الجوع ولا الكيزان شعار نفهمه ونفهم ظروفه لكن لا يمكننا ان نقف مكتوفي الأيدي أمام معاش اهلنا الذي وصل حد الإذلال ، هذا الشعار المضلل الذي يضع حل مشاكل البلد في احد الخيارين فأما الكيزان وإما الجوع وعلي بغضنا للكيزان ان يجعلنا نرضي بالموت جوعاً ! أنطلي بؤس هذا الخيار حتي علي المثقفين وأصحاب المصلحة بينما البدائل متوفرة الا عند العاجزين . نحن نناضل من اجل حرياتنا ومن اجل تحقيق دولة المواطنة التي ينعم فيها الجميع بالحقوق ويتساوون في الواجبات ولكن لكي نفعل ذلك ولأن الدرب طويل علينا اولاً ان نحقق حياة كريمة للمواطنين وان نرفع عن كاهلهم المعاناة المصنوعة صناعة لاتعاسهم . لا يمكن ان نبني و هنالك من يهدم بنياننا وهو آمن من العقاب بفضل سيطرته علي السلطة والقوانين التي جردها من فعاليتها بخرقه الدائم لها . علينا ان ندافع عن معايش الناس الذين يعيشون مجاعة حقيقية لا ينفيها صياحنا الجوع ولا الكيزان . كمايعاني اهلنا من الأمراض مع انعدام العلاج وحكومتنا تترك الحبل علي الغارب لمافيا الدواء التي وصلت سيطرتها لإقالة وزير الصحة الثوري الذي كان يعمل بجد لمعالجة المشكلة ! لكي تكون حراً عليك ان تعيش حتي تستمتع بحريتك وليس شرطًا من شروط الحرية ان تجوع خاصة اذا كان ذلك الجوع بفعل فاعل عجزت الحكومة عن القضاء عليه وهي تطالبنا أن نتحمل الجوع بينما المجرم يشاركها كراسي الحكم وهي الحكومة التي تمثل ثورتنا ! ومن ناحية أخري تجد الذين يهتفون بهذا الشعار يعملون ضده وينكسرون حينما يتعلق الأمر بالتطبيع مع اسرائيل فهم يطبعون من اجل بطونهم ورغم الفارق تبقي المفارقة . الحكومة محكومة وهي تسير بخطوات مترنحة في طريق لا تعرف نهايته ولكي تكون حكومة تمثل الشعب عليها ان تعمل علي عودة العسكر لثكناتهم وان يقوموا بالدور المنوط بهم كغيرهم من جيوش العالم وهي لا تملك قوة لزحزحتهم الا بفضحهم وفضح عمالتهم للأجنبي وخيانتهم للشعب وان تترك امر طردهم علي الشعب وهو قادر علي تركيع العسكر مهما كانت قوتهم والتاريخ شاهد علي انتصار الحق علي القوة واندحار الطغاة و قد فعلناها مراراً في بلدنا ! الثورة يجب أن تعمل علي عودة العسكر الي ثكناتهم ومحاسبة المجرمين والقتلة منهم واسترداد اموال الشعب وشركاته من سيطرتهم واجحافهم . الحكومة المدنية بشكلها الحالي لن تنجز امراً ويجب ان يعاد تشكيلها بخبرات من الثوار قبل ان يقع الفأس في الرأس ونصل الي منطقة لا يمكننا العودة منها او تجاوزها دون ان نفقد ثورتنا ! والثورة مستمرة حتي تصل غاياتها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة