تصريح غريب من السيدة وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق المهدي حول امكانية استفادة دول الجوار من ارض السودان ولو اتي من اي شخص اخر فلن اتردد في وصفه بالعميل الخائن ولكن ان ياتي من سليلة بيت المهدي الامام فانه امر يثير الدهشة فالامام محمد احمد المهدي له تاريخ ناصع في النضال ضد المحتل واعلن الجهاد رافض الاحتلال التركي المصري للبلاد واعلن انطلاق الثورة في العام 1881 م ايمان منه بحق السودانيين في حكم بلادهم بانفسهم بعيد عن اطماع الدول الاخري وقد انضم اليه معظم اهل السودان من مختلف الارجاء فصنعوا لوحة وطنية رائعة بلغت قمة جمالها في موقعة كرري التي اخبرت العالم عن رجالا كالاسود الضارية حيث اختلطت دماء ابناء السودان لتمتزج ببعضها ولترسم معاني البطولة والتضحية والفداء و مدي حب وعشق السوداني للتراب الغالي الذي ليس له ثمن ويكفي ان تذكر كلمة كرري لتبعث الروح لمن لا روح له فلو اتي ذلك التصريح الغريب يا السيدة وزيرة الخارجية من شخص اخر كان يمكن ان يمرر مرور الكرام ولكن ان يصدر من بيت ال المهدي فان ذلك هو المصاب الجلل ان اي تصريح سلباً او ايجابا يحسب ليكم يا سيادة الوزيرة ويدون في التاريخ و يدرس للاجيال القادمة كما درسنا عن اتفاقية سايكس بيكو وهي اتفاقية ترمز حروفها اختصار الي الاسماء الاولي لوزراء خارجية فرنسا وبريطانيا تلك الاتفاقية التي تم فيها تقسيم الدول العربية فيما بينهم بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فالتاريخ يسجل والاجيال تحكم كما نعلم ان منصب الخارجية يعتبر هو خط الدفاع الأول للبلاد فهو منصب لايقل اهمية عن حامل السلاح الذي يسهر على حماية التراب الوطني من اطماع دول الجوار فاثيوبيا ومصر لهم اطماع تاريخية في السودان من قديم الزمان واي ثغرة بالسماح لهم باستغلال ارض السودان بغرض الزراعة فسوف تكون سقطة تاريخية لن تغفرها الاجيال القادمة فالسودانيين احق بزراعة بلادهم وهل اكتفي اهل السودان حتي نمنح ارضه هدايا الي دول لا تزال تحتل اراضي سودانية في حلايب وشلاتين وابي رماد واثيوبيا ترسل كل يوم جيشها الي الفشقة لاجل منع جيشنا من استعادة حدوده الوطنية في ظل عدم اسناد حكومي حيث كان ينبغي علي السودان طلب اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي باعتبار ما تقوم به اثيوبيا من دعم لعصابات مسلحة يعتبر تهديد لسلامة اراضي ومواطنين سودانيين وكذلك اجبار مصر علي قبول التحكيم الدولي ودفع تعويض بفرض عقوبات عليها نتيجة لاستغلالها لارض سودانية غير متنازع عليها ومثال لذلك عقوبات الامم المتحدة ضد العراق واجباره على دفع تعويض عقب قيام قواته باحتلال الكويت في العام 1990 او في حال عدم قبول تلك الدول المحتلة لتلك الحلول السلمية يحق حينها للسودان اقتفاء أثر دولة اذربيجان التي استخدمت القوة العسكرية لتحرير ترابها الوطني في اقليم كرباخ من قبضة الجيش الأرميني ولكن بكل اسف لايوجد اي تحرك دبلوماسي سوداني لدعم جهود القوات المسلحة وذلك برفع اعتداءات تلك الدول( مصر واثيوبيا) الي مجلس الامن الدولي فتجد السفير الاثيوبي يأخذ كامل راحته وهو يتحدث بكل عنترية واصف السودان بالدولة المعتدية علي بلاده ولو كانت هناك غيرة على هذا الوطن لقام السودان بطرد هذا السفير المستفز للشعب السوداني فقط، اريد ان اعرف ماهو السر الذي يجعل المسؤولين السودانين يمارسون الصمت اذاء تلك الاستفزازت التي تحدث من الجانب الاثيوبي وبالنسبة الي مصر فلا نستبعد ان يتحدث غدا سفيرها بالخرطوم مانح نفسه الحق في التدخل في شؤون بلادنا بمثل ما يمارسه سفير اثيوبيا ومن قبلهم سفير بريطانيا السيد عرفان صديقي الذي غادر البلاد قبل اشهر كنا يمكن نجد العذر للنظام السابق باعتبار عناصره مجرد عصابة من المجرمين المتورطين في احداث دولية عديدة منها محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في اديس ابابا في العام 1995 ولكن مالذي يجعل حكومة الثورة عاجزة عن حماية كرامة البلاد فتجد حتي علي الصعيد الشعبي هناك من يرفض خوض قواتنا المسلحة لمعارك لاسترداد مناطق الفشقة بينما يقبلها حرب صروس في مناطق اخري داخل البلاد وقمة العنصرية برفض البعض لوجود قوات حركات الكفاح المسلح في عاصمة بلادهم الخرطوم واصفين اياهم بالقوات المحتلة للخرطوم ونحن كشعب نعاني من مشكلة كبري في الهوية الوطنية وعدم قبول بعضنا البعض والاصرار علي تهميش بقية السودانيين ونشر الفقر وتجويع شعبنا وذلك التصرف الغريب من بعضنا هو ما يشجع كل من اثيوبيا ومصر للتوسع في ارض السودان اكثر واكثر واخشي ان ياتي يوم ولا نجد السودان كوطن واحد فغياب العدالة الاجتماعية وتفشي القبلية والروح العنصرية قد تعصف باستقرار السودان وتصبح بعدها البلاد لقمة سائغة لمصر واثيوبيا فالتراب يا دكتورة مريم الصادق المهدي غالي لا ثمن له ويا ابناء السودان لن يرحمكم الاثيوبيين ولا المصريين اذا تمكنوا من احتلال وتقاسم بلادكم سوف يعملون على طردكم وتهجيركم واحلال مواطنيهم علي ارضكم دعوا العواطف مع دول لا تحمل لكم الخير واعتصموا بحبل الوطن فالسودان الذي تشكل كدولة بشكل رسمي منذ العام 1899 بحدوده الحالية صار واقع معاش بين الدول ويجب علينا كدولة وشعب اقصاء العنصرين الجدد الذين ينشطون هذه الايام لاجل بث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ومحاولة تقسيم البلاد علي اسس قبلية فهولاء اغبياء يخدمون خطط الأعداء وهم لايشعرون و لايوجد حل الا التعايش السلمي مع بعضنا البعض وهنا تقع علي الدولة واجب اصدار القوانين التي تحض علي مكافحة الكراهية والعرقية والعنصرية حتي ننعم امن بوطن يسع الجميع
ترس اخير جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي الما ليه تمن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة