ماشطة حولاء العيون تسرح شعر أختها التي تبغي المشاط! ، حكيم عاقل يدق باب أصم وابكم في بيته حريق وهو لا يشم ولا يسمع !، أسود من ورق تحدث جلبة، صوت ورق تخال نفسها أنها تزار ! ، بيادق في لعبة الشطرنج تتهاوي بكثرة الأخطاء القاتلة ! ، هذا ما يمثل الوضع السياسي في هذه البلاد ،البلاد التي صارت خشبة لمسرح اللاشييء ، الشخوص فيه بهلوانات والسيناريو ممل وخارج النص والقصة صارت مشهدا هنديا كثرت فيه الأغاني التي لاتطرب ، تعدد المخرجون وكثرت صيحات (أكشن) هنا وهناك !فاختلط الأمر علي المشاهد فبدلا من أن يصفق بارح كرسيه وهو يتأبط سبا وغضبا .....
المشهد في هذا الوطن لا زال يسيطر عليه الإسلاميون رضينا أم أبينا.....ولا زالت شوكتهم تقوي سنانها كل يوم برغم توهم عصابة ديجانقوا أنهم ابادوهم بالكامل وسوف لم تقم لهم قائمة كما ظلوا يلكون هذه العبارة التي صكت آذاننا ، كثرت أخطاء ديجانقوا كل ما يطلق رصاصة عليهم تطيش وإن أصابت (تطلع فشنك) فواقع الفيلم معروف..... فشل يأتي بعده فشل إقصاء وتشتت فكرة وسوء تخطيط وعدم تطلع للمستقبل المشرق ... كل هذه الأشياء ولدت أخطاء قاتلة أضعفت نظام الحكم في السودان في هذا العهد الذي هو الآن يتخبط واهدت هدية قيمة مغلفة ومزينة لأنصار العهد السابق أنهم هم الأفضل سياسيا واقتصاديا وهذا ما يراه الشارع السياسي الآن وخاصة بعد أن فقدت الثقة بين المواطن الذي صفق لحمدوك وظن أنه المنقذ والمهدي السياسي المنتظر....! لعهد جديد فيه يكون السخاء والرخاء والرفاء لكن خاب ظنه وغفا من نومه الذي كان يساق فيه سوق القطيع !
الشارع الآن والمشهد ظهر فيه الإسلاميون بصورة أكبر وأوسع ، وهم للذي يعرف السياسة هم أهل ترتيب لهم قاعدة كانت في وضع الخمول لكنها الأن فاقت و(فنقلت) عيونها ! ، مايميزهم أنهم أهل عقيدة ومبدا أستشهد منهم الألاف في احراش الجنوب من أجل ذلك وما يميزهم هم أهل ثبات لا يخافون فالذي يحمل بندقيته ويذهب للقتال من أجل عقيدة وطريق راسخ مقتنع به ....يتمني ان يموت من أجله ..... لا يخاف من هروات الشرطة ولا من غياهب السجون ولايخاف حتي من البمبان و هذا مارايناه في إفطار السابع عشر من رمضان ، توفي زعيمهم واحتشدوا آلاف مؤلفة مد البصر لموارته الثري وتنادوا من كل حدب وصوب ، حتي التأبين احتشد له الألاف، هنا الفرق واضح والبون شاسع بين الفريقين.....الأول لايخطط وليس له منهج وليس له افق يلتفت إليه وليس له شعبية فشعبيته تشبه زحمة اسواق (ام دفسوا) الذين تحسبهم يشترون وهم لايشترون ، وبين الذي له الفكرة والمنهج والعزيمة والمبدا ويتحسب ويعرف الحفر في طريقه الواحد والفرق ظاهر للذي يسلك طرقا مختلفة وملتوية ولا يعرف الحفر ولا يري المطبات ويسوق من معه خلاءا!
الفيلم الآن الذي نراه في شاشة الوطن الكبيرة بلغة أهل السينما بين خونة وأبطال.....يستمر الصراع بين هؤلاء ويستعمل فيه كل الاسلحة للنيل من الآخر وتتوالى الصفعات واللكمات ينهك احدهم ويتعب وربما يقع لكن يقوم مرة أخري وتتواصل المعركة ،لكن في نهاية الأمر......البطل (مابموت) !.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة