في صحيح البخاري جاء: عن أبي هريرة: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ.
***
قلنا ان اعتبار الخمر من الكبائر ليس له سند في كتاب ولا سنة، وانما اعتمد الفقهاء في جعل الخمر كبيرة فقط علي فهمهم لقصة !!! قصة الرجل الذي اجبر علي ان يختار بين القتل والزنا وشرب الخمر وانه لمّا شرب الخمر زنا وقتل هذا استدلال غريب جدا !!!
وحتي حد الخمر هو اجتهاد فقط لم يأت به قرآن ولا سنة، قاسوا تعاطي الخمر علي حد القذف وقالوا ان المخمور لابد له ان يخوض في اعراض الناس!!!
***
ليس كل من يشرب الخمر يقتل ويزني، بل احيانا يحدث غير ذلك، او بالاحري عكس ذلك، ونحن نري في المجتمع اناس يتعاطون الخمر ولكن لا يعتدون علي احد بينما نري اناس في كامل وعيهم يرهبون الناس ويقتلونهم لاسباب تافهة تخيل شخص قتل اخر لانه اختلف معه علي معاملة ما ازاء مبلغ من المال ورأي الآخر ان المبلغ كبير- مثلا فاصر الاول علي الاتفاق واعتبر النكوص عنه "حقارة"!!! فما كان منه الا ان اعتدي علي صاحبه فقتله!!! انا اعرف ان الكثيرين سيتعاطفون مع المعتدي باعتبار انه علي حق!!! هو علي حق طبعا في المطالبة بحقه ولكن لا حق لاحد في ازهاق الانفس، الدين يبين لنا ان قتل النفس من الكبائر وان من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، ولكن ليس كل الناس متدينين او مثقفين لكني لاحظت ان حوادث القتل دائما تحدث من اصحاب الامزجة السيئة، هل تتفقون معي ان الافضل للشخص ان يكون مدمن بدلا من ان يكون قاتل؟
***
هناك اناس يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية، وهم متدينون ومستقيمون، ولكن خذ مثلا هذا الموقف: واحدة من بناتهم اخطأت مع احد الشبان، والبنت قد لا يكون لها ذنب، عندما يعلم اهلها ليس لهم سوي طريق واحد، هذا ما يسمي في مجتمعاتنا بجرائم الشرف، حيث تتكرر مثل هذه العبارة: اخذها اخوها فلان وفلان وعمها او خالها الي الخلاء و.. و ستروها..!! هذا يحدث كثيرا في مجتمعنا، احيانا يعرف واحيانا تظل تلك الجرائم مجهولة لا يعلم فاعلها، قد تسمع مثلا: البنت وجدوها غريقة لان اباها ضربها فذهبت ورمت نفسها في البحر !!! في الدين عقوبة الزانية الجلد، وقتلها ولو عن طريق بعض افراد اسرتها هو قتل نفس بدون وجه حق، والقاتل ليس له الا الخلود في نار جهنم حسبما ذكر القرآن.
***
مرتكب الصغائر عنده فرصة ان يتوب الي الله، وعندما يفعل ذلك يكون قد صفّر العداد كما يقال فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، اما الكبائر فمرتكبها قد اورد نفسه موارد الهلاك، ولذلك يجب ان يتجنب الانسان مجرد ادني فعل يقربه من ارتكاب كبيرة، ومن ذلك بالطبع تناول الخمر، ولكن ليس كل متعاط للخمر قاتل وزان هناك اشياء اخري يجب تجنبها كالعنصرية والافتراء والتعالي علي خلق الله،
***
هناك قطاعات كبيرة من الشباب تتدمن وتتعاطي انواع مختلفة من الخمور والمخدرات وجعل الخمر من الكبائر يقفل باب التوبة في وجه هؤلاء، ويجعلهم يائسون من رحمة الله، وهذا يدفعهم الي درك سحيق من اتباع الشيطان، حتي يصل بهم الامر الي ان يكونوا شياطين هم انفسهم.
***
اخيرا نعود بكم الي بداية الجزء الاول من المقال:
فليعلم الجميع اننا لا نبغي بحديثنا هذا الدعوة الي الفسق، ولكننا نريد ان يظهر الحق، دون زيادة او نقصان. نحن نؤمن بان الخمر فاحشة، وان تناولها معصية لله، ولكن الشريعة تفرق بين معصية و اخري، فتناول الخمر لا يمكن مقارنته بالقتل مثلا، ولا بالزنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة