إن مجريات الأحداث الجارية حالياً في شمال دارفور والتي أدت إلى تطور عملية النزاع ستؤدي تداعياتها لتغيير دراماتيكي وجذري في تركيبة التحالفات المهيمنة على الحكومة الحالية وتبديل مراكز قوي القرارات السياسية وظهور التحالفات الجديدة سيعصف بقاده المشهد السياسي خاتم وغير واضحه المعالم ما زال في طور التكوين حيث نجد أن عملية رضوخ القادة العسكريين وجنودهم لزعماء العشائرية وبالتحكم التام في تعكير العلاقات بين أطراف النزاع في دارفور لابد من الالتزام بالسلوك السلمي بين الأطراف المعنية والابتعاد عن كل ما يعكر صفوح العلاقات بين الأطراف وذلك بكبح عدم الرضوخ لقادة زعماء العشائر الاثنيه على العموم تطور الأحداث الأخيرة يضع بعض القادة العسكريين أمام خيارين لا ثالث الأول هو الانحياز إلى الدولة كمؤسسة وبالتالي يفقدهم نفوذهم وسط مجتمعاتهم العشائرية ويغيبهم من المشهد السياسي بظهور قادة جدد في الساحة السياسية. اما الخيار الثاني أن يتخلى القادة العسكريين عن المؤسسات الحكومية وينخرطون في الإنضمام إلى مجتمعاتهم العشائرية الاثنيه وبذلك الخاسر الأكبر من تطور النزاع هو قاده كبار في الجوانب المدنيه والعسكرية وحتي الحكومة سوف يتضرر إذا لم يسهم في تحقيق العدالة في حل الأزمة في شمال دارفور بفقده إنجاز ملف السلام وهذا الخسارة يكون دولياً وأقليميا وبذلك يزداد الأزمة الاقتصادية التي تحاول الخروج منها. المتابع للوضع الراهن هناك اختلال في موازين القوى السياسية في السودان ودارفور خاصة لأنه أغفل وبمعزل عن الثقل الجماهيري والشعبي والعسكري ولهذا الأغفال أثار سلبية عميقة على مستقبل الديمقراطية والسلام وأيضا التاثير الأكبر يقع على إقليم دارفور بشكل كامل بعد اتفاق سلام جوبا على الرغم من أن نفوذا كبيرة للإقليم دارفور في الحكومة الاتحادية وجعل في يد أبناء الإقليم القرار السياسي دون الاخرين على الرغم من ذلك الأغلبية لن يخضع للقرارات السياسية من سلطة تمثلها ذلك الإقليم وذلك يشير إلى أزمه ثقه من الدرجه الاولى في الصراع الدائر اليوم في شمال دارفور.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة