السلبية القاتلة هي السائدة بعد الانتفاضة الأخيرة !!
السنوات التي أعقبت الانتفاضة الأخيرة كلها سنوات كالحة عجاف اتسمت بالسلبية القاتلة في كافة جوانب الحياة ،، وهي سنوات تفترض أن تكون عيداَ وهناءَ واحتفالات بتحقيق طموحات الشعب السوداني ،، ولكن جرت المقادير بما لا تطرب القلوب ،، ولم تحدث في البلاد حالة من الحالات التي تعني الرفاهية والسعادة للشعب السوداني ،، وبنفس القدر لم تتوفر في البلاد حالة من تلك الحالات التي تشرف مسئولاَ من المسئولين في مواقع الأداء والإنجازات ،، وطوال السنوات التي أعقبت الانتفاضة الأخيرة كانت حياة الشعب السوداني هي تلك الشكاوي تلو الشكاوي والمعاناة تلو المعاناة والنكبات تلو النكبات !! .
حقيقة تؤكد بأن الشعب السوداني كان محقاَ كل الحق حين كان يماطل ويسوف ولا يعجل بإسقاط النظام البائد رغم إخفاقاته ومفاسده المعروفة !!،، وقد صدقت كافة تكهنات الشعب السوداني الذي كان يتشكك في جدارة وإمكانيات ومقدرات ومؤهلات هؤلاء المعارضين الذين كانوا يناوءون ويحاربون النظام البائد الفاسد لثلاثين عاماَ ،،
وتلك الفراسة في التكهنات تؤكد مهارة وجدارة الشعب السوداني في تقييم مهارات ومقدرات الرجال من أبناء السودان ،، والشعب السوداني يفهم جيداَ ذلك المثل الذي يقول : ( أن الأرحام قد تجود بالرجال الأفذاذ ، وفي نفس الوقت قد تجود بأشباه الرجال الذين يعادلون التبن المنثور في الهواء !! ) . وحينما كانوا ينادون بالحراك لإسقاط النظام السابق الفاسد المفسد كان الحكماء من الناس يقولون : ( ليس كل كلب ينبح في الساحات هو ذلك الكلب المطلوب للصيد !! ) .
السلبية القاتلة كانت هي السمة السائدة لكل من تواجد في مواقع المسئولية بعد الانتفاضة ! ،، الدكتور عبد الله حمدوك رغم أن الشعب السوداني قد فتح له قلبه وتجاوب معه بمنتهى الحماس والوقفة الثورية العارمة إلا أنه فضل السلبية والانزواء !! ولم يبادل الحماس بالحماس ويتفاعل مع طموحات ورغبات الشباب الثائر . تمادى في السلبية في الوقت الذي فيه كان الشعب يواجه أبشع أنواع المعاناة في كافة مجالات الحياة !، ذلك الشعب كان يقف في صفوف الخبز والوقود والمواصلات ،، بجانب المعاناة الشديدة بأسباب وباء كرونا الفتاك !! ،، ولكن الدكتور عبد الله حمدوك أراد أن يتواجد فقط في أروقة الدواوين الوزارية في زحمة البروتوكولات الرسمية والمناورات الإدارية المكتبية ،، ولم يحاول أن يلتقي بالشارع السوداني ويتواجد في خيام العزاء في يوم من الأيام ،، ورغم ذلك فإن الشعب السوداني حاول مراراَ وتكراراَ أن يكسر الحاجز ويرفع التكلفة بينه وبين رئيس وزراء البلاد الجديد ،، حيث كان الشعب يبذل في بعض الأحيان صيحات : ( شكراَ يا حمدوك ) وذلك لمحاولة ترطيب الأجواء وإقامة الجسور بينه وبين ذلك الحمدوك ،، ولكن الدكتور حمدوك أثر وأراد أن ينفرد في أبراجه العاجية !! ،، بعيداَ عن ويلات ودموع الشعب السوداني !! . وحين ذهب ورحل عن الساحات السياسية كان الشعب في حالة من حالات الغيبوبة ،، حيث كانت الدموع تحجب الرؤية وتمنع الشعب من معالجة الكثير من الأمور ،، وفي نفس الوقت كانت المؤامرات على أشدها في البلاد ،، حيث ذلك البطش والتصدي للثوار وإطلاق الرصاص في الصدور العارية ،، بجانب الانقلاب على الشرعية الدستورية من قبل المتسلط البرهان ،، بجانب دموع الأوجاع التي تتطلبها المعيشة والحياة اليومية !،، كل ذلك مثلت مانعاَ وحاجباَ لرؤية الشعب للكثير والكثير من المجريات والمؤامرات في حينها . والمريض الراقد في عنبر العناية المركزة لا يلام في حال الهلوسة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة