مما لاشك فيه أنّ ثمة أزمة غذائيّة وشح في الموارد قد أصاب نسبة كبيرة من شعب السودان مع ملاحظة الاختلال الفاحش والذى أدى إلى التفاوت الاقتصادي الكبير وهذا أدى بدوره إلى ظهور أثار اجتماعية خطيرة في المجتمع بل أصبحت تلكم الظواهر الاجتماعية الناجمة عن الجوع تؤثر بشكل كبير على كرامة الناس وذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار بأنّ ظاهرة سوء التغذية والجوع يرتبطان بشكل وثيق بالمبادئ والقيم المرتبطة بالحق في الحياة والكرامة الإنسانيّة والمعلنة بالطبع في القانون الدولي لحقوق الإنسان والذى يتمثل بشكل كبير في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إنّ الأسباب الرئيسية للجوع المدقع في السودان يرجع إلى أسباب ذكرنها أنفا وذلك مثل الفساد والتقلبات والصرعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي، بجانب ذلك الأسباب فهناك أسباب أخرى مرتبطة بالظروف التاريخيّة والجهوية والقبليّة للفئات التي تعاني من الجوع في السودان، حيث يعيش قبائل بعينها حالة جوع وسوء تغذية منذ استقلال السودان، حيث يتوارثونها كابر عن كابر جيل بعد جيل وكأنما خلقوا لكي يعيشوا جياع، وفى الجانب الأخر هناك قبائل وعرقيات لم تعرف بطونهم الجوع على الإطلاق. إنّ حالات الظلم الاجتماعي والتمييز العنصري والفصل العنصري والاستعمار الجديد الذي يعاني منها قبائل وعرقيات معينة في السودان هو الذي فاقم من وضعهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي فأصبحوا دائما في ذيل القائمة أو خارج إطار المنظومة بصورة كليّة. مما لا شك فيه أنّ الأزمات الاقتصادية العالميّة وغير ذلك أثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي ولكن ما بال بعض الناس في السودان لا يتأثرون بما يدور حول العالم من اضطرابات اقتصادية فتراهم دائما متخمي الأجسام طوال أيام السنة بينما الأخرون يموتون جوعا وحسرة. وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان فإنّ لكل رجل وامرأة وطفل حق غير قابل للتصرف في أن يتحرر من الجوع المدقع وسوء التغذية . إنّ التحرر من الجوع أساسي لكل فرد لكي ينمى قدراته العقلية والجسدية إنماء معقولا. إذا إنّ محاربة الجوع واستئصاله هدف أساسي ومشترك لكافة دول العالم على أنّ ذلك يتطلب إدارة حكومية رشيدة. إدارة رشيدة تعمل على محاربة الظلم الاجتماعي والمحسوبية والازدواجية بل والفساد بكل أنواعه. عن مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد منظمة إقليمية إفريقيّة غير حكوميّة تأسست منذ العام 2001م، المركز معنى بدعم وتعزيز أوضاع العدالة في المنطقة الإفريقيّة، فضلا عن إرساء مبدأ سيادة القانون والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان فضلا عن الحقوق المدنيّة والسياسيّة وفقا لمبادئ القانون الدولي. أهداف مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد إرساء مبدأ سيادة القانون والحكم الرشيد العمل على تنسيق التشريعات الوطنيّة في القارّة الإفريقيّة مع التشريعات الدوليّة استقلال السلطة القضائيّة ومحاربة سياسة الإفلات من العقاب خاصّة فيما يتعلق بالجرائم ذات الطابع الدولي الخطير- جرائم الإبادة الجماعيّة – الجرائم ضد الإنسانيّة فضلا عن جرائم الإبادة الجماعيّة . دعم عمل المحكمة الجنائيّة الدوليّة فيما يتعلق بالقضايا المنظورة أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة. نشر ثقافة القانون الدولي- الشفافيّة – المسألة. نواصل حمانيد الكرتى أكتوبر 2018م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة