حراك واثق، و شعب منتصر، و تسووييون شرذمتهم التسوية!!! التاسع عشر من ديسمبر ٢٠٢٢م في الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة ، حتى الان ما تم رصده في الشارع ،الخرطوم وبورتسودان و سنار ونيالا وبربر ومدني وكوستي و عطبرة وكسلا والقضارف و الفاشر و كادقلي، و بقية العقد الفريد ممن وقعوا في دفتر حضور الثورة ، و أمنوا على خيبة التسوويين و سماسرة و مسوقي الإتفاقات مع المجرمين من جنرالات الإنقاذ و لجنتها الامنية. قالت الشوارع مجددا لا للتفاوض و التسوية و المساومة مع قتلة الثوار ، و لا للتفريط في دماء شهداء الشعب العظام ، و لا للافلات من العقاب و السماح لجنرالات الانقاذ بتحديد مستقبل السودان السياسي ، عبر شراكة دم جديدة مع (قحت). فبالرغم من اغلاق الكباري في العاصمة القومية ، و القمع غير المسبوق و المتصاعد من قبل العصابة الحاكمة الذي لم يهدأ في ظل الإتفاق الإطاري المزعوم ، فرضت جماهير شعبنا ارادتها في المركز و اقلقت سلطة المجرمين و ادواتها للجريمة المنظمة المتنكرة في زي القوات النظامية ، كما هزمتها الجماهير بمجرد توقيعها الحضور في دفتر الثورة في المدن المذكورة جميعها. و الناظر لهذا الحراك العظيم، يفهم ما يحدث في معسكر التسوية. فحتى هذه اللحظة هذا المعسكر يعاني من شلل و عدم قدرة على التقدم في اتجاه الإتفاق التفصيلي النهائي، الذي من الراجح ان تفشل قوى التسوية في ابرامه او على الأقل في الوصول إليه موحدة. فزعيم العصابة الحاكمة في مخاطبته للقوات في المعاقيل ، انكر ان تكون هناك تسوية لتسليم السلطة للمدنيين ، و عزز ماظل يردده من ان القوات المسلحة لن تخضع الا لحكومة منتخبة ، و هو ما يتفق مع الإتفاق الإطاري الذي جعل هذه القوات خاضعة لحكومة ديمقراطية ، على عكس أكاذيب (قحت) التي تزعم بأن الإتفاق اسس لمدنية الدولة. و هو أيضاً يؤكد جوهر التسوية القائمة على انفراد العصابة بالاجهزة العسكرية و الامنية و النظامية، و اخراجها من سلطة الحكومة المدنية الواجهة ، مع تأكيد سلطة الجنرالات التي تسود مع حلفائها من حركات محاصصة جوبا على سلطة رئيس الوزراء الذي سيعين بالتشاور معهم و بموافقتهم ، عبر السيطرة على مجلس الامن و الدفاع المبتدع ، الحاكم الفعلي وصاحب السلطة الفعلية. موقف العصابة وقيادتها الواضح المتمثل في عدم تسليم السلطة للمدنيين ، يضع التسويين في (قحت) في ورطة ، و يمنعهم من النجاح في تسويق اضاليلهم جماهيريا ، و يضعهم بين مطرقة الشارع الثائر و سندان المجتمع الدولي الذي بذلوا له الوعود بتمرير تسوية الدم الجديدة وقسمة الشارع و تشتيت شمل المقاومة. لهذا بدأ هذا التجمع الهش في التصدع ، فها هو حزب البعث يخرج علنا من تحالف (قحت) و يقرر الرجوع إلى الشارع برغم عدم تقديمه لنقد صريح لدوره في تسوية الدم السابقة ، و هاهي الأخبار ترشح حول رغبة واسعة في الحركة الشعبية شمال جناح عراب تسوية الدم الجديدة في الانسحاب من اتفاقها الاطاري ، و الأخبار تترى عن الصراع الواضح داخل حزب الأمة القومي بين تيار التسوية المعزول في القيادة وقواعد الحزب ، و التململ في حزب المؤتمر السوداني لاتخطؤه عين المراقب الحصيف، بالرغم من استماتة قيادته في تسويق الإتفاق الإطاري الذي ولد ميتا و هو الآن "جنازة بحر" تحتاج لمن يسترها بالدفن، و جماهير شعبنا قادرة على قبرها بكل تأكيد. فالحراك المجيد الذي اكد في ذكراه الرابعة أنه اقوى، تمكن من اسقاط قيادة الإنقاذ و اجبر جنرالاتها على القيام بإنقلاب قصر و خلع زعيمهم البشير و حل تنظيمهم السياسي و إدعاء انحيازهم كذبا للشارع، و اجبرهم على عدم الإنفراد بالسلطة و الاحتيال عبر شراكة الدم الاولى مع التسوويين في (قحت)، كذلك اخافهم حتى الموت فاندفعوا لارتكاب جريمة العصر بفض الاعتصام فاصبحوا مطلوبين للعدالة ، و حشرهم في الزاوية فاضطروا للقيام بانقلاب ثان ضد شراكة الدم التي افشلها الثوار ، و منعهم من تكوين حكومة بعد انقلابهم الفاشل و عزلهم و اسقط جميع مخططاتهم، و اوشك على اسقاط سلطتهم التي تحاول (قحت) الآن اعطائها قبلة الحياة. و هو يفشل الآن اتفاقهم الاطاري و تسويتهم المجزأة ، و يمنعهم من التقدم نحو الإتفاق التفصيلي النهائي الذي ربما تجاوزوه لتوقيع دستور انتقالي، يكرس سلطة المجرمين و يعفي التسوويين من الفشل في تسويق اتفاق تفصيلي يفضح طبيعة التسوية، التي تساوي انتحارا سياسيا كامل الدسم. فهل هناك انتصار أكثر من ذلك للحراك الجماهيري ؟ الانتصار الماثل بالرغم من أنه ليس نهائي ، يتمثل في منع الانقلابيين الذين يمثلون الذراع الضاربة للإنقاذ و دولة التمكين من تحقيق اهدافهم ، و وضعهم في خانة الدفاع لا الهجوم بالرغم من وجودهم في السلطة ، و عزلهم جماهيريا ، و افشال خطط شركائهم في قسمة الشارع الثائر لتسويق شراكة الدم معهم و تعويمهم ، و التاثير حتى على المجتمع الدولي الداعم لشراكتهم و الراغب في تعويمهم ، بمستوى يجعل مجلس الامن مؤخرا غير قادر على تمرير قرار يدعم تسوية ثنائية بين (قحت) و العسكريين المجرمين. شعبنا قادر و حراكه منتصر ، و هو في الاتجاه الصحيح لتحقيق نصره الكامل باسقاط العصابة الحاكمة و إزالة التمكين ، و بناء دولة انتقاله بشرعية ثورية ، لتؤسس لتحول ديمقراطي مستدام. كل عام و شعبنا بخير و ثورته جذوتها باقية و حراكه منتصر. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!! ١٩/١٢/٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة