المراقب للأحداث والمجريات في أعقاب الانتفاضة الأخيرة يكتشف أن جماعات الإنقاذ البائد دائماَ يسبقون الآخرين في ميادين التكهنات والمخططات المستقبلية !! ،، ويتفوقون على الشعب في صنع العراقيل والكمائن المؤقتة ! ،، وتلك الحقائق في أرض الواقع تؤكد بأنهم قد اجتهدوا وتآمروا حتى نجحوا في إجهاض المرحلة الانتقالية المؤقتة ،، ومن سخرية الأحوال أنهم يخططون حالياَ ويعملون جدياَ لإجهاض وتعطيل تلك المرحلة الديمقراطية المدنية الدائمة المؤملة!! ،، وسوف ينجحون في تحقيق ذلك الهدف إذا صارت الأحوال بنفس المنوال والوتيرة الحالية المعهودة من حالات التسويف والمماطلة .
تلك المرحلة الديمقراطية المدنية الدائمة يحلم بها البعض من أفراد الشعب السوداني !! ،، وهنا نتحفظ ونقول : ( البعض من أفراد الشعب السوداني ) لأن هنالك في الشعب السوداني أيضاَ يوجد من لا يؤمن ولا يرغب معايشة تلك الفترة الديمقراطية الدائمة المزعومة ،، وذلك لأن تجارب المراحل المدنية والديمقراطية السابقة في السودان منذ الاستقلال كلها كانت وبالاَ ودموعاَ ولعنة على الشعب السوداني وعلى البلاد ،، ولا توجد مرحلة مدنية واحدة يشار إليها بالبنان قد أراحت الشعب السوداني في وقت من الأوقات .
حالياَ المجهودات كلها مبذولة في معالجة تلك الخلافات بين الرجلين في الساحات العسكرية ،، وهي تلك المعارك الوهمية التي تمكنت من إجهاض المرحلة الانتقالية المؤقتة وأطالت سنوات عمرها الافتراضية ، وسوف تكون السبب في إلغاء المرحلة الديمقراطية الدائمة المؤملة في يوم من الأيام . ومن أدعية الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في بدايات الرسالة قوله : ( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ! ) ،، أي بمعنى أنصر الإسلام بأحد العمرين ،، والشعب السوداني في هذه الأيام التي تمثل قمة الشدة والمحن يسأل المولى عز وجل أن ينصر السودان بموت أحد الرجلين !!! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة