نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار ، الذين أقتيلوا غيلة ، و نسأل الله إن يتقبلهم قبولا حسنا ، و عاجل الشفاء للجرحى ، و الرحمة و المغفرة لكل شهداء الحرية و الكرامة الإنسانية ، من الشعوب السودانية . أن ما يحدث فى دارفور حاليا ، فكل من كتم ، فتابرنوا ، نيرتتى و عبد الشكور ، ليس بحدث طارئ ، إنما هو عمل مخطط و مبرمج له ، و سوف يستمر مسلسل المجازر البشرية فى دارفور و غيرها من المناطق المستهدفه إلى أن يحمى الكوع و تنفرز الكيمان . و لكن المحزن فى الأمر ، عدم الانتباه للعنصر المستخدم ، كصب الزيت على النار ، إلا و هو الخطاب التمويهى ، التضليلى و التبريري ، من غالبية من ينشطون فى المجال العام ، وبالأخص السياسى ، من قمة شبه الحكومه و الدولة و المتحيزين لها ، إلى كل أشكال المعارضة من التى هى نصف كلتش ، إلى من عينهم على الوظيفة و الواقفين متفرجين ينتظرون من المنتصر و يتسللون بين موكبه ، إلى الحادبين بحق و دراية على مصلحة الشعوب السودانية ، و بناء و طن يسعهم جميعا . فالخطاب التمويهى التضليلى و التبريرى هو غاصمة ظهر السودان ، و قد أصبح نهجا متبعا بصورة يومية ، ففيما يخص معاش الناس والندرة و الشح ، يقابل بخطاب الدولة العميقة هى السبب ، وخلوا خزينة شبهة الدولة من اى احتياطي من العملة الصعبة . وعند النكوص عن تنفيذ مطالب الثورة ، تأتى الإجابة بأن المسائل ليست بهذه السهولة ، و مايزل الوقت مبكر ، و حتى الآن لم تمضى أكثر من سنة على عمر رئيس الوزراء فى السلطة ، فعلينا الصبر عليه قليلا ، وأن تركة ثلاثين عاما ، لن تحل فى سنة او سنتين ، وفى حالة الانفلات الأمنى ، و حصول المجازر البشرية ، ستكون لجنة لمعرفة الجناة ، و تقديمهم العداله ، وأن المتفلتين هم من قام بذلك ، و المسئولية مسؤلية الوالى ، و تجد من المنسوبين على ألضحية و بعض الموعودون بالوظيفة منهم يتهمون عبد الواحد ، ويعزون ذلك لتبرير ما يخوضون فية من تشويه لفرضية السلام . و حول مستحقات السلام ، تقابل بأن منتسبى قوى الكفاح المسلح ، يشكلون مشكلة أمنية ، فلا يمكن السماح لهم بالحضور و الجلوس مع بقية فرقاء الوطن ، للتحاور و التفاكر حول كيفية تجاوز كل العقبات ، التى قادت لما فية نحن و الوطن اليوم للظروف الامنية . و الله هذا طلس فى طلس ، فإن لم يكن لديك المقدرة لإنتاج حلول لأزمة البلاد الاقتصادية ، و توفير معاش الناس ، فلماذا تشغل المكان ، الذى واجبه الأساسى هو إيجاد الحلول ، وليس التمويه و التبرير ، و كيف تكون الخزينة فارغة ، وهنالك أموال الشعوب السودانية المنهوبة ، يجلس معك أشخاص هم واضعوا يدهم عليها فى كابينة الدولة ، منهم حامى حمى الشركات و المؤسسات العسكرية، والتابع بعضها للحركة الإسلامية الانقاذية ، و التى توجد بحوزتها بلايين الدولارات ، و هنالك من يملك مناجم الذهب التى تضخ علية الملايين يوميا ، ويملك العائد من المتجارة بأرواح الشباب المغرور بهم الذين سيقوا كما قيل الدفاع عن الحرم ، و هو أيضا يجلس معك و غيره ، فماذا لا تستغل موقعك ، و تطالب برجوع الأموال المنهوبة أيضا ، و التى تقدر بستين اى ستين بلييون دولار ، هذا ليس بعجز منهم ، بل تمويها لاخفاء أمر أخرى . و فيما يخص الجرائم و المجازر ، التى ارتكبت و ما تزال تحدث يوميا ، فما هو الداعى و سر وجود القوات المسلحة و الاجهزة الامنية المتعددة ، أن لم تقم بدورها ، فيجب حلها و استبدالها بأخرى قادرة على القيام بدورها ، ولكنه أيضا طلس فى طلس . أن كان رئيس الحكومة ضعيفا لا يستطيع مواجهة الواقع ، فعليه مصارحة الشعوب السودانية بذلك ، أو تقديم استقالته المسببة . أما العدالة و عدم معرفة الجناة ، فهذا ابو الطلس ذاتو ، كل انسان فى السودان بما فيم اللذين على رأس شبه الدولة و الحكومة ، يعلمون علم اليقين ، من الفاعل و يملكون كل دلائل الإثبات لتورطه فى ارتكاب الجريمة ، و أن حماته يجلسون على قمت السلطة ، مع رئيس وزرائها الكتف بالكتف ، و لكن لماذا لا يقولون الحقيقة ؟ و هى أيضا قمة التمويه والتضليل و الكذب على الملاء ، والسبب إذا عرف بطل العجب ؟ و بالنسبة للسلام هنا عجائب الدنيا و الكيل بمكيالين ! ألم يكن كل الطاقم الوزارى معارضا ، هل لم تكن لهم مشكلة أمنية بالنسبة لشبه الدولة المعنية ؟ ألم يكن رئيس وزرائنا معارضا و الاخرون أيضا ؟ ألم يكن لغالبية القوة السياسية المعارضة جيوش مدججة بالسلاح و قاتلوا بها الحكومة السابقة ، لماذا لهم الحق بالدخول للوطن ، و جلوسهم مع قوى الداخل وا تشاوروا حتى أنتجوا قحت و أخواتها ، و التى يطلق عليها الحاضنة السياسية للحكومة بشقيها . ما يحدث ما هو الا تمويه وتضليل لتجير الثورة السودانية و مطالبها ، لوضع آخر و وتحويل مسارها لاتجاه مغاير ، يصب فى مصلحة ، دولة السودان القديم ، بمضمونها المعلوم (دولة العروبة و الإسلام ) ، هذه هى الحقيقة ، و التى يعلمها الكثيرين ، حتى منهم من هم فى صف الثورة ، و يغضون الطرف عن ذلك ، حفاظا على امتيازاتهم التاريخية المسروقة ، والممنوحة على حساب الآخرين ، من بقية شعوب هذا الوطن العظيم ، فمن لا يريد رؤية و معرفة الحقيقة ، لا يمكنك إجباره على رؤية الشمس فى كبد السماء الصافية . فيا أهل دارفور و المعذبون معهم فى أرض السودان ، الحرية لا تعطى ، و المجد ليس بهدية ، و الضعيف لا مكان له فى الوجود ، و الأرض ليست لمن يسكنها فقط ، الأرض لمن يستطيع الدفاع عنها و عن انسانها ، و حمايتها ، و من فشل فى ذلك فلا يستحقها ، و الصراع هو صراع على الأرض ، لا البيانات و لا المناشدات ، و لا الاستعطافات ، لا الأمم المتحدة ، ولا مفاوضات ، ولا البكاء على اللبن المسكوب ، بقادر على إرجاع شبر واحد ما ضاع من وطن . فمن يطمح ان يعيش فى وطنه عزيزا مكرما ، فعليه دفع الثمن ، و كما قال عمنا حفظه الله ورعاه فى عزاء الشهداء ( الما عندو سفيه ، سفهاء الآخرين بياكلوا ) ، المشهد و اضح تماما أمامكم ، والخيار ملك يمينكم ، و اللهم اشهد انى قد بلغت.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة