ظهور اللص مجرم الحرب المخلوع بالامس بزي السجن يُعتبر السقوط الفعلي نفسياً، و معنوياً للكيزان، و سدنة النظام البائد.
لأول مرة يشعر الكيزان بان الثورة بدأت تخطو نحو العدالة، فتعالت اصواتهم داخل الجيش بأن مثول المخلوع بهذا الشكل امام محكمة مدنية فيه إهانة للجيش، و تقليل من مكانته، و النيل من الروح المعنوية للضباط، و الافراد، و ذلك بأنهم هم الجيش، و الدولة، و الوطن، و جيشنا العظيم منهم براء.
للأسف يرى الكثيرين انه يجب مثوله امام محكمة عسكرية حفاظاً علي هيبة الجيش، و قائده السابق اللص الحقير الذي يتبرأ من وضاعته النشالين، و البصاصين في ازقة السوق العربي، و هم اشرف منه، و جماعته الضالة.
رأوا ان "الملكية" او المحاكم المدنية لا تليق بمقام سيّد نعمتهم، و نسوا ان جيش دولتهم الكذوبة البائدة ما هو إلا عبارة عن دُمى جنرالات في مسرح للعرائس تلاعب خيوطها ايادي كهنة الجبهة الإسلامية الصعاليك كرتي، و علي عثمان، و الفشاشوية، و عوض الجاز، كما ذكر رئيس اركانهم عبد المنطلب "الني الخيبان" بانه يتلقى التوجيهات، و التعليمات من هؤلاء اللصوص، و اقر بأدائه لقسم الولاء للحركة الإسلامية منذ ان كان ملازماً.
للعلم كل جماعة او قطيع من الضباط الكيزان قائدهم او " اميرهم" مدني " ملكي" تتنزل عبره التعليمات، و الاوامر التنظيمية، و تأتي عبره الاموال و العطايا، و الصدقات التي امتلكوا بها قلوب من جاءوا بهم من قاع المجتمع من الرجرجة، و الدهماء.
ما فعله البشير، و جماعته الضالة بالسودان، و الشعب، لا يستوجب ان يمثل احد منهم امام محكمة مدنية، كان الاولى بأن تنظر في امرهم محكمة ثورية يتم تشكيلها من داخل ميدان الإعتصام، و ان تُنصب المشانق قبل ان تُعقد جلسات المحاكم، حتي تكون رادعاً لأي متهور تراوده نفسه بأن يعبث بمقدرات الشعب، و مكتسباته.
نعلم علم اليقين إختراق النظام البائد للمشهد العبثي بعد الثورة المباركة، بواسطة الحرس النخبوي القديم، و العواطلية، و المتسكعين!
ولكن عصياً عليهم إختراق الشارع، و صفوف الشعب السوداني الذي عافهم، و كره ذكر سيرتهم، و هو لهم بالمرصاد، و الجميع يرتعش امام إرادته.
حاولوا قتل الثورة بشتى الطرق، و الإلتفاف علي العدالة، و لكن الشعب قال كلمته، و لا يمكن التراجع عنها بأن تتحقق مطلوبات الثورة بلا نقصان.
اخيراً .. اتمنى ان نرى جميع المجرمين بزي السجن في الجلسات القادمة، المصنوع من قماش الدمورية، علها تذكرهم بالآخرة التي هم علي عتباتها بالقصاص او بدونه، و يتوبوا إلي الله الذي تأذى دينه من مُكرهم، و نفاقهم، و فجورهم، و شذوذهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة