تناول البعص للكثير من قضايانا السياسية والمجتمعية وحتى الثقافية في مساحات التواصل الاجتماعي، يكون سببا لتضخيم ما يحدث في المجتمع ويخلق فراغا من التساؤلات التي يثار فيها الموضوع بأسلوب خاطئ وانتشاره في زمن فائق السرعة، وبذلك وضع الاعلام الافتراضي أفراد المجتمعات في منصة واحدة من النقاش عبر مجموعات إلكترونية من خلال الحسابات في «تويتر» و«الفيس بوك» و«السناب شات»، وغيرها من القنوات المعروفة. وشخصيا أطبق نظرية ال ٢٤ ساعة عندما اتلقى اى خبر عبر وسائط الإعلام الجديد، وخلال هذه الساعات سيتضح لى صحة الخبر، أو صدور نفى له، أو تراجع من اصدره، ولهذا تجدني مقلا في إعادة لصق ايةخبى يصلني أو حتى تحليله أو الكتابة عنه إلا بعد وضعه تحت الفحص لمدة لا تقل عن ال ٢٤ ساعة. وأتذكر صورة كاركتورية عن سباق لمجموعة كلاب صيد وبينهم فهد، وعندما أطلقت صافرة بدء انطلاق السباق، وتحركات كل الكلاب تتسابق، ولم يتحرك الفهد من مرقده، واجاب عن سبب ذلك، بأنه لم يخلق وليس من أهدافه السباق والحري، ولكن له اهداف واغراض وغرائز حيوانية أخرى. تغيرات المجتمع تبدأ من نقطة ضوئية يبثها شعاع إعلامي فتظهر تشكيلات للبنية المجتمعية من خلال مواضيعه وقضاياه واحتياجاته التي تثار عبر قنوات التواصل الاجتماعي. ومن تلك الانطلاقة يختزل الوقت ليصبح دوران العالم عكسيا متناقضا في مناقشاته، ومع كل دورة يثير القضايا والأسئلة من خلال منصاته مع انعدام المشاركة بالرأي. إن إثارة كثير من القضايا الاجتماعية عبر الإنترنت ربما تتسبب في تحريك بعض التساؤلات المجتمعية، وقد تغير مسار الحياة، ومن التأثيرات دبلجة الحدث وتضخيمه حتى يكون له أثر إيجابي كبير، وهذا الحراك المجتمعي والمهني يفتقد في بعض الأحيان إلى المسؤولية. فمثلا: كلمة «عاجل» تسرق سمع المتابع بطريقة مذهلة، وتجذب الانتباه والإصغاء لما سوف يقال، هذا الحراك موجود في أغلب قنوات التواصل الاجتماعي وخصوصا الإخبارية منها، وقد تلعب تلك القنوات دوراً كبيراً في الاستيلاء على العقل البشري من خلال بث الخطاب المباشر المشحون والسلبيات والإيجابيات، فيجد المتابع أن هناك تضخيماً لبعض القضايا فوق حجمها الطبيعي، ونفخها وتحويلها إلى مشكلة يُثار حولها الجدل. هناك كثير من القضايا يستحق طرحها ومناقشتها عبر القنوات الاجتماعية، إلاّ أن هناك مشكلة في الطرح الإيجابي، كون هذه الوسائل غالبها تأخذ الشكل الموضوعي للقضية لوجود معزوفات تخصصية لتضخيم القضايا العامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة