يطبل الطبالون ،، ويزمر الزمارون ،، ويثرثر الثرثارون في هذه الأيام حول تلك الاتفاقية التي يطلق عليها ( الاتفاق الإطاري !!! ) ،، والغالبية العظمى من أبناء الشعب السوداني لا يبالون ولا يهتمون ولا يحرصون على تحقيق تلك الاتفاقية المزعومة !! ,, والسبب في ذلك أن بنود تلك الاتفاقية ليس فيها الجديد المشوق الذي يجذب الألباب والقلوب ،، بل يكتشف أن تلك الاتفاقية هي تمثيلية ومراوغات وتلاعب بالعقول ،، ولا يوجد فيها أي بند من البنود الجديدة التي تتحدث عن معالجة أزمة من الأزمات التي يكابدها الشعب السوداني ،، لا في مجال الغلاء ،، ولا في مجال العلاج والدواء ،، ولا في مجال أزمة المياه والكهرباء ،، ولا في مجال أزمة المواصلات ،، ولا في مجال أزمة التعليم في البلاد ،،
بل مجرد تعديلات لبنود ومصطلحات سياسية !! وبالجملة فإن تلك الاتفاقية مجرد تعبيرات إنشائية لتحريك بنود اتفاقيات سابقة مملة عفا عليها الدهر ،، وفي اعتقاد الشعب السوداني فإن ذلك التحريك والتبديل لتلك البنود والمسميات هي بمثابة تحريك الأحجار فوق طاولة الشطرنج !! ،، فماذا يعني للشعب السوداني تحريك الطابية ووضعها في مكان الحصان ؟؟ ،، وماذا يعني للشعب السوداني تحريك الجندي لتهديد الملك أو الشاه ؟؟
علامات الاتفاقية برمتها تؤكد بأنها بمثابة جنين الرحم المعلول الذي سوف يخرج ميتاَ من الرحم ،، وإذا كانت المحصلة كذلك فما الذي يجبر الشعب السوداني أن يحتفل بجنين خداج سوف يولد لينام في عنابر العناية المركزة ؟؟ .
هؤلاء السياسيين أبناء السودان بالجملة قد فشلوا في الخروج من أعناق الزجاج ،، ويبدو أن تدخلات تلك الدول الخارجية بالترويج لتلك الاتفاقية قد أفقدتها حلاوة الترقب والمذاق لدى الشعب السوداني !،، ولسان حال الشعب السوداني يردد عبارة : ( كخ من اتفاقية دنستها أيدي اليهود والإمارات !! ،، وإلف كخ من اتفاقية دنستها أيدي الدولة المصرية !! ) ومليون كخ من اتفاقية شارك في تنسيقها هؤلاء جماعات الإنقاذ البائد !!.
العقلاء الحادبون من أبناء السودان يفحصون وينقبون في منافع ومردودات تلك الاتفاقية المزعومة المرتقبة ،، والجهلاء من أبناء السودان يهتمون فقط بتلك القشور الفارغة !!،، حيث يروجون ويحتفلون بتلك الأسماء المقترحة لتولي رئاسة الوزراء !! ،، ويجهلون كلياَ أن الشر لا يكمن في تحقيق الاتفاقية نفسها ولكن الشر كل الشر يكمن عند تحقيق تفاصيل البنود في أرض الواقع !! ,, وهي تلك التفاصيل لبنود الدستور للدستور التي أعاقت وعطلت كافة مجهودات واجتهادات الدكتور عبد الله حمدوك في يوم من الأيام !!. وبمعنى آخر فإن مصير الاتفاق الإطاري الحالي سوف يكون نفس مصير ذلك الاتفاق الذي تم توقيعه في أعقاب الانتفاضة الأخيرة بين الأطراف السودانية .
وبالتالي فإن الشعب السوداني قد كل ومل من كثرة الممارسات الخائية الفاشلة،، ويقال في الأمثال : ( لا يجرب المجرب إلا من كان عقله مخــرب !! ) ،، وكذلك يقال : ( لا يقيس المقيوس إلا من كان في نفسه ميئوس . ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة