قال الأب لابنه منزعجاَ : ( أنت لا طلعت حرامي ولا طلعت سياسي لتفيد وتنفع أهلك عند المحن والمحك ) !! .. وتلك حقيقة مائة في المائة في هذه الدولة المنكوبة ،، ودولة السودان هي دولة العجائب بكل القياسات ،، ففي معمعة تلك الأحداث والاتهامات الخطيرة العويصة هنالك الأذكياء من أبناء السودان الذين يجيدون الاصطياد في المياه العكرة ،، فهؤلاء قد أصبحوا محترفين في مجالات التلاعب والنهب والسرقة وكل ألوان المفاسد ،، ولا يبالون إطلاقاَ بتلك الزوابع الفارغة التي تثيرها الألسن والأقلام في أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة ،، وخاصة في تلك السنوات بعد الانتفاضة الأخيرة ،، لا يخافون إطلاقاَ ولا يترددون من التلاعب في أي وقت من الأوقات ،، ويعرفون جيداَ أن من صفات الشعب السوداني تلك الثرثرة الفارغة ،، بجانب الإسهاب في تفخيم الحيثيات !!،، وذلك دون أن تصاحب تلك الثرثرة الجدية والأساليب الصارمة ،، ومع مرور الأزمان فإن هؤلاء اللصوص والمحتالين قد عرفوا جيداَ بأن الإنسان السوداني لا يجيد في الحياة غير تلك الثرثرة الفارغة والإسهاب وفي تفخيم الحيثيات !! .. والمعروف في دولة السودان أن ذلك المسئول ينبح في أجهزة الإعلام وهو يجهل أدنى مقومات المسئولية ،، وأن ذلك الوزير السوداني لا يجيد إلا تلك الوعود والتباشير الفارغة عبر أجهزة الإعلام ،، وبالمجمل فإن تلك الزوابع الفارغة التي تحدث في أروقة السودان هي لمجرد المظاهر لزوم الدعاية الشخصية ،، من يسمع تلك الضجيج حول الفساد وحول مكافحة الفساد في هذا البلد العجيب يظن أن الفساد قد توقف كلياَ وقد أصبح محظوراَ بذلك القدر ،، فإذا بالفساد يتفشى في البلاد بوتيرة مضاعفة بكل القياسات !! ،، ومن يسمع الضجيج حول استتاب الأمن والأمان في ربوع السودان يظن أن المرء في إمكانه أن ينام مغمض العينين في بيته حتى الصباح دون تلك الهلعة لمجرد نباح الكلاب ،، ومن يسمع تلك الضجيج الفارغة حول محاربة التهريب يظن أن الحدود السودانية قد أصبحت نظيفة وخالية من مظاهر التهريب ،، فإذا بظاهرة التهريب تتفشى في البلاد بنمط أفظع عن السابق والماضي ،، ومن يسمع تلك الضجيج الفارغة حول ثبوت الأسعار في الأسواق والمتاجر يظن أن أسعار السلع والخدمات قد انخفضت في البلاد بذلك القدر الذي يطرب الأفئدة والقلوب ،، فإذا بالأسعار تواصل الارتفاع الجنوني بنفس الوتيرة منذ الانتفاضة الأخيرة ،، والبون شاسع للغاية بين تلك الأسعار للسلع والخدمات في بدايات الانتفاضة وبين تلك الأسعار في الأيام الأخيرة ،، ومازالت تلك الأسعار تواصل ارتفاعاتها الجنونية حتى هذه اللحظات ،، ومن المفارقات العجيبة في الماضي في وقت من الأوقات كانت قيمة الشحنة الكاملة لسفينة من السفن التي تحمل المواشي والأغنام السودانية لا تتعدد مبلغ ( ثلاثة ألف جنيه سوداني ) ،، واليوم في ظلال الأحوال وفي ظلال تلك الزيادات الجنونية الرهيبة في الأسعار فإن قيمة الكيلو الواحد من لحم الضأن تفوق مبلغ ( 3500 جنيه سوداني !!!! ) ،، والمضحك في الأمر أن السيد عبد الله حمدوك ووزرائه الأفاضل لا يبالون ولا يهتمون إطلاقاَ بتلك الزيادات الرهيبة اليومية في أسعار السلع والخدمات !! ،، ولا يبالون إطلاقاَ بصيحات الشعب السوداني الذي توقف كلياَ عن شراء تلك المستلزمات الضرورية التي تقتضيها الحياة ،، وهو ذلك الشعب السوداني الذي توقف عن شراء السلع والخدمات لقلة الإمكانيات ولقلة الحيلة في مقاومة تلك الزيادات الرهيبة ،، وذلك في الوقت الذي فيه نكتشف أن تلك الموائد في بيوت المسئولين والرؤساء والوزراء تعج بأشكال وألوان الأطعمة واللحوم مهما تغلو وترتفع أسعارها ،، بينما أن السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني كان آخر عهده بمذاق اللحوم والألبان في السنوات الأخيرة لحكم نظام الإنقاذ البائد الظالم .
والمناسبة لتلك المقدمة الموجزة يقال أن الآلاف والآلف من تلك السيارات التي كانت تتبع لقوات ( اليوناميد ) الدولية قد تم التلاعب فيها من قبل بعض أبناء السودان .. ولشهور عديدة كانت تلك السيارات موضع التلاعب والتملك والبيع والشراء بين مجموعات من أبناء السودان المفسدين ،، والملاحظ أن تلك السيارات فجأة قد تواجدت في ولاية الخرطوم بطريقة مكثفة ،، كما أنها تواجدت في العديد من ولايات السودان ،، وذلك في الوقت الذي فيه أن العديد والعديد من المرافق الحكومية في ولايات السودان المتفرقة في أشد الحاجة لتلك السيارات ،، وخاصة في مجال الصحة والأمن وخلافها ،، وهنالك العديد والعديد من تلك المراكز الصحية التي تحتاج لسيارات الإسعاف في ولايات السودان المختلفة ،، وذلك الأمر لا يختصر فقط على تلك السيارات التي كانت لقوات ( اليوناميد ) ،، بل كانت هنالك أغراض أخرى كثيرة وأصول لتلك القوات الدولية ،، مثل مولدات الكهرباء ومعدات الخيام الجماعية ،، وقد جرى التلاعب في تلك الأغراض من قبل بعض الخبثاء من أبناء السودان ،، ويقال أن ذلك التلاعب قد بدأ بمجرد القرار بعودة تلك القوات الدولية لبلادها ،، فدائماَ وأبداَ فإن هؤلاء اللصوص بدولة السودان يترقبون السانحة بالمرصاد !! ،، ولا يخافون إطلاقاَ من تلك التحذيرات والثرثرة الفارغة من أصحاب الألسن والأقلام .
في عرف الأذكياء من أبناء السودان فإن ذلك الشخص الغبي هو من يخاف من تلك الضجيج التي تحدثها الألسن والأقلام ،، فهؤلاء الأذكياء اللصوص يعرفون جيداَ بأن أفضل الفرص للسرقة والنهب تكون في حال تواجد الحراس الأدعياء !! ،، وهؤلاء المسئولين في البلاد يمثلون مجرد مظهر من مظاهر البرتوكولات الفارغة ،، والمعروف أن تلك المفاسد والتلاعب لا تحارب إطلاقاَ بالألسن فوق المنابر وعبر أجهزة الإعلام ،، إنما تحارب بتلك القرارات المسئولة الصارمة ،، والمقترنة بأشد أنواع العقوبات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست