في يوم الثلاثاء 3 أغسطس 2021 ، أجاز مجلس الوزراء مشروع قانون يقضي بالانضمام لنظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية. لكن هذه القانون لن يكون نافذا إلا بعد المصادقة عليه من مجلسي السيادة والوزراء ، مجتمعين .يمثل المجلسان مجتمعان المجلس التشريعي حتى تكوينه . إذا صادق مجلسا السيادة والوزراء مجتمعان على نظام روما ، فسوف يكون السودان مُلزماً بإنفاذ اوامر القبض الصادرة من محكمة لاهاي في مواجهة عمر البشير وعبدالرحيم محمد حسين واحمد هارون . في يوم الاربعاء 11 اغسطس 2021 ، قابل السيد كريم محمد خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ، حميتي من بين متنفذين آخرين ، وطالب بتسليم الثلاثي لمحكمة لاهاي لمحاكمتهم حسب اوامر القبض الصادرة في مواجهتهم ، كما توضح الصورة ادناه :
بعد المقابلة ، قال السيد خان : "إذا كنت مسلماً يجب عليك قول الحقيقة حتى ولو كانت في مواجهة أسرتك". لعل السيد خان يقصد الآية 135 في سورة النساء التي تقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ ... وتجد هذه الآية الكريمة منحوته على سارية في مدخل كلية الحقوق في جامعة هارفارد الامريكية . في هذا السياق ، وعلى صفحته في الفيس بوك ، وفي يوم الاربعاء 11 اغسطس 2021 ، كتب حميتي تغريدة اشار فيها إلى أمرين متدابرين : + اكد حميتي على إن إتفاقية جوبا لسلام السودان ، أقرت مثول المطلوبين الثلاثة أمام المحكمة الجنائية الدولية .
ولكنه لم يقل :
ما تقول به إتفاقية جوبا للسلام كوم ، وما سوف نفعله كوم آخر مختلف جدا.
+ الامر الثاني المدابر للامر الاول اعلاه ، إن حميتي اضاف في نفس التغريدة ونصاً : ... لكن الأمر متروك للجهات العدلية في ( كيفية ) محاكمتهم. اي لمح حميتي إلى ان محاكمة البشير وعبدالرحيم واحمد هارون ربما تمت في السودان بواسطة محكمة سودانية ، في يوم القيامة العصر ، بدلاً من امام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي . صرح الرئيس البرهان في اكثر من مناسبة ان محاكمة الثلاثي المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية سوف تتم في السودان امام محكمة سودانية . كما اكد الجنرال كضباشي ، وطلب من الحاضر يكلم الغائب ان تسليم البشير وعبدالرحيم واحمد هارون لمحكمة الجنايات الدولية خط احمر لا يمكن تجاوزه لانه يمس السيادة الوطنية ، مؤكداً محاكمة الثلاثي امام محكمة سودانية في السودان ... ربما يوم التغابن . من رابع المستحيلات أن يوافق الرئيس البرهان وحميتي على تسليم البشير وعبدالرحيم واحمد هارون لمحكمة الجنايات الدولية ، لانهم سوف يفضحونهما ويؤكدون مشاركتهما في ابادات دارفور الجماعية ، كيتن في المرقوت وعشان تاني . خصوصاً وحميتي يحتل الرقم 9 والرئيس البرهان يحتل الرقم 15 في القائمة التي اعدتها لجنة مجلس الامن لتقصي الحقائق في دارفور والتي تحتوي على 51 متهماً في هذه الابادات . كما تعرف يا حبيب ، تكونت اللجنة بموجب قرار مجلس الامن رقم 1591 لعام 2005، برئاسة القاضي الإيطالي، أنطونيو كاسيس، وعضوية كل من محمد فايق من مصر وهينا جيلاني من باكستان ، ودوميسا نسيبيزا من جنوب أفريقيا ،وتيريز سكوت من غانا. في عام 2005 ، عندما زار القاضي أنطونيو كاسيس ولجنته السودان ، رحب بهم الرئيس البشير وسمح لهم بالتحقيق في دارفور، كما وافق على نظام روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية . ولكن بعد صدور امر القبض ضده في مارس 2009 ، رفض البشير مصادقة المجلس الوطني على نظام روما ، بل هاجم محكمة الجنايات الدولية هجوماً مُقذعاً ، واستمر في الهجوم حتى يوم سقوطه في يوم الخميس الاغر 11 ابريل 2019 . سوف يتذكر الرئيس البرهان وحميتي المقلب الذي وقع فيه البشير في عام 2005 عندما بارك عمل لجنة أنطونيو كاسيس ، التي عادت وحاولت إفتراسه في مارس 2009 . وبالتالي لن يسمحا بتسليم الثلاثي المرح لمحكمة لاهاي ، حتى لا يقعا في الشرك كما وقع البشير فيه قبلهما ... وهما مؤمنان ، والمؤمن لا يُلدغ من جحر واحد مرتين . امران يستحقان الإشارة لهما ، لطرافتها: + الامر الاول ان ادارة بايدن قد رحبت يوم الاربعاء 11 اغسطس 2021 ، بقرار حكومة السودان تسليم البشير وعبدالرحيم واحمد هارون لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهما امام قضاة المحكمة في لاهاي . ونفس هذه الادارة الامريكية لا تعترف بمحكمة لاهاي ، وتحاربها على كافة الاصعدة ، بل حرمت على فاتو بنسودة دخول امريكا ، لان هذه المحكمة قد إغترفت الكبائر ، بمحاولتها التحقيق في إعتداءات إسرائيل على قطاع غزة ، والتحقيق مع بعض العسكريين الامريكيين . صار الكيل بمكيالين القاعدة ، والكيل بمكيال واحد الإستثناء ... فتدبروا يا اولي الالباب . + الامر الثاني ان السفاح كوشيب الذي يستمتع ويرطب في معتقل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ذات الخمس نجوم ، قد هاجم يوم الاربعاء 11 اغسطس 2021 السيد خان لطلبه تسليم الثلاثي المرح لمحاكمتهم في لاهاي . كوشيب حاقد على البشير لانه لم يقف بجانبه ، بل تخلى عنه وهو الذي كان ينفذ تعليماته في دارفور . وبالتالي يعارض كوشيب نقل البشير الى معتقل المحكمة في لاهاي حيث السجوك والتفاح والسمك المقلي والمشوي والكورن فليكس باللبن الهولندي ، ويطالب ببقاء البشير في سجن كوبر حيث البعوض القارص ، والذباب الطنان ، والروائح الكريهة من جرادل البراز . الم تقل الآية 102 في سورة الاعراف : وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ۖ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست