صدمة محاضرة دكتور جلال في النادي الالكتروني دفعهم الي رفع صورة الزبير باشا شعار لدولة النهر والبحر لا زال صدي تلك المحاضرة يعمل ارتدادات داخل الاندية بين من اصابهم الصدمة وغطوا افواههم باياديهم من شدة الدهشة ومن يعمل جاهدا علي الانكار ماقاله جملة وتفصيلا. ومن رأي ذلك جديدا علي ما لديه من المعلومات . وان ملخص ما قاله ان حضارة الكوش وبل حضارات وادي النيل مصدرها وادي هور. وان الزغاوة البري ابرز الشعوب ماتم اليها في المصادر التاريخية والاثار مازالت باقية . هنا ازال دكتور جلال الغبار من موضوع له اكثر من بعد .منها السياسي الذي يعمل له بعض الذين يعملون جاهدا الانفراد بهذه المنطقة كدولة ،هي المنطقة التي اشار اليها جلال باعتبارها مناطق تأريخية ، وحضارة قامت علي اكتاف الزغاوة بينما هم يريدون الهروب من دولة تجمعهم بالزغاوة الي موطن الزغاوة في الاصل . والبعد الاخر يجرد بعض الشعوب من الادعاء بان حضارة النوبة جهد خالص للذين وجدوا انفسهم في المنطقة . ويعتقدون بان هذه الحضارة تخصهم في الاساس دون خلق الله . وما اريد اضافته ،علي ماقاله دكتور جلال . ان ماقاله بمثابة الاعتراف لاول مرة في التاريخ الحقيقي لاصحاب حضارة الكوش . وما تؤكد تلك الحقيقة ان حملات التي سموها الفتوحات الاسلامية التي قادها عبدالله ابن ابي سرح وتوقيعه الاتفاقية مع النوبة ،والتي كانت عملية ترتيب استرقاق السود في المنطقة كانت هناك وثيقة من هم اهل المنطقة . الحكم التاريخي لسواد المنطقة هو المعلوم بالضرورة ، ولم يكن من بين السكان وقتئذ اللون الاحمر او الابيض او اي لون اخر غير الأسود. واية جهود فكرية غير مبنية علي هذه الحقيقة ستظل جهدا خاسرا هدفه التزوير .
ولا احد يستطيع ان ينكر حضارة الكوش والنبتة قامتا علي اكتاف امم من السود .اذا كان كذلك ما الذي يجعل امة تتبني حضارة السود وهم غير معترفين بالسواد علي نفسهم.؟ وقد جاء التأكيد علي يد التقرير الذي كتبه مبعوث جوهر الصقلي الذي توفي في ٢٨ يناير ٩٩٢ الذي ذكر بان سكان منطقة النوبة بانهم سود .اذا كان كذلك دكتور جلال لم يقول غير الحقيقة التي سكت عليها هو نفسه من قبل .وهي الحقيقة التي من غير السود لا يحق النسب اليه حضارة وادي النيل برمته ،ليس فقط الكوش . والاغرب من ذلك ان الشعوب السودانية يتهمون المصريين بانهم يجتهدون لطمس الهوية السوداء من حضارة وادي النيل ،ويبتهجون عندما يتم اكتشاف ادلة تثبت ما قاله دكتور جلال ، وهم انفسهم يرفضون هذه الحقائق عندما يتم الاشارة الي اصحابها الحقيقين و يضعونها في المعايير السياسية ويريدون طمس الحقيقة برفع الصوت والية السلطة. مهما كانت ان الحقيقة التي لا ثانية لها ان عمسيب وحياة عبدالملك وبل كل اهل الشمال بالاخص النوبيين عليهم ان يعترفوا بانهم بري وهم الزغاوة انج ويتبنوا هذه الحضارة اذا ارادوها ومرحبا بهم . حتي ولو انهم عربا او البوسنيين أو الارناؤوط او المجريين او الصقالبة او الاتراك او بقايا الانجليز او المماليك و كل هؤلاء من جملة الغزاة لا علاقة لهم بهذه الحضارة . مع ذلك منهم تشكلت الواقع السودان الذي نعيشه. ولا احد يحق له ينسبها لنفسها فقط لانه وجد نفسه في الموقع. او لانه يملك الة الاعلام او القدرة علي الكتابة قبل الاخرين . نعم جميع السودانين لهم الحق ان يتبنوا كل تأريخ السودان وحضارته ولكن لا يجوز صناعة تاريخ الامة بقرارات سياسية مثلما يحدث الان الي درجة فتح بيوت النواح والتهديد لمجرد ذكر حقيقة تاريخية.وليس غريب اليوم اثيوبيا تتبني حضارة قامت علي ارض السودان وغانا تتبني حضارة قامت علي ارض نيجر والمصريين خليط من جميع شعوب الدنيا تبنوا حضارة النوبة .والاوربيين في امريكا اللاتينية يتبنون حضارة انكا والعرب تبنوا الحضارة السومرية الاكادية. ولكن لا ينكرون اصحابها الا اهل مصر و السودان . اما حالة السودان يمكن يكون هو اكثر شذوذ بين الامم قاطبة ،اذا كان الشخص الاسود الذي يقف امامك ينكر بانه غير اسود من المحال ان تنازعه التاريخ الذي يكتبه بيديه . الي درجة تحريف الاسم من النوبة الي النوبيين وهي كلمة الوحيدة في صيغة الجمع لا مفرد له حتي لا تكون نوبة هو العجب الذي نعيشه. فتاريخ السودان تم طمسه عمدا . اين الامم التي اقامت ممالك مسيحية عدة وبل من الذي غيب كل فصول تاريخ مملكة المماليك التي قامت في دنقلا ودخلوا الصراع مع الدولة الخديوية وحسموا كل صراعاتهم داخل الاراضي السودانية . وما مقتل ابن الخديوي في السودان احدي المعارك بين المماليك والخديوي لرد العملية الانتقامية تم توريط شيخ الجعل ،واستغلوا الشيخ الورع المهدي ودفعوه للامام واشعلوا الثورة من تحته ضد الاتراك في السودان . وهذا التاريخ لا يمكن قراءته بشكل يمكن فهمه جيدا لو تم بتر بعض فصوله بشكل كامل. لو ان التاريخ في السودان تم تدوينه جيدا لما رفع حياة عبدالملك وعمسيب صورة الزبير باشا اليوم شعارا في ناديهم الالكتروني رمزا للتحرر من الزغاوة ،لان الزبير باشا لم يستعبد الامم الزغاوة وحتي الذين بقوا في جبال النوبة وسهول دارفور الان .بل امهات الشمالين . واهلنا في الشمال هم اكثر ضررا من زبير باشا وتجار الرقيق لكونهم ابناء الاناث الرقيق اللاتي كانوا ينكحونها حتي بدون عقود النكاح بدعوي الاباحيه في الاسلام لانهن ملك اليمين كما يدعون .و سيظل اللون هو الشاهد علي عبوديتهم اذا كان في العبودية عيب .و هناك من يريد ربط الانسان بالعبودية بسبب اللون فليس هناك معيارا افضل من حياة عبدالملك شكلا ولونا مهما علت اصواتهم وكبرت اقلامهم ، من الصعب وبل ستظل هذه حقيقة يصعب تجنبها . فكثير من اهل الشمال لهم دماء مماليك البيض او ابناء الخدم من الاماء اللاتي تم بيعهن في الشمال بينما كان يتم اخصاء الذكور ، وهي الظاهر التي ولدت اسوء السلوك الانساني عرفه تاريخ البشرية ،هو ما لا يفعله البيض الكفار في دول الغرب ، لان نزع الذكورية يعني وقف التكاثر الطبيعي والصيرورة الحياة العادية .ولذلك عندنا يكبر العبد ويصل سن الشيخوخة ويعجز عن القيام بواجب العبد ، يتم التخلص منه في شمال السودان بالقتل لان ليس له ابن يخدمه وثمة جره بعيدا ويدفن فوق التراب من دون ان يكلفوا انفسهم بحفر القبر ايا كان عمقه .حتي الزمهم الحاكم التركي عبدالقادر باشا حلمي بدفن موتاهم من العبيد في المقابر كضرورة انسانية واسلامية (انظر كتاب علي عبداللطيف للباحث الياباني يوشينكو) وحتي يومنا هذا اذا قدر لاحدي الاسرة مازالت جدتهم السوداء علي قيد الحياة كانت مصيرها الحبس الابدي حتي في داخل المنزل في احدي الغرف حتي لا يراها الجيران ولم تخرج منها الا جثة مكفنة تحمي سوادها من الرؤية حتي بعد موتها لم تشفع عنها الامومة. فالعجب هنا من كان يعتقد بان الاستعمار التركي او الإنجليزي كان اسوأ من ابناء البلد الذين صاغوا مشروع دولة علي اساس احتقارهم للسود هو معني سفك الدم مباح ،ويرفضون محاكمة شخص واحد مقابل نصف مليون قتيل ،وهو الذي حكم البلاد ثلاث عقود و يعتقد حتي الاغتصاب يفترض ان يكون شرف يمن به علي الضحايا .والناتج هو الفشل الذي نعيشه وبل نحو الانحدار اكثر . نعم امامنا حقيقة التي يفترض الاعتراف بها ان الرئيس برهان دون غيره من قادة أبناء البلد ادرك ان نهاية التطور الطبيعي في العلاقات الشعوبية بين السودانين لم يكن من مصلحة احد في هذا البلد .ولا ينفع الرهان علي مصر الذي لم يكن كافيا لبقاء السودان في حضن مصر . ولا الجنوب جزء من السودان .ولم يمنع بناء سد النهضة. ولذلك اعترافه بوجود استعلاء العرقي في خطابه في امبدة في اول ايامه وعمل بكل شجاعة لتجاوز التاريخ الاسود والعودة الي منصة تاسيس دولة المواطنة من جديد في مشروع جوبا ،افضل بكثير من رفع صورة تاجر الرقيق الزبير باشا شعارا لدولة النهر . كان استفزازا مبالغا فيه حتي للوحدات الامنية التي تحمي دولتهم بالقطع هذا يختصر الطريق الي فرز جاد بين مكونات الاجتماعية. واعتقد وصلت المرحلة التي يتطلب تدخل الدولة لان الامور وصلت الي حافة الحرب من جديد .لا ينفع استدار عطف عرب الغرب هذه المرة عن طريق دكتور صديق ليستأنفوا دور الدروع البشرية لحماية ابناء البلد واعتقد هذه المرة ليقم صاحب الحاجة الي حاجته اذا كانت هناك ضرورة .والافضل من ذلك ان نعمل جميعا علي تجنبها. hone
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست