* أينما يممت ببصرك إلتقتك شراكٌ نصبها الجنرالات في قلب الشارع السياسي لاصطياد الثورة.. وأذنك تلتقط أحاديث تدور سراً وعلانية عن محاولات الجنرالات لسرقة الثورة.. ولا يدري المتحدثون أن سرقتها قد تمت سلفاً، وعلى رؤوس الأشهاد، منذ إعلان الشراكة بين العسكر والمدنيين.. ولم يتبقَ إلا شرعنة السرقة بشهادة بحث موثقة..
* وهاهم الجنرالات يطوون خبثاً في ملف إنشاء ما أسموه (مجلس شركاء الفترة الانتقالية) لإثبات الشرعية المفقودة.. يملأهم وهمُ أنهم الأحق بقيادة الثورة واختيار ما يناسبها من أهداف.. وهو نفس الوهم الطاغي على كيان الحركات المسلحة التي باعت سلاحها في سوق النخاسة واستسلمت للجنرالات.. وتتبجح في وسائل الإعلام بأنها الأصل في الثورة..
* لم أؤمن في أي يوم من الأيام بشراكة الجنرالات في الثورة.. ولا بثورية من باعوا سلاحهم للقريب وللأجنبي.. وفي يقيني أن المجلس الذي يبذلون جهدهم لقيامه ما هو سوى ورم خبيث يزرعونه في جسد الثورة لتحقيق رغبتهم في الانقلاب عليها!
* أما الأهداف التي تدور في أذهانهم، فهي أبعد ما تكون عن الأهداف التي تمور في أذهان الشباب، أصحاب الثورة الحقيقيين.. ومنهم من استشهد ومنهم من لا يزال متمرساً في لجان المقاومة لخوض ثورة تصحيحية عاتية في يوم 19/ 12..
* وقد بدأت طلائع الثورة التصحيحية تكشر عن أنيابها في الشارع العام.. ثورة لا تستهدف إسقاط الحكومة، بل هدفها كسر الحواجز الحديدية التي وضعها الجنرالات في مسارات الثورة لإرباكها..
* ولجان المقاومة تعلم أن أهداف الجنرالات والحركات المسلحة والانتهازيين الآخرين ليست في قلب رجل واحد.. وأن حدوث الخلافات بين أعضاء المجلس، بمجرد إعلان بيان البرهان عن تكوينه، دليل دامغ على الفشل الذي يتوقع حدوثه في مجلس منوط به تقريب وجهات نظر أعضائه وحل الخلافات التي تنشب بينهم..!
* وفي البيان تكشفت نوايا الجنرالات للسيطرة على السلطات التنفيذية والتشريعية سيطرة كاملة عبر المجلس الانقلابي.. وقد ضمنوا الأغلبية الميكانيكية بوجود 5 عضواً منهم وأحد عشر عضواً من الحركات المسلحة في مواجهة 13 عضواً من قوى الهبوط الناعم.. أي16 في صف الجنرالات مقابل 13 في صف الهبوط الناعم..
* هذا، ولم يفاجئنا اعتراف أركو مني مناوي لإذاعة بلادي، بالأمس، بأنهم أتباع للجنرالات وتأكيده ب"... أن الحركات المسلحة أقرب للعسكريين في مجلس السيادة "!
* وعلى أساس الأغلبية الميكانيكية للجنرالات، أعطى البرهان المجلس حق (توجيه الفترة الإنتقالية).. أي أن الجنرالات والحركات المسلحة هم من سوف يقرر مسار الثورة، شئنا أم أبينا..
* وبالغ البرهان في الطمع والتطرف بإعطاء المجلس، فوق سلطة التوجيه "أي سلطات اخرى لازمة لتنفيذ اختصاصاته وممارسة سلطاته"..
* وهكذا أراد البرهان للمجلس أن يكون شخصية اعتبارية دكتاتورية يجلس هو الدكتاتور الحقيقي فوقها..
* أيها الناس، إن انقلاباً عسكرياً خطيراً على الثورة كان يحدث سراً.. لكنه أظهر نفسه جهراً، وبقوة وَقِحة هذه المرة.. وبسوء تقدير للمواقف!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة