ثمرات الأطايب السودانية قد فقدت حالياَ مذاق الحلاوة والطراوة ،، كما أنها قد فقدت نكهة الأصالة السودانية !!،، فتلك السحنة المتداولة اليوم ليست بتلك السحنة السودانية الأصيلة المعهودة عبر السنين والسنين ،، وليست بتلك السحنة التي أخذت عليها النفوس في أروقة الطيبة السودانية ،،وحلاوة النغمات السودانية حالياَ ليست بتلك الحلاوة التي كانت تطرب الأفئدة والقلوب ،، حيث أن مجرد ( الدندنة ) بالأطايب السودانية كانت تبهج النفوس ،، ويبدو أن الأحوال بدولة السودان قد تحولت وتبدلت إلى الحضيض والحضيض بأفعال أهل البلاد ! ،، والملاحظات النهائية تؤكد بان تلك العادات والسلوكيات السودانية السمحة قد تلاشت واختفت مع مجريات الأحداث بالبلاد ،، وتلك الحقيقة المؤلمة توحي بأن دولة السودان في طريقها للاندثار والزوال في خضم تلك المنازعات السياسية الفارغة ! ،، وبالمجمل فإن مراسيم الحياة بدولة السودان ليست بتلك المراسيم الجاذبة الحلوة المعهودة،، تلك المراسيم والطقوس التي كانت تمارس في الماضي ،، والتي كانت تحمل بصمات أبناء السودان في معدلات الطيبة والسماحة ،، وهي تلك البصمات التي كانت تنال حلاوة المذاق والنكهة بأفضال أبناءها العباقرة الفطاحل ،، وتلك النغمات السائدة في أروقة السودان حالياَ ليست بتلك النغمات من صنع الفنان العبقري خليل فرح وصاحبه كروما .
أبيات ( الدوبيت ) التي يتبادلها أبناء البطاحين في أروقة البوادي السودانية ليست بتلك الأبيات الشجية العذبة التي تشعل الحماس في النفوس كما كان يحدث في الماضي !! ،، والعادات والتقاليد بدولة السودان قد أصبحت فاترة لا تجذب الهمم ،، وتلك الأيدي التي ترتفع لقراءة الفاتحة في خيام البكاء والعزاء ليست بتلك الأيدي الصادقة المخلصة التي تطلب الرحمة للأموات بنية صافية ،، بل هي تلك الأيدي التي ترتفع فقط من أجل المجاملات ومن أجل الرياء والنفاق ،، والمضحك في الأمر أن ذلك المعزي الذي يزرف دموع التماسيح على الأموات قد يجهل كلياَ هوية وحقيقة ذلك الميت لو كان رجلاَ أم أنثى !!! ،، هو يتواجد فقط من أجل أن يقال أنه من أبناء السودان!! ،، ولو كان في مقدوره لشطب تلك الصفة المقترنة ضمن هوية اسمه !،، ولأنكر في الملأ والعالم بأنه من أبناء السودان !,
البعض من أبناء السودان مازال يعتقد ويتوهم بأن الأحوال بدولة السودان مازالت على ما يرام ،، ومازالت هي تلك المميزة الطرية العذبة !! ,, وتلك فرية قد رحلت أوقاتها منذ الانتفاضة الأخيرة ومنذ الاسقاط للنظام البائد ،، والجاهل فقط هو من يريد استرداد العافية والصحة لعادات وتقاليد المجتمعات السودانية لسابق عهدها !،، والمثل السوداني يقول من الاستحالة إعادة ترميم الزجاجة المهشمة لحالاتها القديمة الزاهية ،، والخلاصة أن سودان ايوم ليس بسودان الأمس الذي كان يطرب القلوب والأفئدة وتطيب الخواطر !،، وحزا الله تلك النخبة السياسية البلهاء التي قادت البلاد لحافة السقوط والهاوية باسم المعارضة السودانية ،، فهؤلاء قد ظلموا الشعب السوداني وهم يرجون ذلك الأحسن والأفضل ،، مما يؤكد بأنهم أعجز الخلائق والرموز السياسية والقادة الذين يعالجون مصائر الشعوب والأمم الحرة ،، فهؤلاء يلاحقهم النحس والجدب والقحط والضياع في كل خطوة من خطواتهم تلك السخيفة الملعونة . وقد أسقطوا ذلك الماضي بكل محاسنه ومكتسباته لأنهم رتل من البشر الذين يفتقدون المؤهلات والمهارات العقلية العالية ،، ومازالوا يقودون البلاد لحالات التردي والهاوية ،، ويقول الشاعر : ( إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب !!! ) ،، وبحق وحقيقة فإن الشعب السوداني يمر حالياَ بتلك الأوضاع الحياتية المزرية القاتلة المفجعة الخطيرة !!! حيث تلك الحياة القبيحة البشعة التي لا تطرب القلوب ولا تطرب لها نفوس الأطفال الرضع في لحظة من اللحظات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة