفت اوردة خبرات هذه المنظمات بمعني أنها تستطيع ان ابتعدت عن " الاجندة والتصنيفات الخفية " وعلق صديقنا الاستاذ الجامعي د. شيخ توري # العمل الإنساني جزء من نداءات الإنسانية.. وهي تنعكس إيجابيا على فاعل الخير.. # لكن لعل من إشكال العصر الحديث؛ المادية والرفاهية.. وهذا شوي أثر ونوعا ما على العمل الإنساني.. وبالرغم من الأرقام الكبيرة التي يملكها شخص ما إلا أنها لم تعد كافية؛ لأن المتطلبات والتكاليف غير متناهية.. # إضافة إلى الأولويات .. فالصرف على الدول الراقية أهون من الصرف على الدول المحتاجة # لعل إدارة العمل الإنساني كذلك لها ادوار .. وهي في تطور في الفترة الأخيرة.. # بعض صناع الخير بدؤا يملوا من الأمر.. # مبدأ الثقة أيضا جزء مهم.. لكن الإدارة تضبط ونسأل الله للسودان الحبيب وأهلها الطيبين كل الفرج.. فهم أهل كرم وشهامة وحكمة وطيبة وأصحاب أيادي بيضاء.. المفرح ففي ذات هذا الوقت جاء بالاخبار ان وزير الصحة الاتحادي، هيثم محمد دشِّن (36) سيارة إسعاف بكامل التجهيزات الطبية لبداية انطلاق مشروع الإسعاف القومي بولاية البحر الأحمر كمنحة من الحكومة اليابانية، وقال إنّ " الإسعاف القومي مشروع انتظرناه طويلاً لإنقاذ الأرواحوربط المؤسسات الصحية". اذن فأن استنفار الدول الصديقة والمنظمات الانسانية ضرورة قصوى ونتفاءل ان يكون هذا هو أول الغيث فطيلة هذه الحرب الكارثية والتي استهدفت المواطن في عقر داره وعطلت آلة الحياة الكريمة. كان انعدام سيارات الاسعاف لانقاذ الجرحىوالمرضى الاكثر وضوحا فقط تتفوق عليه صوصوة البطون الجائعة التي يتعلق أمالها في جهود مخلصة أمينة وليرتفع الحس الانساني لمراتب ( لا للحرب ) .. سنظل نبذل أحبارنا لحض قيمة العطاء المخلص. صحيح ان الامر يحتاج لترتيبات واتفاقيات لتأمين العاملين وصولا لتشابك كامل لاستنهاض القيم النبيلة والتي لا محالة تجد مساراتها ايمانا بان ارادة الله فوق ارادة البشر … عواطف عبداللطيف [email protected] -- Awatif Abdelatif
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة