|
رحمة الله على الصادق الصديق المهدي !!
|
07:23 AM November, 26 2020 سودانيز اون لاين عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان مكتبتى رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة الله على الصادق الصديق المهدي !!
في ستينات القرن الماضي كانت تلك المظاهرات تجتاح وتجوب شوارع العاصمة السودانية ،، حيث كانت قمة المواجهات في أتون الانتفاضة الأولى للشعب السوداني ضد نظام الفريق عبود ،، في ذلك الوقت كنا طلاباَ صغاراً نشارك في تلك المظاهرات ونحن نجهل الكثير والكثير عن أسباب تلك المظاهرات وأهدافها ،، وعن أسباب ذلك الحراك الشعبي المتطرف العنيف ،، وفقط كنا نشارك ونجاري الآخرين الكبار في تلك المظاهرات من قبيل الحماس والفطرة الصبيانية التي تعشق الفوضى والتمرد ،، أما تلك الأفكار السياسية العميقة فكانت بعيدة جداً عن مقدراتنا الذهنية والعقلية في ذلك السن المبكر ،، وفي ذات يوم عندما اقتربت المظاهرة الكبيرة لبوابة ( عبد القيوم ) بأم درمان فجأة توقفت سيارة ( فلكسواجن ) صغيرة في مقدمة المظاهرة ثم خرج من تلك السيارة 4 شباب صغار في ريعان العمر ،، كانت أعمارهم تقترب لمراحل الرشد والبلوغ ،، ثم تسلق لسطح السيارة شاب صغير وخاطب المتظاهرين قائلاً : ( تحركوا سريعاً إلى ساحة القصر الجمهوري بالخرطوم ،، وهنالك يجب أن يلتقي الجميع من كافة أرجاء العاصمة السودانية ! ),, وبعد تلك المخاطبة القصيرة تحركت تلك السيارة الصغيرة لملاحقة مظاهرات أخرى في شوارع العاصمة السودانية .. وحينها بدأنا نحن الطلاب نسأل الآخرين الكبار عن ذلك الشاب ( البليغ المجتهد ) الذي يوجه المظاهرات لساحة القصر الجمهوري ,, فقيل لنا أن ذلك الشاب هو ( الصادق الصديق المهدي )،، ونحن كطلاب صغار كنا نسمع ونعرف الكثير عن السيد / عبد الرحمن المهدي ،، وكذلك كنا نسمع ونعرف الكثير عن السيد الصديق المهدي ,, ولكن لأول مرة نسمع بالسيد الصادق الصديق المهدي ،، في ذلك الوقت كان الصادق المهدي ( يرحمه الله ) شاباً صغيراً في العمر ورغم ذلك كان ضليعاً في معترك السياسة بحكم العائلة والإرث ،، وتلك ميزة كان يفتقدها الكثيرون من أبناء السودان في ذلك العمر والسن ,, والأيام بعد ذلك قد أثبتت أن الصادق الصديق المهدي كان يمتاز بذلك الحماس السياسي الشديد الزائد عن الحد ,, وكان يناضل بشدة من أجل تلك الأهداف السياسية ،، وهو ذلك النضال الذي بدأ يفتر وبدأ ينكمش ،، وبدأ يشتكي من آثار التعرية في مراحل العمر .
بعد تلك السنوات في مسار السودان كان الصادق الصديق المهدي ( يرحمه الله ) رمزاً هاماً من رموز السياسة بالبلاد .. وكل مرحلة من تلك المراحل كان للسيد الصادق المهدي فيها إيجابيات وسلبيات ،، فالرجل لم يسلم إطلاقاً من تلك الانتقادات الشديدة من بعض فئات المجتمع السوداني .. وفي نفس الوقت فإن ذلك الرجل لم يفقد إطلاقاً تلك الأرضية القوية الثابتة المؤيدة لجماهير وافرة من أبناء الشعب السوداني .. والمجال هنا ليس متاحاً لحصر تلك الإيجابيات والسلبيات التي تقال عن ذلك الرجل .
لقد رحل السيد الصادق الصديق المهدي ( يرحمه الله ) والبلاد تواجه أهلك اللحظات والتردي .. وهو يمثل ذلك ( الجدل الأخير ) في قائمة كبار السياسيين بدولة السودان منذ استقلال البلاد ،، والناظر المتعمق لأحوال الساسة بالبلاد يكتشف أن المتواجدين حالياً في ساحات السياسة السودانية لا يملكون أي قدر من تلك الامتيازات التي يشار إليها بالبنان !،، والجميع يتصفون بالسلبية القاتلة في معظم القضايا وفي معظم الأوقات ،، وحتى أن هؤلاء خصوم السيد ( الصادق الصديق المهدي ) في معترك السياسة يرون أن الفقد عظيم للبلاد .
|
|
|
|
|
|