نبتدأ مقالنا اليوم بذكر حادثة بشعة أخبرني بها أحد أقاربي فقد ذكر أن جارا لهم كان ذاهبا بالمواصلات وكان قد ركب الحافلة (بص) عائدا إلى بيته وأثناء جلوسه كان بجانبه أحد الركاب يحمل حقيبة المرجح أنها ممتلئة بالنقود، وفجأة بدون سابق إنذار ركب شخصان إلى الحافلة وأخبراه أن ينهض من مقعده ولكنه لم يفهم لماذا يفارق كرسيه دون سبب فرفض القيام من مقعده فطعنه أحد الإثنان في بطنه عدة طعنات ففارق الحياة مباشرة دون أن يزعفه أحد وكان كل الركاب في حالة هلع وخوف.
الموضوع هو عدم الأمان داخل العاصمة الخرطوم بالأخص عصابات النيقرز و ما يعرف ب (تسعة طويلة) وهو عبارة عن شخصان مسلحان يقودان موترا يوقفان الموتر بالقرب من الضحية فيهددانه ويأخذان كل ما لديه ويغادران المكان بسرعة. فقد انتشرت العصابات والتسعة طويلة منذ تولي هذه الحكومة السلطة ولكنها تكاثرت مع بداية هذا العام مع تقاعس أفراد الشرطة عن القيام بدورهم في تأمين المواطن والمرافق؛ مما تسبب في انتشار ظواهر السرقة والعنف والنهب المسلح.
هذا وقد ظهر قائد قوات الشرطة في لقاء في تلفزيون السودان في قبل عدة أشهر مبينا أن السبب وراء انتشار هذه الظواهر هو عدم انتشار دوريات الشرطة بالعدد الكافي وذلك بسبب خوف أفراد الشرطة من المثول أمام المحاكم وذلك بعد رفع الحصانات عن الكثير من زملائهم وقد تم محاكمة الكثير منهم وأطلقت على بعضهم أحكام بالإعدام. كل هذا أدى أن الشرطي أصبح يخاف من أن يؤدي دوره حفاظا على حياته. عليه فقد أصبحت العصابات الآن أكثر حرية في إرتكاب جرائمها دون الخوف من قوات الشرطة لذلك نرى الكثير من حالات السرقة والنهب والتفلت الأمني خصوصا هذا العام. يبقي السؤال، اين دور الدوله واين الحكومه التي يقع علي عاتقها مسؤليه توفير الامن والامان للمواطنيين؟ ام ان السودان اصبح يحكم بقانون الغابه؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة