• كان مثيراً رؤية رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وسط جنود القوات المسلحة في أرض الفشقة، المحررة حديثاً من الإحتلال الأثيوبي. تجول حمدوك وسط الجنود وخاطبهم خطاب رجل الدولة لجنوده. • حيا رئيس الوزراء خلال مخاطبته اللقاء الحاشد لمواطني منطقة ود كولي داخل منطقة الفشقة، شهداء الثورة السودانية الذين جعلوا هذا ممكناً، وهنأ القوات المسلحة وحيّا شهدائها على مر الأيام والعقود الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحفاظ على الوطن ووحدته. وقال الدكتور حمدوك إنَّ القوات المسلحة ظلت أمينة على الوطن ومنحازة لخيارات الشعب السوداني، حدث ذلك بانحيازها لخيارات الشعب في أكتوبر ٦٤ وابريل ٨٤ وديسمبر المجيدة في ٢٠١٩م. • عاد حمدوك لتأكيد أن حكومة الفترة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري وعلى الرغم مما تواجهه من انتقال معقد، إلا أنها بذلت جهوداً أسهمت في انفتاح السودان على العالم والعودة للمجتمع الدولي، وبشر بأن هذه العودة للمجتمع الدولي ستسمح بتوفير الإمكانات للقوات المسلحة من تأهيل وتدريب وتطوير لقدراتها وتأهيلها لحماية الوطن. • هذا جانب من المشهد العام لزيارة الدكتور حمدوك لأرض الفشقة برفقة رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان نقلته هنا دون رتوش قدر الإمكان. • كان يمكن أن تكون زيارة الدكتور حمدوك للفشقة والجيش الذي يحميها أمراً عادياً لا يلفت الإنتباه لولا أنّ الحساسية العالية التي تسم العلاقة بين المدنيين والجيش تجعلها حدثاً لافتاً للإنتباه، والعلاقة بين الطرفين تتسم بالتوتر ولها أسباب عديدة بالطبع يشهد عليها تاريخنا السوداني الذي يحتشد بالصراع بين المدنيين والعسكريين حول السلطة في المقام الأول، وهو صراع دموي تشربت منه النفوس بالحزازات التي بقيت وتمددت حتى ميزت تاريخنا بهذا النزاع المميت. نبتت هذه الحزازات وبقيّت على قول الشاعر زفر بن الحارث الكلابي:(فقد يٌنبِت المرعَى عَلَى دَمن الثَرَى/ وتَبقَى حزَازاتُ النُفُوس كما هِيا.) وكلا الطرفين يتمادى ينادي:(أَرِينِي سِلاحِي لا أبالك إنّنِي/ أرَى الحَرْبَ لا تَزدَادُ إلا تَمَادِيَا.) • من مصلحة السودان العليا أن نضع حداً لهذه الجفوة بين المدنيين والعسكريين بترطيب الخطاب المتبادل بين الطرفين أولاً ثم بحوار هادف وبناء يحدد موقع كل طرف ومسئوليته الوطنية المرتجاة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة