... في التداخل الأول للإنشاء، إثر رهق غث مستشر عبر منابرنا زمنا، .. صوتها مطهر اللاموصوف إلى ممكناته الموصوفة، .. كل شذرة من مبدأ الاستغراق، .. من أدبياته، .. من تقصياته، .. من طباع التشكيل فيه، .. من إلهامه الباذخ، .. من تخصيصه الخلاص من الرتابة المستدامة منابرا، .. من قيامه وسيطا في التمكين لجباية الشعور الهبة، وانتزاع الغنيمة من الإحساس، الذي هو ندى بستانها اللفظي، .. من مبهمها المستبطن لدوائر الحديث، .. من مستوهمها الحقيقي في التعريف الاستباني الدال، .. من النطق المتفرد مفتتحا والحوارية الضرورة . لمياء ... ابتكرتها التكاملات من مستجلب العناصر بيقينها ضمان الإيراق في النسب كصلاة قديس مع الفجر، .. النطق الحداء، .. النطق اللسان الطلق نضناضا في نبر الزركشة اللغوية، .. النطق المهيمن على أكثر المعاجم استئثارا بتاريخ اللسانيات التطبيقية. لمياء. .. متتاليات متشاكلة المبهر، .. مفردات نافرة جسدا، تجمعها نطقا بتؤدة محكمة، .. ينبت الحرف من إيماءة معجمية، كأنه من أصل يتوالى انتقال مفاصل منه إلى ما يجاوره من تخريج، اسما كان أم فعلا، فلا يرتد حسيرا وقعه، ولا يستعاد إثر رسوخه في نسيج ذاكرة المتلقي الذي يقلب اللفظ الجرس الواحد، ليتبدل النبر فيه مخلبا لمفردة ألقة أخرى من مجموع عناصر متجانسة متخالفة في تراتبية إيقاعية النفس،أو متسقة متآلفة، طوع السياق تلقى بالمتشكل المنطوق إلى وسطية المقامات المستأنسة المتقاطع بالمتوافق، .. وهذه لمياء، تحرك الخواء القديم، المقيم على مقاسم القراءآت، وتطرح علينا السؤال المبتكر وأكثره تأوجا مهنيا، .. وتخرجنا من ذاكرة أيام ليست جديرة بالحنين . .. وهي إذ تستقدح من مسارح الصوت المقامي التمرحل، ينهض التساؤل الملحاح : لماذا لا يكون صفاء النفس من حصار الحول والقول، .. أهو ضريبة الحقيقة تجبى من سبك العبارات الحوريات؟ .. تتسلل من صوت أصله سلالة المزامير، .. وخفق النبر كلمات لم يحسم الخيال بعد كيف يرتبها سطورا يقرأها الأبناء . لمياء ... أتساءل، .. فقط أتساءل : بأي حروف تخاطبنا "بعضهن" ؟ .. هن يتدفقن كتلا صوتية بعللها، .. أسقامها، .. صحتها، .. شفائها، .. شقائها، .. سعدها، .. وضائقتها المعجمية، .. كمن يستمع إلى قصورهن ناطقا، طالما أن لا أحد يستطيع إرغام الكلمات على الإدلاء باعتراف كالأسرى. لمياء ... ناحتة بإزميلها الأثيري هيئات من خلائق التجسيد، .. أن لا تصمتي، .. إنا لا يجتاحنا وتر إلا إذا في رناته صوتك ، .. كأي نجمة صباح لم يجانبها دليل الطريق وحاديه، تلج بنا صفاء السماء بفراشتين وقافية، .. فهنا الهنيهة شهر،، والساعة دهر، ولا يبلسمنا إلا صوت أو حواريات تلمس في تساجلها جيلا للحياة انطلق، .. وعالم انحسر عنه النور ثم انبثق. ---------------- * إعلامي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة