الحركة الشعبية شمال: ركل الثورة وهي صريعة الأرض بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 07:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-29-2020, 03:18 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحركة الشعبية شمال: ركل الثورة وهي صريعة الأرض بقلم عبد الله علي إبراهيم

    02:18 PM November, 29 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    Kicking the revolution when it is down



    للأمريكان عبارة في الخذلان صادفت دائما هوى في نفسي. فهم يقولون إنك "لا تزيد في غير ركلي وأنا صريع على الأرض" (kick someone when they are down). ويقال ضمن أشياء كثيرة عمن ينتقد شخصاً مضرجاً بنكسة سبقت.

    قرأت بيان الحركة الشعبية-شمال (٢٣ أكتوبر ٢٠٢٠) وبدا لي انطباق العبارة الإنجليزية عن ركل صريع الأرض عليه. انتقد البيان لائحة تكوين مجلس شركاء المرحلة الانتقالية الذي سيتكون بنسب معلومة من مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير وحلفاء اتفاق جوبا. وهذا المجلس هو أعلى مراحل الثورة المضادة مع ما يشاع من أنه هيئة ضرورية لاستيعاب مسلحي جوبا لإدارة المرحلة الانتقالية. فرجحت فيه الكفة العسكرية جراء الحلف المكتوب بين مسلحي جوبا وعسكريي المجلس السيادي.

    للحركة الشعبية نقدات نبيهة للائحة تكوين مجلس الشراكة. ولكن ما أستوقفني في بيانها قولها إنه "قفل الطريق أمام التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال حول جذور المشكلة السودانية وإلحاقها فقط باتفاق سلام جوبا الموقَّع في 3 أكتوبر 2020 ". واحترت في اختيار الحركة الشعبية لهذا المجلس كمانع لها من التفاوض مع الحكومة من دون مآخذ عديدة على اتفاق جوبا. وعلى رأس تلك المآخذ تفصيله الدقيق في مستحقات السلام في جبال النوبة مثلاً التي لا وجود فيها للموقعين من الحركات على الاتفاق. ولا نفصل.

    ليس خافياً على الحركة أن حال الثورة حال. فالقوة المسيطرة على الانتقالية استكملت، في قول البيان، سلطة صناعة القرار. وأرادت بمجلس الشركاء "إيصال قوى الثورة لمرحلة اليأس والإحباط وقبول الأمر الواقع". ومعلوم أن هذه القوى لم تهدأ ولو للحظة لتستكمل خطتها لتصفية الثورة. وجرى ذلك أمام ناظري الجميع بما في ذلك الحركة الشعبية التي لم تحرك ساكناً.

    كان عشم الثوريين أن تسعف الحرك الثورة في منعطف حرج بعد آخر قبل أن تلقى الأرض صريعة. فاستحسنوا منها وقوفها بمسافة ذكية من إدارة الثورة لتتولاها قحت عن جدارة. وهو موقف خلاف الجبهة الثورية التي قعدت لقحت كل مقعد. وخاطر رئيس الوزراء بدخول كاودا سلماً وسلقه بألسنة حداد من أرادوا دخلوها عنوة. واتهموا مبادرته بأنها تدبير كنسي مما ترخى له آذان كثيرة.

    ووقعت الواقعة حين كشفت الحركة عن استراتيجية تفاوضها. وجاءت فيها بمصطلح العلمانية أو تقرير المصير. ولا أعرف فرجاً نفذت منه الثورة المضادة إلى أفئدة كثيرة مثل زج الحركة لمصطلح العلمانية بغير حاجة ملجئة. فلم نسمع بالمصطلح منذ حل الحزب الشيوعي ولا حتى من الحركة الشعبية نفسها. وبدلا عن ذلك جرى تسويقه باسم "مدنية" أو "فصل الدين عن الدولة" صح أم لم يصح. وأطلقت علينا لغرضها دعاة منفرين بدا الصدأ على اطلاعهم على الخطاب المعاصر حول العلمانية. وإذا صح للحركة نقد الثورة المضادة لإيصالها "قوى الثورة لمرحلة اليأس والإحباط وقبول الأمر الواقع" فلا أعرف مثلها من قذف بالناس في لجج الكآبة في اشتراطها العلمانية أو تقرير المصير. وخيم هذا المطلب والشرط الجزافيان على ثوار ما يزالوا لم يستوعبوا برحمان انفصال الجنوب. واتفق لهم أنه لولا الإنقاذ لما انفصل الجنوب. وكذبت الحركة حسن ظن الناس بأنفسهم. فقد اطاحوا بالإنقاذ وتهيأوا لخطاب سياسي أكثر عذوبة عن وحدة الوطن. ولا حياة لمن تنادي

    ليست هذه مرة الحركة الشعبية الأولي في خذلان الآمال التي يعلقها الناس عليها متى ما أزاحوا ديكتاتوراً. فبينما أمِلوا منها حليفاً يعزز صفوفها في وجه الثورة المضادة لقوا منها استنكافاً إن لم يكن استعلاء. فانتظر التجمع النقابي "عودة قرنق" بعد ثورة ١٩٨٥ ليغزرهم. ولكنه لم يأت فحسب بل قال لهم إنكم لم تعملوا الثورة صاح: مايو تو. أعد. ولم يكتف بذلك بل واصل الحرب مما رجح الكفة للعسكرية حليفة الإخوان المسلمين. وعيك. وهذه مرتنا الثانية معها.

    قال بيان الحركة الشعبية إنهم أرادوا بمجلس شراكة الانتقالية الحيلولة دون وصولها للمشاركة في السلطة. وربما تأخرت الحركة في ركوب الطريق للسلطة. ففي "دفاس" الثورة ألا تأتي خير من أن تتأخر خلافاً لما يقال. لأن مثل هذا المجيء الوخري بكاء على أطلال الثورة المخذولة. وهكذا يمكنك قراءة بقية بيان الحركة.

    وأختم بحكاية من أخي المرحوم زين العابدين رحمه الله. كان يجلس بُعيد ثورة أبريل ١٩٨٥ على الهاي تيبل (التربزة العالية) بنادي أساتذة جامعة الخرطوم. وهي تربيزة قدامى الأعضاء. فظهر عند الباب الدكتور شريف الدشوني القيادي الشيوعي الذي غاب عن السودان منذ محنة ٢٢ يوليو ١٩٧٠ لاجئاً بألمانيا الشرقية. وعاد بالثورة. وناداه الزين، الذي اضمحل حسن ظنه بالشيوعيين بالزمن، قبل أن يصلهم:

    -يا شريف الجايبك شنو. الثورة عملناه وفشلناها. لقد قمنا بالجايبك.

    بدا بيان الحركة الشعبية عن مجلس الشراكة ركل للثورة وهي صريعة على الأرض. غير أن العشم كان عظيما.


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de