ظل ملف مثلث حلايب وشلاتين وابي رماد يقف عقبة امام تطوير العلاقات بين مصر والسودان والتي اذا قدر لها التفعيل فلن تكون في افريقيا قوة اقتصادية افضل من البلدين الشقيقين وقضية حلايب حتي منتصف تسعينيات القرن الماضي لم تكن مدرجة ضمن الاراضي المصرية المتنازع عليها مع دول الجوار مثل منطقة طابا الحدودية مع اسرائيل والتي حرصت مصر على حلها بالتفاوض والقبول بالتحكيم الدولي ايمان منها بعدالة قضيتها وقد وجدت حينها مساندة من جميع دول جوارها خاصة السودان الذي امد مصر بوثيقة تاريخية. تثبت حق مصر في السيادة علي منطقة طابا من خلال فرمان عثماني صادر من السلطان العثماني يوضح فيه حدود مصر الشرقية والتي تنص علي وجود طابا ضمن ولاية مصر العثمانية في ذلك الوقت ومن الطرائف بان الفرمان العثماني الذي استندت عليه مصر في حسم صراعها مع اسرائيل حول طابا. يجعل حدود مصر الجنوبية تقع شمال منطقة اسوان دع عنك حلايب التي لم تكن يوم من الأيام حدود جنوبية لمصر منذ عهد الفراعنة اذا هو الخوف الذي يمنع مصر من قبولها بان تحال قضية حلايب وشلاتين وابي رماد الي التحكيم الدولي هذا اذا كانت تؤمن بعدالة قضيتها ولكن التعامل بسياسة الامر الواقع بوضع اليد واستمرار احتلال مثلث حلايب واستغلال موارد منطقة تتبع للسودان وعدم الاعتراف المصري باخطاء نظام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ومن ضمنها اقدامه على احتلال حلايب وشلاتين وابي رماد كرد فعل غاضب بعد محاولة اغتياله الفاشلة في اديس ابابا في العام1995 م فكان حري علي الشعب المصري الذي انتفض في ثورة الخامس والعشرين من يناير في العام 2011 بان يسعي الي تصحيح صورة مصر التي تضررت كثير ابان رئيسها الراحل حسني مبارك بالعمل علي رد الحقوق الي اهلها ايمان منها بازالية العلاقة بين شعبي وادي النيل فالسودان ساند مصر في الحرب والسلم وذلك بدعم مجهودها الحربي ابان صراعها العسكري ضد اسرائيل وكذلك ساندها السودان عندما قامت الدول العربية بمقاطعتها وابعادها من جامعة الدول العربية عقب اقدامها علي التطبيع مع إسرائيل في اتفاقية كامب ديفد اذا يفترض ان يكون للسودان مكانة خاصة لدي الجانب المصري الذي يدرك ان نظام المخلوع البشير ساهم في وضع العديد من المتاريس امام تطور العلاقات الدولية بين السودان ودول العالم حتي تم تصنيف بلادنا ضمن الدول الرعاية للارهاب وما حدث في اديس ابابا في العام 1995 عمل لايشبه السودان ولايجب معاقبة بلادنا بجريرة سفهاء ليسوا منا ان لمصر تجربة فريدة في الحوار الحدودي مع دول جوارها بداءتها مع اسرائيل في نزاعها علي منطقة طابا و قد كانت الغلبة لمصر وكذلك قبولها بالحوار مع المملكة العربية السعودية وذلك عندما طالبت الاخيرة باسترداد جزر صنافير وتيران الواقعة على مدخل خليج العقبة شرق شبه جزيرة سيناء حيث لم تمانع مصر و قامت بالفعل باحالة موضوع المطالب السعودية الي برلمانها والذي صادق على تسليم الجزر المذكورة أعلاه الي المملكة العربية السعودية اذا مالذي يمنع كل من مصر والسودان بالذهاب الي التحكيم الدولي لحسم ملف حلايب وشلاتين وابي رماد ! اذا كانت مصر فعلا تملك مايدعم موقفها من مستندات رسمية تثبت حقها في السيادة علي المنطقة ويبقي السوال لماذا تخشي مصر اللجوء إلى مقترح التحكيم الدولي الاجابة هي الخوف من خسارة القضية وقد كانت خطوة شجاعة من جانب السيد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عندما دعا الي ضرورة الحديث عن المسكوت عنه في العلاقات بين البلدين وفتح ملف حلايب وشلاتين للوصول إلى تفاهم حوله. جاء ذلك ضمن زيارته الي مصر، وفي لقاء للسيد رئيس الوزراء حمدوك يوم الخميس الماضي بمبنى مؤسسة الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بنخبة من الخبراء الأكاديميين والباحثين السياسيين وقال رئيس وزراء الفترة الانتقالية ان التاريخ والمصير المشترك للشعبين السوداني والمصري يمكنه خلق منارة للعالمين الأفريقي والعربي ويعتبر تصريح السيد رئيس الوزراء هذا السوداني اول تصريح رسمي من جانب الحكومة السودانية التي تحاول تصحيح اخطاء النظام السابق الذي ادمن الفشل بخلق صرعات داخلية باشعال الحروب ضد السكان مع ترك حدود البلاد مباحة لدول الجوار مما شجع اثيوبيا المضي قدماً علي احتلالها لمنطقة الفشقة و كذلك فعلت مصر باحتلال حلايب وشلاتين وابي رماد ويعتبر ماوقع للسودان من اغتصاب لاجزاء من اراضيه دليل قاطع على غباء النظام البائد الذي فرط في ارض الاجداد و المخلوع البشير يتحمل مسؤوليته كل قطرة دم تراق اليوم في سبيل تحرير اراضي السودان فالنظام السابق ترك ارث بغيض من الجراح وتمزيق شمل الوطن ان من حق السودان استرداد كامل اراضيه المعترف بها دوليا وكذلك. الدفاع عن حقوقه في مياه النيل ومنع اي ضرر قد يمسه جراء قيام اثيوبيا بملئ احادي لسد النهضة بدون تنسيق مع السودان وهنا السودان لا يقاتل انابة عن مصر. وانما يضع مصالحه فوق كل شي فالسياسة بحر واسع من معك اليوم لن يكون معك الغد والكرة في ملعب الجانب المصري وذلك بابداء حسن النية والقبول بخيار التحكيم الدولي حول حلايب وشلاتين وابي رماد ولاسيما أن للسودان شكوي ضد مصر بمجلس الامن الدولي منذ خمسينات القرن الماضي والحق دائما يعلو ولا يعلى عليه
ترس اخير يجب تحية السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك فالبرغم من اخفاقه في الملف الاقتصادي باعتماد سياسة رفع الدعم الحكومي عن العديد من الخدمات التي كان المواطن يستفيد منها الا ان شجاعته في التطرق إلى موضوع حلايب يجب الاشادة بها ودعمها فالوطن يظل فوق كل شي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست