من أين سيتم تقديم ضمانات مشروع مطار بقرابة مليار يورو في الجزيرة؟ هل هي ضمانات أصول، أم ضمانات بنكية؟ ومن اين سيتم دفع الفوائد؟ شركة تركية تنشئ مطار في الجزيرة بقرابة مليار دولار (٦٩٥ مليون يورو). وهلل الجماعة وفرحوا، في حين هم انفسهم أثاروا الغبار الكثيف والكتاحات الواتسابية، لبضعة الاف من الدولار دفعت كتبرع لدعم دارفور، حتى تم اسقاط هذا الدعم عن دارفور والذي كان يحتاج فيه بؤساء دارفور واهالي القتلى والفقراء والذين يموتون من المرض بلا مستشفيات ولا علاج، كانوا يحتاجون لدولار واحد ثمن حقنة. لكن المليارات تذهب لبناء مطار في الجزيرة؟ هذه الأموال تدفع من خزينة المال العام ليتم بناء السدود والمطارات والمشاريع كلها في كتلة جغرافية معينة واحدة؟ بالله عليكم اين العدالة؟ مليار دولار ونحن نتسول حق الكهرباء والماء، وثمن رغيفة العيش تصل لخمسة وعشرين جنيه. طبعاً، سيمر هذا الخبر مرور الكرام، لأن الحشد المسيطر على المال والسلاح لن يرغب في وقف التنمية في مناطقه، وخاصة أنه من تلك المناطق يخرج أغلب الافندية في الجيش. مليار دولار لو تم بها انشاء مشروع توطين البدو والحيوانات في دارفور لانتهت الصراعات بين المزارعين والرعاة. ولو تم انشاء مائة مصنع ضخم لأدى ذلك لتشغيل ملايين من الشباب العاطل عن العمل والذي بات يعمل في بيع السعوط ليوفر الكيف لخالد سلك أثناء الاجتماعات الرسمية، بدلاً عن ان يتم توفير مصانع ومراكز لدعم نقل التكنولوجيا وتعليم هؤلاء الشباب انتاج الاختراعات التكنولوجية والعلمية التي تفيد أهلهم في تلك المناطق النائية البائسة. هل نحن بحاجة لمطار؟ إذا كان مطار الخرطوم خالٍ طوال السنة إلا من بعض الطائرات الهكر، فما الداعي لمطار؟ هل تسهيل نقل أهل الجزيرة إلى الخرطوم في حين أن الجزيرة لا تبعد عن الخرطوم مائة وثمانين كيلو؟ بالله عليكم ما هذا الاستخفاف بمشاعر المساكين الذين لا زالوا يقطعون مئات الكيلومترات على باصات البدفورد القديمة، وفي الخريف تتحطم الشوارع ويتعرضوا للحصار لعدة اشهر. تم منح مناوي منصباً بدون توفير ميزانية للتنمية، وفي محاولة خجولة حاول البعض جمع تبرعات، فهاج الأشقياء وماجوا ونفخوا في الصور فبعثوا بعضهم بعضوا فحشروا فنادوا فكأنما هو يوم القيامة. دون أن يسالوا انفسهم: أين التوزيع العادل للثروة؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة