تلك الحكومات المتعاقبة التي حكمت البلاد منذ فجر الاستقلال تعودت أن تفعل ما تشاء في كافة الأوقات والأزمان ،، وأن تنال ما تريد من الشعب السوداني كما تشاء وبالقدر الذي تشاء ،، وأن تضع تلك الفروض العشوائية على الشعب السوداني كما تشاء ،، وأن تفرض أشكال وألوان الجبايات والرسوم والضرائب والعوائد كما تشاء ،، وأن تتحدث باسم الشعب السوداني في كل كبيرة وصغيرة كما تشاء ،، وأن تحقر وتعذب الشعب السوداني كيف تشاء ومتى تشاء ،، وأن تتجاهل دموع وأوجاع ومعاناة وأحزان الشعب السوداني بالقدر الذي تشاء ،، وأن تتخذ تلك القرارات المصيرية الخطيرة كما تشاء ومتى تشاء ،، ولم تفكر تلك الحكومات المتعاقبة ( العسكرية أو المدنية ) أن تشارك الشعب السوداني معها في اتخاذ تلك القرارات المصيرية الخطيرة في يوم من الأيام ،، وهنالك العديد والعديد من الأمثلة التي تؤكد تلك الحقيقة المفجعة المؤلمة ،، ومن تلك الأمثلة المؤلمة الموجعة المحزنة قصة تقرير المصير التي تمت حول أقاليم جنوب السودان في أيام حكم نظام الإنقاذ البائد ،، ذلك النظام الجاهل الغبي المتسلط الذي أتخذ تلك القرارات المصيرية الخطيرة منفرداً دون الرجوع لرأي الشعب السوداني ،، ودون إشراك ومشورة الشعب السوداني في معالجة تلك القضية الخطيرة !!،، ومع الأسف الشديد فإن ذلك النظام البائد قد تجاهل الشعب السوداني كلياً وكأنه شعب نكرة لا يستحق مثقال ذرة من الاعتبارات والتقدير والاحترام ،، والمضحك في الأمر أن ذلك النظام البائد ( الظالم المجحف ) كان يلجأ للشعب السوداني عندما كان يحتاج للدعم والمساندة من قبل الشعب السوداني ،، حيث هؤلاء المجندين من أبناء الشعب السوداني لخوض تلك المعارك الجهادية المزعومة ،، وحيث قوافل ( زاد المجاهدين ) المزعومة ،، ولكن ذلك النظام ( الجائر الظالم ) قد تجاهل الشعب السوداني كلياً عندما فكر أن يقرر مصير تلك القضية المصيرية التي تهم الشعب السوداني قبل غيره ،، ذلك النظام الجائر قد تجاهل الشعب السوداني كليا وكأنه نكرة لا يستحق مثقال ذرة من الاعتبارات !! ،، ثم أتخذ تلك القرارات المصيرية الكارثية الخطيرة منفرداَ دون الرجوع لرأي الشعب السوداني ،، ودون مشورة ذلك الشعب المخلص الذي قد فقد الكثير والكثير من الأبناء والأنفس والأموال والمقدرات في تلك الحروب العبثية الوهمية .. وتلك الصورة المشينة الكالحة برمتها تؤكد أن الشعب السوداني مجرد مطية لتلك الحكومات ( المدنية والعسكرية ) ،، حيث تلك المطية التي تستغلها تلك الحكومات عند الحاجة والضرورة ،، ثم تلفظها تلك الحكومات كالتفاف عند عدم الحاجة والضرورة !!!
تلك الخلاصة تؤكد بأن الشعب السوداني لا يساهم إطلاقاَ في إدارة وحكم بلاده ،، ولا يتاح له المجال إطلاقاَ ليساهم ويشارك بفعالية في بناء وتنمية بلاده ،، بل دائماَ وأبدا يتواجد في تلك الساحات الخلفية والتهميش والتجاهل عند الجد والمحك ،، ولا يملك من الأدوار إلا ذلك البذل والعطاء من الأموال والرسوم والجبايات والضرائب والزكاة عند الضرورة والحاجة ،، وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني هو ذلك الشعب المهمش والنكرة في ظلال كافة الحكومات ( المدنية والعسكرية ) ،، ذلك الشعب الذي تعود أن يجلس في مقاعد المتفرجين طوال السنوات تلو السنوات ،، وتلك الصورة المحزنة الكئيبة تجري في البلاد لأكثر من ستين عاماَ ،، وذلك دون أن يتواجد في البلاد ذلك القائد البطل المقدام الملهم الذي يقلب الطاولة على رؤوس الجميع دون خوف أو خشية من أحد ،، والشعب السوداني يسأل المولى عز وجل أن يبيد وينهي حياة هؤلاء المتسلطين على رقاب الأمة السودانية ،، هؤلاء المتسلطين الذين جعلوا حياة الشعب السوداني جحيما في جحيم دون أي جرم أو ذنب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة