ان من اطلق سراح المساجين من كافة سجون ولاية الخرطوم هو من يتحمل مسؤولية الانفلات الأمني الذي تشهد احياء مدن العاصمة السودانية فراعي الابل في الخلاء لن يفوت عليه ان الهدف الرئيسي من عمليات اطلاق سراح كافة السجناء كان بهدف تمهيد الاجواء لاجل تهريب قادة النظام السابق اضافة الي اطلاق سراح قتلة شهداء ثورة ديسمبر الذين صدرت في حقهم أحكام بالاعدام ولم يتبقي منها الا مرحلة التنفيذ والذي كان قاب قوسين او ادنى في حال تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة واكمال المؤسسات العدلية وقبلها كان اكثر ما يورق دهاقنة الاسلاميين هو رفض شقيق الشهيد محمد الخير قبول الدية في اخيه وقد سجل شقيق الشهيد مواقف بطولية وهو يرفض المتاجرة بدم شقيقه وبما ان عدد المتهمين في تلك القضية كان كبير فان في حال تنفيذ حكم الاعدام عليهم لن تقوم للحركة الاسلامية قائمة ولن يطيع افرادها في المستقبل القبول بتنفيذ عمليات ارهابية جديدة فالحركة الاسلامية توعد افرادها بالحماية في كافة الظروف وعدم التخلي عنهم فكان عليها الابرار بذلك الوعد حتي تضمن استمرار العمليات الارهابية في المستقبل لذلك اتت مسرحية اطلاق السجناء بشكل عام بحجة نقص المياه والطعام وقد كان بالامكان توفيرها او ترحيل السجناء خاصة المحكوم عليهم بالاعدام عبر الطيران ( الهيلكوبتر ) الي سجون الاقاليم الاكثر امان ولكن لاجل اكمال مسرحية اخراج الكيزان تم اطلاق كل السجناء حتي المسجلين خطر على امن المجتمع واليوم يريدون من المواطن البسيط حمل السلاح ليس لاجل حماية نفسه ولكن في حقيقة الأمر هم يريدون من المواطن ان يحارب نيابة عنهم وفي نفس الوقت يعمل علي حماية املاكهم التي تركوها هرب من الموت بعد اشعالهم للفتنة التي ادخلت البلاد في نفق مظلم
ان حمل المواطن للسلاح يجعله هدف مشروع لكلا الطرفين فالكثير من المواطنين خلاف العسكريين المحترفين يجهلون قواعد الاشتباك والانسحاب والكر والفر بالتالي يعرضون أنفسهم للخطر ولا تكفي فترة تدريبهم السابقة ايام الخدمة العسكرية الإلزامية او الانتساب الي مليشيات الدفاع الشعبي في صناعة مقاتل متمرس قادر علي حماية نفسه بالتالي عليكم بعدم الزج بالمواطنين البسطاء وتحميلهم مسؤولية اخطاءكم باطلاق سراح عتاة المجرمين فالمواطن البسيط ليس لديه شيء ذي قيمة حتي يخاف عليه من السرقة هو فقط يملك الكرامة وهو قادر للدفاع عنها و لو كان ذلك ( بعكاز ) واذا ما عجز عن ذلك ما عليه الا اطلاق صيحة الفزع السودانية التي تقول
*يا أبو مُروة* *في الزنقة أم لوم قدام ميلين* *البسمع فيهم يا أبو مروة* *بي فرارة ينط من جوة يبادر ليك من غير تأخير*
تلك هي القيم السودانية الاصلية والتي لا تحتاج إلى تذكير ولكن النوايا الحقيقية لدعوة تسليح المواطنين هي لاجل حماية املاك ( الجماعة الطيبين ) الذين تركوا منازلهم بكامل مافيها من الاثاث والاموال والمجوهرات وهربوا فقط بملابس النوم خوفا من الموت نحو السعودية ومصر وتركيا وغيرها من الدول البترودولارية والان يريدون من البسطاء حمل السلاح للدفاع عن املاكهم التي قامت علي عرق البسطاء
المواطن يحتاج الي الغوث خاصة في ولاية الخرطوم التي تعاني نقص حاد في الطعام والدواء والسوال اين ذهبت مواد الاغاثة الانسانية التي ارسلتها الدول الشقيقة ؟
ان تسليح المواطنين سوف يفاقم المشكلة و في المستقبل يصعب جمع الاسلحة من ايادي المواطنين وقد تستخدم في ارتكاب جرائم او تصفية حسابات شخصية قديمة بين الناس اذا الحل الوحيد للمشكلة الحالية هو الرجوع الى طاولة المفاوضات والعمل علي ايجاد اتفاق سياسي بوقف دائم لاطلاق النار واكمال الفترة الانتقالية وانشاء جيش وطني قومي محترف يمثل كل البلاد مع ابعاد الاسلاميين الذين تسببوا في اشعال هذه الفتنة وتقديمهم للعدالة ويكفي الاستشهاد بتسجيلات كل من المدعو انس عمر والمدعو الجزولي وهي اعترافات ذات قيمة ولم تاتي تحت ضغط خاصة وان قادة الاسلاميين درجوا قبل اندلاع الحرب علي التحريض في كافة المنابر علي اجهاض ثورة ديسمبر واعاقة الاتفاق الاطاري و علي المجتمع الدولي العمل علي ايقاف اتساع رقعة الحرب بكافة الوسائل المتاحة وحماية المدنيين العزل من الاثار السلبية للحرب خاصة الذين عجزوا عن مغادرة مناطق النزاع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة