سبحان الله العظيم : آلاف وآلاف الأطنان من المياه تتبخر من محيطات العالم البعيدة ،، ثم تبقى في الأجواء العليا حين تحملها السحب العملاقة ،، ثم ترحل تلك السحب المشبعة لآلاف وآلاف الأميال نحو أعماق الصحاري والقفار الجدباء القاحلة ،، وهنالك توجد الآلاف والآلاف من المخلوقات التي تنتظر في تلك البيئة القاسية وهي ظامئة عطشى لفترات طويلة ،، مخلوقات نباتية وأخرى حيوانية ،، تكابد أقسى أنواع العطش والظمأ ،، ثم فجأة تتجلى رحمة الرحمن على كافة مخلوقاته تلك البيئة القاسية ,, وحينها تدب الحياة في بيئة ما كان يتخيلها الإنسان !،، حيث تكتسي الأرض بالنباتات وبالمروج الخضراء ،، وتنشط المخلوقات الصحراوية بأحجامها المختلفة لتواكب الحياة بالقدر المتاح المقدور لحين من الدهر ،، وتتنافس الفراشات الرقاصة ،، وتترحل النسائم العليلة .
تلك الظاهرة الكونية العجيبة تؤكد أن الخالق البارئ لا يتجاهل مخلوقاته أينما تتواجد ،، كما تؤكد أن هنالك ملائكة كرام تملك المقدرات العالية لتسخير وتوجيه تلك السحب العملاقة المشبعة والذهاب بها لآلاف وآلاف الأميال حيث يشاء الله رب العلمين !! ،، ولا يمكن لتلك السحب العملاقة أن تسكب أمطارها قبل مواسمها ومواعيدها ،، كما أنها لا يمكن أن تسكب مياهها إلا في تلك المناطق المقدور لها في الكتاب والأزل ،، وفي نفس الوقت لا يمكن لها أن تتمرد وتشتكي من عبئ المهام ومن أثقال المياه الضخمة !! ،
يا إلهي ما أعظمك وما أعظم شأنك !! ،، وقد تتجلى آياتك في الآفاق وفي أنفسنا !! ،، ولا ينكر تواجدك إلا جاهل قد أعمى الله بصيرته ،، حيث يهدي الله من يشاء ويضل من يشاء ،، وعلى الإنسان العاقل أن يحمد الله على تلك النعم التي لا تحصى ولا تعد ،، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وإن تعدوا نعمة الله لن تحصوها ) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة