لو غربلنا دولة السودان طولاً وعرضاَ فإن فتحات الغربال سوف لن تحتفظ بشخص واحد يستحق التمسك والاحتفاظ !،، بل سوف تسقط الجميع على الأرض دون استثناء ودون مثقال ذرة من التقدير والاحترام !،، حيث لا يوجد بدولة السودان شخص واحد يحمل تلك الأفكار النيرة البناءة العالية التي تستحق الإشادة والاهتمام ،، تلك الأفكار التي تخرج بالبلاد من دائرة الإخفاقات والفشل وتتقدم بها نحو الأمام ،، كما أنه لا يوجد بدولة السودان ذلك ( الأب الروحي ) صاحب التوجيهات الوطنية المخلصة ،، ذلك الأب الروحي العبقري الوطني المخلص الذي يبكي من أجل السودان ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن دولة السودان تعج بكم هائل من هؤلاء أصحاب تلك الترهات الفارغة ،، وكافة تلك الأسماء والشخصيات والرموز السياسية وغير السياسية المتواجدة في الساحات السودانية في هذه الأيام وفي الماضي هي معطنة بأشكال وألوان العيوب ،، وبنفس القدر فإن كافة هؤلاء القادة والرؤساء والمسئولين والوزراء بدولة السودان لم يخدموا الشعب السوداني بمثقال ذرة من الخدمات لأكثر من ستين عاماَ بعد الاستقلال ،، بل كانوا ومازالوا يستغلون الشعب السوداني في تحقيق مآربهم تلك الخسيسة الدنيئة ،، وأي مسئول سوداني في الماضي أو في الحاضر يتصف بصفات الأنانية المقرونة بشكل من أشكال البلادة والبلاهة ،، حيث يرون أن بلوغ تلك الكراسي وتلك المناصب وتلك الوزارات وتلك الوظائف يمثل الغاية القصوى في حياتهم ،، وبعد تحقيق تلك الغاية فإنهم لا يبالون إطلاقاَ بأحوال وظروف الشعب السوداني ،، وتلك الصورة قد جعلت هؤلاء المسئولين ممقوتين بالفطرة في نفوس الشعب السوداني ،، وخاصة في تلك السنوات بعد الانتفاضة الأخيرة ،، حيث لا أثر لهؤلاء المسئولين في حياة الشعب السوداني ،، وبالمختصر المفيد فإن تلك الشخصيات والأسماء والرموز التي تعج بها الساحات السودانية في هذه الأيام بعد الانتفاضة الأخيرة مجرد جوقة من الشخصيات المتسلقة على أكتاف الشعب السوداني ،، وهي تلك الجوقة التي تخلو كلياَ من نزعة الوطنية الصادقة المخصلة ،، وهمها الأول والأخير هي تلك الامتيازات والمخصصات والخيرات التي تتمتع بهاء ،، ولا يوجد بدولة السودان ذلك المسئول الوفي المخلص الذي يشار إليه بالبنان ،، وكل رمز أو اسم أو شخص سوداني يقال عنه أنه موسى ( عليه السلام ) في محاسن الصفات والأخلاقيات والمنافع للمجتمع وللشعب السوداني نجده ذلك الفرعون المتكبر المتجبر الملعون بكل القياسات !!.
من سخرية الأحوال أن البعض من أبناء السودان يمدح المسئولين في مرحلة من مراحل الحكم التي مرت بالبلاد منذ الاستقلال وفي نفس الوقت ينتقد المسئولين في مرحلة من مراحل الحكم التي مرت بالبلاد ،، وتلك صورة من صور النفاق التي يجيدها البعض من أبناء السودان ،، والحصيف المتمعن في الأحوال يعرف جيداً أن المسئولين في كافة مراحل الحكم بالسودان يحملون نفس العيوب وبنفس المقادير ،، ولا فرق إطلاقاَ بين هؤلاء المسئولين الذين حكموا البلاد منذ خمسينات القرن الماضي وبين هؤلاء المسئولين الذين يحكمون البلاد حالياَ بعد الانتفاضة الأخيرة ،، وبصفة عامة فإن أبناء السودان المسئولين يلتقون في صفات الإخفاقات والفشل في كل مراحل الحكم ،، ورغم ذلك فإن البعض من أبناء السودان يجيدون ذلك النفاق بدرجة الغثيان !،، حيث ينتقدون جماعات لحاجة في نفوسهم ويمدحون جماعات لحاجة في نفوسهم وليس الهدف الأساسي لهم هو ذلك الوطن العزيز.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة