عندما يبدأ الرجل في مدح الذات ومدح الآخرين بطريقة تملق مشين وقبيح ومكثف فأعلم أنه ضحل التفكير والعقل ،، وتلك إشارة أكيدة بأنه يشتكي من علل ( مركب النقص ) في الأعماق ،، فهو بذلك التملق يريد كمال النقص بالتضليل والإيهام والأكاذيب الفارغة ،، وتلك الطريقة الساقطة في مدح الذات أو مدح الآخرين تمثل قمة الفشل والقبح في الرجال الذين يدعون أنهم أصحاب شأن ومقام ،، ولم يسمع الشعب السوداني في يوم من الأيام بأن البروف ( عبد الله الطيب ) كان يمدح نفسه ويمجد ذاته أمام الآخرين إطلاقاَ ،، وذلك لأنه كان ( بروف ) بمعنى البروف ،، ولأنه كان مؤهلاً بذلك القدر الذي يجلب الاحترام والتقدير بالفطرة لدى كافة الناس في الداخل والخارج ،، ولم يكن بذلك الشحاذ المتسول الذي يستجدي المدح والثناء من الآخرين ،، وكذلك لم يسمع الشعب السودان يوماَ بأن الأديب النافذ ( الطيب صالح ) كان يمدح ذاته ويمدح من يواكبه من أجل التملق والنفاق ،، ولكن تلك أعماله الأدبية الرائعة القيمة هي كانت تجبر العالم ليكيل له المدح والثناء ،، وهو ذلك الأديب الكبير الذي كان لا يستجدي إطلاقاَ المدح والثناء من الآخرين ،، ولكن نحن مع الأسف الشديد نعيش في أزمان ( المهازل ) بدولة السودان ،، حيث أزمان ( الكراويش ) من الرجال وأشباه الرجال ،، هؤلاء الضعفاء ( رجال المهازل ) الذين يمدحون الذات قبل أن يمدحهم الآخرون ،، وكذلك هؤلاء أشباه الرجال الذين يمدحون كل من يجاملهم بالتملق والنفاق ،، ويرحبون بكل من يجاملهم في تلك المواقف الساقطة الهابطة ،، وفي عرف الشعب السوداني فإن أمثال هؤلاء لا يستحقون مثقال ذرة من ذلك التقدير والاحترام ،، وكذلك لا يستحقون مثقال ذرة من ذلك المدح والثناء ،، فهؤلاء مجرد ضعاف من البشر الذين يركضون خلف تلك المظاهر الفارغة التي لا تفيد البلاد في لحظة من اللحظات ،، وكالعادة يمثلون ( ضعاف العقول ) بكل القياسات في عرف الشعب السوداني ،، وخاصة هؤلاء الجهلاء الذين يتبعون غيرهم من الجهلاء ،، وفيهم هؤلاء الذين يتبعون ( أدعياء النبوة ) في آخر الزمان بدولة السودان ،، وفي مفهوم الشعب السوداني الواعي المدرك الفاهم فإن ذلك الرجل الكامل في مؤهلاته العقلية والفكرية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون تابعاَ ومنقاداً بأفكار رجل جاهل وضلالي يدعي النبوة والرسالة في آخر الزمان ،، وتلك الحقيقة لوحدها تكفي لتبرير ذلك الموقف الواعي الفاهم للشعب السوداني حين لا يجاري إطلاقاَ أمثال هؤلاء الساقطين من الأتباع الجهلاء ،، والشعب السوداني يردد بالحرف الواحد ويقول : لا يمكن لرجل يملك تلك المقدرات العقلية والذهنية الكبيرة والتفكير السليم أن يكون تابعاَ لرجل جاهل يدعي النبوة والرسالة في آخر الزمان !!،، وتلك الحقيقة لوحدها تنسف وتسقط كافة تلك الإرهاصات والإدعاءات الفارغة التي ينادي بها ذلك الرجل ويرجو بذلك المدح والثناء ،، وتلك التبعية الأعمى للجهلاء من الناس تجعل من التابعين جهلاء بالمثل مهما يدعون غير ذلك ،، فهؤلاء مرفوضون جملة وتفصيلاَ من قبل الشعب السوداني مهما يدعون تلك الكفاءات والمهارات ،، ومهما يمدحون هؤلاء المتملقين لهم في تلك المواقف الخائبة الخاسرة ،، وكل من يتبع تلك الأفكار الضلالية لا يجد المكانة والمقام في نفوس السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني ،، بل هو منبوذ بالفطرة لدى معظم أبناء السودان ،، والمضحك في الأمر أنه لا يدري بأنه منبوذ فكرياَ وتأهيلاَ وعقدياَ مهما ينبح في تلك الساحات الخلفية ليلاَ ونهاراَ ،، وهي تلك الحالة الكئيبة المعروفة التي ظلت تلاحق مدعي النبوة والرسالة زوراً وبهتاناَ في الكثير من الحقب والأزمان ،، وقد أدعى أحدهم تلك النبوة والرسالة بدولة السودان في يوم من الأيام ،، ثم فارق تلك الدنيا منبوذاَ بذلك القدر الذي جعله لا يملك قبراَ كالآخرين من الناس في هذه البلاد ،، وذلك رغم وفرة المقابر في أرجاء البلاد !! ,, ناهيك أن يملك ضريحاَ مقدساَ يليق بالرسل والأنبياء ،، وتلك دلالة كبرى بأن أدعياء الضلال والجهل لا ينصرهم الله ،، لأن الله ينصر من ينصره حقاَ ,, ولا ينصر من ينصره بالإفك والضلال ،، والجهلاء من الأتباع في كل الحقب والعصور هم هؤلاء الذين يتبعون أهل الأهواء والضلال وآهل الافتراءات الكاذبة في السراء والضراء دون تفكير أو تمحيص ،، والواقع المنطقي الصريح يقول : إذا فشل هؤلاء ( أدعياء النبوة ) طوال حياتهم وكذلك بعد الممات فمن باب أولى أن يفشل هؤلاء الأتباع الهزال مثلهم بنفس المصير المحتوم ،، ولن تفيدهم إطلاقاَ تلك الخزعبلات الفارغة في يوم من الأيام حتى قيام الساعة ،، بل يظل الرجل منهم ينبح كالكلب في تلك الساحات الخلفية حتى ينتهي به الأجل المحتوم ،، ثم يرحل للآخرة منبوذاَ ومدحوراَ وممقوتاَ ،، منتهى النهاية المؤسفة لأناس لا يملكون مثقال ذرة من التفكير والتدبير ،، وبالمختصر المفيد فإن صاحب تلك الأفكار الضلالية قد ضل الطريق المستقيم في يوم من الأيام ،، ثم أضل غيره من هؤلاء التابعين الجهلاء من الناس ،، وفي هذه الأيام ينبح في الساحات هؤلاء الجهلاء من الناس الذين يدعون زوراَ وبهتاناَ بأنهم أهل عقول وكفاءات ،، وحين لا يجدون من يكيل لهم المدح والثناء من أفراد الشعب السوداني بتلك الكثافة والحماس المطلوب يمدحون أنفسهم بأنفسهم !!!! ،، منتهى الإذلال للذات ومنتهى التسول والقبح !! .. ولسان حال الشعب السوداني يقول : عجباَ ويا عجباَ من هؤلاء في الماضي وهؤلاء في الحاضر !! ،، حيث كان العلماء والأدباء وأهل الكفاءات في الماضي بدولة السودان لا يسارعون إطلاقاَ بمدح الذات ومدح الآخرين بتلك الطريقة المسهبة المسرفة القبيحة بكل القياسات ،، بل كانت أعمالهم ومواقفهم تلك العاقلة الواعية الفاهمة هي التي تمدح وتمجد سيرتهم ،، وفي الآونة الأخيرة ظهر بدولة السودان هؤلاء ( رجال المهازل ) الذين لا يملكون إطلاقا تلك المواقف التي تشرف المقامات ،، بل هؤلاء أصحاب تلك العقول الضحلة الذين يمدحون الذات ويمدحون كل يتملقهم بالكذب والنفاق ،، وقد ضعف المادح والممدوح في أعين الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة