ازمة المثقف والمهنى فى ظل سطوة عقلية السماسرة والوسطاء عظيمة ومعقدة وتاخذ اشكالا من ردود الفعل والسلوكيات غير المبررة وتعنى هشاشة فى مرتكزات البنيان الفكرى للطبقة المتوسطة والتزاماتها المعرفية وقناعاتها الفكرية ويكون الناتج انفصام وعزلة عن الذات بالمواقف الحاسمة بالعلاقات البينية والبنيوية ولكن للاسف تعنى ارتباط بالواقع والتزام بالقوة الغاشمة والتى سيطرت عليه واصبح منهجها هو السائد بشروط المنتصر ومفاهيمه الحياتية. والمثقف السودانى لعب دورا سلبيا بالساحة السياسية فرغم قيام اول تنظيمات الحركة على هاتقه لم يستمر جويلة وتحول مستعينا بشجرة الطائفية مستنصرا بخا ومستظلا على حساب مشروع الخاص والذى تخلى عنه تماما فى سبيل تقدم مشروع الطائفة وسيادته الموقف السياسي تماما فى حالة انزواء تامه وتراجع شامل امام ثقافة القطيع وسيطرة قيادة الطائفة المطلقة على كامل المسهد مكتفيا باتخاذ المثقفين تحت يده كلاعبين ثانويين وليسوا باساسين ومجرد كومبارس يحتاجهم موسميا واحيانا عند اللزوم كروشته دواء ليست بفاعلة الحضور وقد تراجع تاثيرها كثيرا تحت سطوة الاخر النافى لتواجدها وتلاشيها الى العدمية تكاد منتهى ومصير. ولعب المثقف السودانى دورا مركزيا فى قيام الثورات الشعبية وانتصارها على الديكتاتورية ما يلبث ان ينحدر الى التراجع شيئا فشيئا الى درجة الفناء بنهاية فتراتها الانتقالية وهو حال يعكس تراجع تواصل المثقف مع الشعب والعوام وعبر منظماتهم الفئوية من احادات كتاب وفنانين وعدم اندياحها وتواصلها الدائم مع العامة وخلق فنوات مستمرة وفعالة. وتلعب الظروب الاقتصاديه واللهث فى البحث عن سبل العيش الكريم واامينهتطا ولاسرته عاملا حاسما فى عدم تفرغه لاداء مهامه بفاعلية وبالتالى تعميق تاثيره وتفاعله مع القواعد الشعبية والرسمية ولذلك يجد نفسه فى عزلة شبه جبرية مما يجعل حال المثقف والسلطة والشعب فى حالة جغرافيا جزر معزولة عن بعضها البعض..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة