لما لا يوجد في السودان ذلك القائد البطل الذي يحطم الطاولة غضباً وسخطاً على تردي الأوضاع والأحوال ؟؟
الأقلام في هذه الأيام تتناول في حسرة وندامة تلك المواقف المخزية التي تقع من قادة السودان .. وفي كل لحظة من اللحظات تهدر كرامة الشعب السوداني في غياب هؤلاء القادة .. وتلك الألسن بدأت تلوك تلك السيرة العجيبة عن احتلال الكثير والكثير من تلك الأراضي الزراعية السودانية .. وهي تلك الأراضي الزراعية السودانية التي قد أصبحت متاحة مباحة لكل من هب ودب من غير أهل السودان من دول الجوار ومن غير أهل الجوار .. وهنالك مواطنون من دول الجوار في السنوات الأخيرة قد استباحوا تلك الأراضي الزراعية السودانية بطريقة دخيلة متطفلة وغير مسئولة .. ومع الأسف الشديد لا يوجد ذلك القائد السوداني البطل المغوار الذي يملك الغيرة والنخوة والرجولة ويمنع تلك المظاهر السالبة .. ذلك القائد المقدام الذي يحطم الطاولة غضباً وسخطاً حين يسمع تلك الانتهاكات للأراضي السودانية .. وعزة الله لو حدث العكس وتحرك مجموعة من أبناء السودان واحتلوا تلك الأراضي الزراعية في دول الجوار لواجهوا ذلك الموت والقتل والفتك الدمار في نفس اللحظات من قبل تلك الحكومات ومن قبل تلك الشعوب المجاورة .. وهي تلك الدول المجاورة والشعوب التي تحترم سيادتها ولا تتلاعب في حقوقها ومستحقاتها قيد أنملة .. والشعب السوداني يعرف جيداً تلك الحقيقة .. والعلل أولاً وأخيراً تكمن في هؤلاء القادة بالسودان ،، حيث هؤلاء القادة والرؤساء الذين لا يملكون مثقال ذرة من تلك النخوة والغيرة والرجولة .. في الوقت الذي فيه يجد الشعب السوداني أن هؤلاء القادة في دول الجوار يتصفون بتلك الصفات القوية التي تحافظ على حقوق الشعوب في تلك الدول .. أما هؤلاء القادة في السودان فمجرد أراجيز تروح وتغدو في الفارغة صباحا ومساءً دون أية فائدة .. فذلك الرئيس أو ذلك المسئول في السودان دائماً يمثل ذلك الجدل المتخاذل المتهاون الذي لا يملك مثقال ذرة من النخوة والشجاعة والكرامة والإحساس بالمسئولية .. ولا يوجد إطلاقاً في هذا السودان ذلك القائد أو ذلك الرئيس الذي يحطم الطاولة غضباً وسخطاً في حال انتهاك الحرمات .
وكذلك في هذه الأيام قد تفشت ظاهرة تلك الشركات الأجنبية التي تحتل الكثير والكثير من تلك الأراضي الزراعية وغير الزراعية السودانية بفرية الاستثمار .. وهي تلك الشركات التي تربح المليارات من ريع تلك الأراضي السودانية .. ولكن من المؤسف جداً أن هؤلاء المسئولين الذين يمنحون التراخيص لتلك الشركات لكي تعمل بالسودان في مجال الاستثمار لا يملكون تلك الأبعاد الفكرية المتقدمة التي تضع تلك الشروط المسبقة التي تراعي مستحقات العمالة السودانية .. فالبعض من تلك الشركات تأتي بعمال بلادها ليعملوا في تلك الشركات داخل السودان .. وذلك في الوقت الذي فيه يشتكي الشعب السوداني من تفاقم العطالة بالبلاد .. والموجع في الأمر الذي يقطع الأكباد أن هؤلاء القادة والرؤساء في السودان لا يملكون تلك المقدرات الذهنية التي تفكر في هؤلاء العطالة من أبناء السودان .. ولا يسبقون الآخرين في التفكير حتى يمثلوا قادة البلاد بحق وحقيقة .. مجرد أفراد تحت أدنى مستويات التفكير .. ويزاولون تلك البروتوكولات الفارغة صباحاً ومساءً بذلك القدر الذي يجلب الغثيان .. ولم يسمع الشعب السوداني في يوم من الأيام أن قائداً سودانياً أو رئيساً سودانياً قد طالب بتبديل كافة العمال الأجانب بأبناء السودان .. وكذلك لم يسمع أبناء السودان في يوم من الأيام بأن قائداً أو رئيساً سودانياً قد طالب بترحيل كافة هؤلاء المزارعين الغير سودانيين من أراضي دولة السودان .. وأبناء السودان يعرفون جيداُ كيف أن دول العالم تعطي الأولوية لشعوبها في مجال العمل والعمالة .. وذلك الأمر قد حدث بطريقة شجاعة في كافة دول الخليج .. حيث تلك الدول التي تشترط الأفضلية والأولوية لأبناء الدولة قبل الآخرين من الأجانب .. أما في السودان فالمستويات الفكرية لهؤلاء المسئولين أقل من مستويات المسئولين في دول الخليج مليون مرة .. ورغم ذلك فالبعض من هؤلاء الأقزام يضحك على عقول أهل الخليج .. وشتان بين عقول وعقول .. والشعب السوداني لا يحس إطلاقاً تلك المواقف البطولية لقادرة ورؤساء السودان .. بل كالعادة دائماً وأبداً يلتمس ذلك التميع وعدم الاهتمام من قبل هؤلاء القادة والرؤساء .. وبالمختصر المفيد فإن هؤلاء قادة ورؤساء السودان لا يشرفون إطلاقاً ذلك الإنسان السوداني .. ولا يطربون الألباب يوماً بتلك الوقفات الرجولية البطولية الشجاعة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة