الهزيمة المعنوية أشد مرارة من تلك الهزيمة العسكرية !!
تلك الدولة العربية التي وقعت فيها ثورات ( الربيع العربي ) لم تسلم إطلاقاَ من تلك المواجع المريرة ،، ومازالت تلك الدول تحصد ثمار تلك الثورات حنظلاَ وعلقماَ ،، وذلك القول ليس دفاعاَ عن تلك الأحوال التي كانت سائدة في تلك الدول العربية قبل حدوث ( ثورات الربيع العربي )،، فتلك الأحوال التي كانت سائدة في تلك الدول العربية قبل اشتعال ثورات الربيع العربي كانت من أسوأ وأفظع وأردأ الأحوال بكل القياسات ،، وقد اشتعلت تلك الثورات في تلك الدول العربية للبحث عن ذلك البديل الأفضل والأحسن ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن الرياح في تلك البلاد قد جرت بما لا تشتهي السفن ،، وتلك الدول التي قد شهدت ثورات الربيع العربي قد واجهت أشد ألوان الدمار وحالات التفرق والشتات ،، ثم ذلك التردي في كافة مجالات الحياة ،، وفي هذه الأيام نكتشف أن تلك الدول تبحث بجدية تامة عن تلك الوسائل التي توحد شعوبها من جديد في بوتقة الدولة الواحدة ،، وخاصة دولة ( ليبيا ) و ( اليمن ) الشقيقة ،، وفي نفس الوقت فإن تلك الدول تشتكي بشدة من آثار ذلك الدمار العمراني التي لحقت بالبلاد أثناء ثورات الربيع العربي ،، وفي أعقاب ثورات الربيع العربي ،، تلك هي الصورة السائدة في العديد من تلك الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي ،، ولكن حين يجري الحديث حول ثورة الربيع العربي بدولة ( سوريا ) الشقيقة فإن الأمر يختلف كلياَ وبطريقة مغايرة للغاية ،، فتلك الثورات في البلاد العربية الأخرى قد وجدت نوعاَ من الانتصار المعنوي بسقوط النظم والحكومات في تلك البلاد العربية ،، والشعوب في تلك البلاد تحس في أعماقها بنوع من الانتصار لأنها تمكنت من إزالة الحكام الطغاة ،، أما ذلك الشعب السوري ( الشقيق ) فكانت محصلة ثورته مريرة وقاسية بذلك القدر الكبير ،، فهو ذلك الشعب العربي الذي واجه أشد ألوان المعاناة والدمار ورغم ذلك لم يذق طعم الانتصار ،، وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوري لم يلتزم بالطاعة والإذعان المقدور رغم المعاناة كما فعلت العديد من الشعوب العربية ،، وفي نفس الوقت لم يبلغ مرامه بالانتصارات في ساحات المواجهات ،، وبالتالي فإن الهزيمة المعنوية كانت أشد مرارة من تلك الهزيمة العسكرية ،، فهو ذلك الشعب العربي العزيز الذي قد اجترع مذاق العلقم والحنظل من كاسين ،، فتلك بلاده قد شهدت أشد ألوان الدمار والخراب الذي يعرفه التاريخ ،، وفي نفس الوقت فإن الشعب السوري الشقيق لم يفرح إطلاقاَ بذلك الانتصار المعنوي كما هو الحال لشعوب الربيع العربي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة