لأول مرة في السنوات الأخيرة بدولة السودان يحس المستهلك السوداني بأنه يكسب حقاً من حقوقه المشروعة الضائعة ،، وكذلك لأول مرة في السنوات الأخيرة يمارس شعب العاصمة السودانية ذلك النوع من تجارة ( البيع والشراء ) بالحلال ،، ذلك البيع والشراء الذي ( يبرئ الذمم ) بين البائع والمشتري ،، وقد حدث ذلك الأمر في الأسابيع الأخيرة بين المستهلكين وبين أصحاب المخابز السودانية بولاية الخرطوم ،، هؤلاء أصحاب المخابز الذين تعودوا ذلك النوع من الغش والخداع التلاعب في الأوزان والأحجام والمواصفات بكافة الحيل والوسائل ،، وقد أصبحت ممارسات أصحاب الأفران والمخابز في السنوات الأخيرة بمثابة تلك الأمراض المزمنة التي لا تفارق صفاتهم إلى الأبد ،، وهؤلاء أصحاب المخابز بأفعالهم وممارساتهم تلك المشينة والقبيحة قد أصبحوا ممقوتين بالفطرة لدى الناس لدرجة الغثيان ،، وذلك القرار الأخير الشجاع لوالي ولاية الخرطوم في موضوع بيع الخبز ( بالكيلو ) قد أراح وأسعد الشعب بالعصمة السودانية كثيراً وكثيراً ,, ومن المؤسف حقاً أن هؤلاء أصحاب المخابز قد أثبتوا للشعب السوداني بأنهم لا يتقون ولا يخافون الله رب العرش العظيم كما يخافون من تلك العقوبات والجزاءات التي يفرضها هؤلاء المسئولين في البلاد ،، وتلك الصفة القبيحة المشينة التي توحي بالجشع والطمع دون الخوف من الله تسقطهم في الحضيض في أعين الشعب السوداني ,, وهو ذلك الشعب السوداني المغلوب على أمره والذي كان يتلقى ويتحمل تلك الممارسات الخسيسة الدنيئة من هؤلاء أصحاب المخابز ثم كان لا يملك الحيلة ،، وذلك لعدم توفر تلك السلطات الحاسمة الجازمة في البلاد ،، وهؤلاء أصحاب المخابز كانوا يتعمدون ذلك الظلم والإجحاف والتعسف لعدم تواجد تلك الجهات السلطوية الرادعة التي تعاقبهم وتحاسبهم عند اللزوم .
في الأسابيع القليلة الماضية بدأت تلك القرارات الشجاعة لوالي ولاية الخرطوم تأتي بثمارها بذلك القدر العادل المنصف الذي أفرح وأسعد شعب العاصمة السودانية ،، ورغم أن تلك الصفوف الطويلة مازالت تمارس أمام المخابز السودانية حتى هذه اللحظات إلا أن ذلك القرار الحكيم الشجاع من والي ولاية الخرطوم ببيع الخبز ( بالكيلو ) كان قراراً صائباً ومنصفاً بكل القياسات ،، وبما أن هؤلاء الحادبين أصحاب الأقلام قد تعودوا توجيه تلك الانتقادات الشديدة لحكومة السيد عبد الله حمدوك على تلك السلبيات الكثيرة والكثيرة القاتلة التي لازمت حكومته منذ الوهلة الأولى إلا أن الواجب يفرض على هؤلاء الكتاب أن يبادروا بالإشادة والتمجيد إذا لاحت مثقال ذرة من تلك الإنجازات الشجاعة التي تسعد قلوب الشعب السوداني ،، وفي الأسابيع القليلة الماضية قد ألتمس شعب العاصمة السودانية نوعاً من العدالة والإنصاف عند تنفيذ ذلك القرار الشجاع الذي يلزم أصحاب المخابز ببيع ( الخبز ) بالكيلو في كل الأوقات ،، والشعب بالعاصمة السودانية قد التمس نوعاً من العدالة في ذلك القرار الذي يسعد القلوب لأول مرة بعد الانتفاضة ،، وبفضل الله تعالى قد تخلص من تلك الممارسات الظالمة المجحفة التي كانت تقع من أصحاب الأفران ،، وهي تلك الممارسات التي كانت تتم تحت فرية بيع ( الخبز ) بالقطعة ،، والمضحك في الأمر أن تلك القطع التي كانت تصل أحجامها وأوزانها أحجام وأوزان الخواتم في الأصبع في بعض الأحيان !!.
ذلك المستهلك السوداني لا تهمه إطلاقا تلك الأعداد الكثيرة الهزيلة المضحكة من الخبز المتلاعب في أوزانه وأحجامه ،، ولكن تهمه في النهاية ذلك الوزن الذي يعادل ( الكيلو ) بالضبط دون زيادة أو نقصان ،، فالعدالة السماوية تقتضي بيع ذلك الخبز دون نقصان يظلم المستهلك ودون زيادة يظلم صاحب المخبز,, والخلاصة أن الشعب السوداني يريد الحصول على حصته المشروعة من الخبز في نهاية المطاف ،، تلك الحصة العادلة المنصفة التي تغطي بالتمام والكمال قيمة الأموال التي يدفعها المستهلك ،، وفي نفس الوقت لا يريد إطلاقاَ أن يأكل وأسرته خبزاً يظلم الخباز في يوم من الأيام .
وهذه وقفة ضرورية للإشادة والتمجيد بذلك القرار العادل الشجاع الذي أتخذه والي ولاية الخرطوم في لحظات تجلي ثورية تستحق التمجيد من قبل شعب العاصمة السودانية ،، ومثل تلك القرارات النافعة المفيدة التي تسعد قلوب الشعب السوداني هي قرارات نادرة ندرة ألبان العصافير في أزمان حكومة السيد عبد الله حمدوك الحالية .. ومنذ أول يوم لتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة كان الشعب السوداني يطمح ويتوقع مثل تلك القرارات الثورية الشجاعة ،، ولكن يا حسرة على تلك الحكومة الواهية الهزيلة الضعيفة التي قتلت طموحات الشعب السوداني بتلك السلبية القاتلة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست