يقولون : ( يا أهل السودان لماذا تريدون أن تبيعوا دولة السودان لليهود وكذلك تريدون بيعها لتلك الدول الطامعة في خيرات البلاد ؟؟ ) ،، فيجيبهم الشعب السوداني قائلاً : ( نحن أدرى بأسرار السودان ،، وهؤلاء الأغبياء في دول العالم يجهلون تلك العيوب والمنقصات القاتلة الكامنة والمتوفرة في دولة السودان !! ) ،، و كذلك يجهلون كثيراً بأن ذلك الشعب السوداني يكابد أشد ألوان الويلات والأوجاع في الماضي وفي الحاضر منذ استقلال البلاد ،، فلو توفرت تلك الرفاهية والحياة الكريمة الطيبة والعيشة الهانئة الرغدة في البلاد ما فكر الشعب السوداني أن يبيع وطنه ذلك الغالي والنفيس في يوم من الأيام ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن الشعب السوداني يكابد الويلات والأوجاع في ذلك الوطن المحتكر من قبل فئات طماعة وجشعة من أبناء السودان ،، ولا يحصد إلا تلك الدموع والمعاناة والشقاء والبلاء والغلاء في ظلال تلك الحكومات المتعاقبة ،، وهي تلك الصورة المؤلمة الموجعة السائدة في البلاد منذ لحظة الاستقلال ،، وطوال السنوات ما بعد الاستقلال لم يحصد الشعب السوداني غير ذلك النكد والجوع والويلات والمعاناة ،، وبكل القياسات فإن حظوظ الشعب السوداني مع تلك الدولة المولودة الحديثة كانت عاثرة ومتعثرة بدرجة قاتلة قد حيرت العقلاء من أبناء هذا البلد ،، وتلك كانت حظوظ الشعب السوداني رغم تلك التضحيات الجسيمة التي كان يقدمها الشعب السوداني من أجل بلاده ،، كما أن الشعب السوداني كان يبذل الكثير والكثير من أجل بلاده ،، ويخوض الكثير والكثير من المعارك والكفاح والنضال والانتفاضات من أجل بلاده ،، ويواجه الكثير والكثير من الشقاء والمعاناة والصفوف والبلاء من أجل بلاده ،، وفي كل تلك المرات والمرات كان الشعب السوداني يخرج خاسراً في نهاية المطاف ،، ولم يكن حظ الشعب السوداني المغلوب على أمره إلا ذلك التراجع في الخطوات وذلك الفشل والإخفاقات ،، وبالمختصر المفيد فإن تلك العيوب لدولة السودان قد فاقت كل التخيلات والتصورات ،، وعليه فإن الشعب السوداني بكثرة التجارب المريرة في الماضي قد أصبح لا يبالي كثيراً بما يقال عن بيع أو عدم بيع دولة السودان للآخرين ،، ولا يهمه كثيراً أن تباع تلك الدولة المنحوسة لليهود أو لغير اليهود ،، وفي عرف الشعب السوداني فإن دولة السودان مباعة للآخرين منذ سنوات طويلة ،، فهي دولة يحتكرها مجموعة من أبناء السودان الذين يتمتعون بخيراتها وثرواتها دون ذلك السواد الأعظم من الأفراد في أرجاءها ،، وهي تلك الصورة السائدة في السودان منذ استقلال البلاد .
يقال من حكم الشيخ ( فرح ود تكتوك ) أنه ذات يوم خاطب المصلين بالمسجد وقال لهم : ( من يشتري فتاةَ بكرة جميلة قد بلغت الحلم قبل أيام قليلة ،، وذلك على كتاب الله وسنته ؟؟ ) ،، فتقدم شاب من الشباب وقال له أنا أشتري تلك الفتاة على كتاب الله وسنته ولكني لا أملك ذلك المال الذي يمثل المهر ،، فسأله الشيخ وماذا تملك من المتاع في هذه الدنيا ؟؟ ،، فقال له الشاب أنا لا أملك إلا ( مصحفاً ) ،، فقال له الشيخ : وأنا قد رضيت بذلك المصحف مهراً ،، وعند ذلك تم الاتفاق على الزواج بمباركة المصلين بالمسجد ،، وعندما خرج الناس من المسجد بما فيهم ذلك العريس المحظوظ ضحك الشيخ فرحاً وطرباً وقال للمتواجدين بالمسجد : ( غشيتو ليكم غش !! ،، فذلك الغشيم لا يدري بأنني أنا الرابح والفائز الأكبر في تلك الصفقة !!! ) ،، وبنفس القدر فإن الشعب السوداني يستخدم تلك الحكمة العميقة البليغة للشيخ ( فرح ود تكتوك ) ،، حيث يروج للعالم بأن دولة السودان تعج بتلك الخيرات والثروات ،، كما أنه يغري العالم بأن دولة السودان تمثل ( سلة غذاء العالم ) ،، وهو ذلك الشعب الذي يعرف جيداَ أسرار وعيوب دولة السودان التي يجهلها الآخرون من الناس في تلك الدول ،، ويعرف جيداً بأن هؤلاء الذين يتلهفون لشراء دولة السودان هم أكثر الناس بلاهة وغشامة وجهلاً فوق وجه الأرض ،، ويتوهمون كثيراً في خيرات السودان تلك المزعومة ،، كما أنهم يطمعون كثيراً في تلك الثروات التي يحتكرها نفر من الخبثاء من أبناء البلاد ،، وذلك الشعب السوداني يعرض بلاده للبيع لأنه محروم من خيرات بلاده بكيد هؤلاء الخبثاء من الأبناء ،، ولا يتمتع أبداً بتلك الخيرات والثروات في يوم من الأيام ،، فهو ذلك الشعب المحروم من خيرات بلاده بكيد هؤلاء الخبثاء من أبناء السودان منذ لحظات الولادة وحتى لحظات الممات ،، وحين يقال أن دولة السودان تتعرض لأطماع الآخرين في تلك الدول يضحك الشعب السوداني من غباء وبلاهة هؤلاء ،، ويعرف جيداً بأن ذلك المشتري لدولة السودان في يوم من الأيام سوف يندم على تلك الخطوة طوال حياته ،، وسوف يبكي على تلك الهفوة القاتلة حتى قيام الساعة ،، وحينها لن تفيده العشرات والعشرات من الانتفاضات والثورات مع هؤلاء الناس بالسودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة