خرجنا من دائرة المعاملات الودية والأخوية الحسنة إلى دائرة المعاملات الفاجرة والسافلة !! ،، وخرجنا من مفاهيم الذوق واللباقة والإحسان إلى مفاهيم اللئامة والنذالة ،، ورغم ذلك مازلنا ندعي بأننا شعب طيب وكريم !! ،، لا تخدعوا الأنفس كثيراَ فإن تلك الابتسامات التي يبديها البعض من الناس هي مجرد ابتسامات زائفة وخادعة ،، وكلها غير نابعة صدقاَ من الأعماق !! .
الجفوة والقسوة والخيانة قد أصبحت سمة من سمات الناس بدولة السودان في الآونة الأخيرة ،، وتلك السلوكيات المشينة أسبابها الأحقاد المدفونة في أعماق النفوس ،، ولا تخلو تلك المجتمعات السودانية من مظاهر الرياء والجفاء والعداوات ،، والفاحص المتعمق لسلوكيات الناس في هذه الأيام يكتشف أن الناس بدولة السودان يتعاملون مع بعضهم البعض كتلك الحيوان المتعاركة المتعادية التي تهاجم بعضها البعض داخل الأقفاص والحظائر !! ،، فيا ذلك المتوهم لا تدعي أبداَ بأنك مسالم وبأنك تريد الخير والسعادة للآخرين !! ،، تلك مجرد فرية وكذبة يرسمها خيالك ولا تطابق الواقع !! ،، الجميع بدون استثناء يراوغون ويخادعون في هذه الأيام .
ذلك التاجر السوداني يكذب ويخدع ويراوغ حين يدعي بأنه يرجو الرخاء والرخصة للمواطنين !! ،، فهو ذلك الكاذب المرائي الذي يسلك مسالك الحقد والكراهية لمجرد أن يعرف بأن الزبون يريد أن يشتري !! ،، وتلك المؤسسات الخدمية في البلاد تدعي وتعلن بأنها تتواجد فقط لخدمة المواطنين ولإسعادهم ،، ولكنها عند التعامل معها تبرز أنياب الغدر والقسوة ولا تتوقف إلا بعد الحصول على العصارة من النخاع والعظام !! ،، وذلك الممقوت صاحب المركبة يبدي الرحمة والشفقة على الناس عندما تخلو جيوبه من الأموال ،، ولكنه بمجرد أن يشاهد الناس يركضون خلف الحافلة أو المركبة للركوب أو بمجرد أن يشاهد الناس يقفون على الأرصفة تحت الهجير والشمس المحرقة يبرز تلك الأنياب الكريهة ثم يبدأ في تلك المساومات والشروط !! ،، ثم يفرض تلك الأجور العالية للترحيل والتوصيل !! ،، ومن سخرية الأقدار أنه يختم قوله بعبارة : ( كان عجبكم !!!! ) ،،
وذلك العابر للسبيل في الطرقات والشوارع والأسواق حين يقابل الآخرين يبدو طيباَ ومسالماَ وأليفاَ رغم تلك السحنة وألوان الأديم التي تشكك في سلامة النوايا !! ،، ورغم تلك التجارب والممارسات التاريخية السابقة التي قالت الكثير والكثير عن تلك الأحقاد الدفينة في النفوس !! ثم فجأة حين يجد السانحة يتحول إلى ذلك الوحش والغول المكروه الممقوت الذي يبادر بالخطف والتهديد بالسلاح والخناجر ! ،، ويخطف الأموال والشنط وأجهزة التلفونات والمقتنيات من أيدي البنات والضعفاء من الناس والنساء !! ،، وهي تلك الممارسات المشينة التي تنفي كلياَ صفات الطيبة والرجولة والأخلاقيات الحميدة عن الشعب السوداني !! ،
تلك هي أخلاقيات وسلوكيات الشعب السوداني في هذه الأيام !! ،، وكاذب منافق من يدعي غير ذلك !،، ورغم تلك الحقيقة المريرة القاسية فمازال البعض يردد كالببغاء عبارات : ( أن الشعب السوداني شعب طيب وكريم بالفطرة !!! ) ،، وقد أثبتت الأحوال في أعقاب الانتفاضة الأخيرة بأن الشعب السوداني ليس بالطيب وليس بالكريم ولا يتصف إطلاقاَ بتلك الصفات الجميلة الحميدة !!! ,, ولو عقل هؤلاء جميعاَ فإن تلك الدنيا الفانية لا تستحق ذلك النوع من الرياء والتمثيل والإفك والإدعاء ،، وأفضل الناس في هذه الدنيا هو من يتعامل مع الآخرين بمنتهى الصدق والأمانة ،، وأن يحب الخير للآخرين كما يحب لنفســـه !! .
من حكم الشيخ فرح ود تكتوك يقال أن الشيخ كان يعمل في مزرعته في يوم من الأيام عندما مر به عابر سبيل وطلب منه أن يدله على دار عمار وعمران !! ،، فطلب منــه الشيخ أن يتبعه ،، وبعد حين قاده لساحة مقابر القرية !! ،، فتعجب الرجل من تلك الواقعة الغريبة ،، ثم سأل الشيخ متعجباَ: ( لقد طلبت منك أن تدلني إلى دار عمار فلماذا أحضرتني إلى المقابر ؟؟؟؟ )،، فقال له الشيخ فرح ود تكتوك : ( يا هــذا لقد طلبت مني المساعدة وأنا أردت أن أقدم لكم أفضل النصائح !! ،، وبالحق أنا لا أعرف فوق وجه الأرض بقعة أكثر عماراَ وتعميرا من هذه المقابر !! ،، فهي البقعة الوحيدة فوق وجه الأرض التي تزداد نفراَ وتتعمر يوماَ بعد يوم ولا تتوقف عن الزيادة في يوم من الأيام !!،، أما تلك الحلال والقرى التي تريدها فهي ليست بديار عمار وتعمير ،، إنما هي ديار خراب مصيرها الفناء في يوم من الأيام ،، فقال له عابر السبيل : ( لقد أصدقت النصيحة يا شيخنا الجليل ،،، ولكنني أرجو أن أتواجد في تلك المقابر فقط عندما تحكم الأقدار !!! ) ,
تلك هي المعاملة الصادقة المطلوبة بين الناس وليس ذلك الرياء والنفاق والتمثيل ثم الغدر والخيانة !!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست