|
|
 مؤتمر اقتصادي مع موارد ضخمة و كَمٌّ مِنْ النخبة الاقتصادية و السياسية بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
|
06:25 PM September, 27 2020 سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر
إنْ كان المؤتمر المقام في الخرطوم في الفترة من26-28سبتمبر2020 لكي يُعرَّف أولياء أمورنا و (خبرائنا) الاقتصاديين بكيفية ادارة مواردنا الضخمة و الاستفادة منها فهذا مؤتمر مُبَشّرٌ بالخير, أمَّا أنْ كان لتبادل الاوراق و الاستماع لها و احاديث مكررة هنا و هناك و أعباء على الخزينة العامة بمنصرفات فوق طاقتها فلا فائدة تُرْجَى منه. و رئيس مجلس السيادة الانتقالي يتحدث مخاطبا افتتاح مؤتمر الثلاث ايام هذا, و كذلك تحدث سعادة رئيس الوزراء, و الأوَّل وَعَد بتنفيذ توصيات المؤتمر. فهل مِنْ توصيات اجدي من ان تقول احسِنوا ادارة مواردكم الضخمة و لا تنتظروا عونا, و ان تكون مِن ضمن التوصيات القول الصيني: لا تعطني سمكة و لكن علّمنى كيف اصطاد السمك!! و يُعْقَد المؤتمر هذا و نربطه بما كان مِن الاصدقاء الذين اجتمعوا في برلين و آخرون في الرياض و نكاد نشك في انهم يعرفون كم تبلغ مساحة الاراضي الخصبة في السودان مقارنة بمساحات دول كاملة, و كم المستفاد منها و خاصة مشروع الجزيرة؟ و هل يعرفون حجم انتاج البلاد من الذهب و الصمغ و الثروة الحيوانية و السمكية, و السكَّر, و كم كان مقدار ما تنتجه المصانع السودانية المختلفة خاصة في قطاع المنسوجات و طاقاتها الاستعابية, بل و اين السياحة مِنْ كل ذلك؟ نحن-يا سادة و سيدات- لسنا في حاجة لمؤتمر اقتصادي و لكن لِمَن يدلّنا على الكيفية التى ندير بها مواردنا الهائلة و نستفيد منها. و يتملكني الاشمئزاز و نحن ننتظر الفرج مِنْ دول لو جُمِعتْ كلها لَمَا بلغت مساحتها مساحة أصغر ولاية من ولايات السودان, عِلما ان أي ولاية في السودان تذخر بموارد معَيّنة لتشكل مع بعضها سودانا مكتملاً, فأليس مِن المؤسف أنْ ينتظر السودان بثرواته الضخمة عوْن الاصدقاء, و لو انهم اصدقاء حقيقيون لَنصحونا بحُسْن ادارة مواردنا لنحقق مقولة السودان سلة غذاء العالم.
و ليت المؤتمرون قبل ان يدخلوا القاعة الوثيرة المكيفة الهواء للاستماع للأوراق و الخروج بتوصيات تذكَّروا أنَّ السودان مِنْ اغنى دول المنطقة مِن حيث الموارد الطبيعية و البشرية و كنا و الكثيرون من حولنا يطلقون عليه سَلَّة غذاء العالم, و ما الانهيار الاقتصادي إلاَّ بسبب سوء ادارة هذه الموارد الضخمة, و مِنْ المفترض عِلْم المؤتمرين بمقادير ما تنتجه مناطق شرق السودان و الشمالية و نهر النيل و كسلا و كردفان-على سبيل المثال- مِنْ الذهب و غيره خاصة مِنْ ما يُصَدَّر . و نذكر ما قاله الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو حينما زار السودان قبل بضع سنوات - حسبما اوردته وسائل الاعلام- متعجباً: تنتجون أكثر من 80 طناً من الذهب, فكيف تكون هناك ازمة اقتصادية بالسودان؟ , و قد وعد بتكرار زيارته للسودان و لكنه رهَنَها بحدوث تطور ملموس, و بالطبع لم يحدث تطور ملموس و لم يعد للسودان, و مِن الطبيعي أنْ لا يكون صديقاً لبلد فاشل لا يعرف أهله كيف يديرون و يستفيدون من موارده.
و المؤتمر اقتصادي لأجل الخروج من الضائقة الاقتصادية لمدة ثلاثة ايام من المتوقع انْ يخرج بتوصيات و لكن الأجدى ان تكون توجيهات مباشرة للوزارات فالطاقة و التعدين لمتابعة و رصد انتاج البلاد من الذهب و النفط و بالتنسيق مع المالية, و يقال انَّ البلاد تنتج70% من الحاجة للبنزين, و لوزيري الزراعة و الري بأن يعدا خطة و يعملا على تنفيذها لزراعة ما يكفي البلاد من قوتها, و نحو ذلك لباقي الوزارات, فإن كان أولو الأمر جاهلين بوضع خطط للاستفادة مِن موارد البلاد الضخمة فعليهم مغادرة المناصب فوراً غير مأسوف عليهم لِيأت مِنْ بعْدِهم(خبراء و كفاءات)بالفعل. و المعاناة اليومية التى يتكبدها المواطنين للحصول على الخبز و وسيلة نقل او غاز الطبخ و الدواء في أي بقعة من البلاد حتي في اقرب نقطة للقصر الرئاسي و حتي ان توفرت فبأسعار فوق طاقته لا يمكن السكوت عليها بعد مرور اكثر من عام على الثورة أضاعوه بهذا خبير اقتصادي و ذاك مستشار و هؤلاء كذا و كلهم عجزوا عن إدارة هذه الموارد الضخمة. و قد مللنا من قول المسؤولين التطميني بأن بواخر قمح وصلت و انها ستكفي لشهر او ازيد و نحو ذلك من الاقوال المستفزة, أفلا يستحي هذا المسؤول مِن كون السودان المُفْتَرض ان يكون سلَّة غذاء العالم في انتظار ان يُؤكَّل بال(قطَّارة)؟
و نحن لا نَمَلُّ من تكرار حقيقة ان السودان غني بثرواته المادية و البشرية, و ما يمنعنا ان نكون فعلاً كذلك لولا معاول السياسيين التى لا ترحم المواطن المسكين و لا يغشاها تأنيب ضمير و لا أي واعز يكبح حُب السلطة و التسلط بدون مقوماتٍ و مؤهلات لرياسة او غيرها من منصب, و حَسَنا طلَب احد المواطنين مِن المسؤولين ان يقفوا مرَّة واحدة في الشهر في طوابير الخبز و البنزين ليعرفوا المعاناة اليومية التى يتكبدها المواطن, و أليس من المخْزي أن يموت انسان السودان جوعاً و عطشاً و مياه الامطار و السيول من كثرتها و تدفقها تصبح مهدداً دعْك من مياه نهر النيل و روافده. و اننا لا نمل ايضا من البكاء على مواردنا الانتاجية الاقتصادية العملاقة التى راحت (في حيص بيص) و ما يدعونا لهذا الأسى هو ما نراه من ضبابية في ايرادات الذهب و غيره من صادرات البلاد.
|
|
  
|
|
|
|
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست