|
(حرية , سلام و عدالة), اين هي؟ بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
04:52 PM June, 25 2020 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
حينما انطلقتْ الثورة في كل بقعة في السودان كانت قد رفعتْ شعارات تريد تحقيقها و كان أوّلها الهتافاتُ الداوية التى افزعت عناصر النظام البائد و اقلقت مضاجعهم: (الشعب يريد اسقاط النظام) و نجح الشعب و تحقق أول هذه الشعارات. و الى جانب هذا الشعار جاءت: (حرية, سلام و عدالة) و (مدنية) و(أي كوز ندوسه دوس) و لاحقا بعد سفك الدماء ( الدم قصاد الدم, ما بنقبل الدية). و اليوم, و بعد مضي نحو ثلث مدة الفترة الانتقالية, نوجه سؤالا لحكومتنا –الموقرة- ممثلة في مجلسي السيادة و الوزراء و التى يقع على عاتقها تحقيق هذه الشعارات: هل تحقق شيء من هذه الشعارات؟ و اجابته لا تخفي عليهم و لا على الشعب, و من المؤسف أن الاجابة عن هذا السؤال بالنفي, إذ لم يتحقق شيء يُذْكَر حتي الآن, و دعونا نضعها أَمامنا واحدة واحدة و نري ما حدث فيها: الحرية: المستمتعون بها اذيال و فلول النظام البائد, فهُم إذا ارادوا الخروج و التظاهر ضد حكومة الثورة وقتما و كيفما شاءوا خرجوا و هتفوا بفاحش القول في رموز الثورة على مسمع من القوات الامنية التي تحرسهم , و في المقابل تفعل بثوار الشعب بمثلما كانت تفعله بالمتظاهرين ضد النظام البائد. و كُتَّابهم بأقلامهم النتنة ينثرون فاحش القول و الاكاذيب امثال الخال الرئاسي و اسحاق (الغزالي) و حسين خوجلي , و فلول حزبهم اللاوطني المحلول يملئون الدنيا ضجيجا و تلفيقا و كذبا في حق الثورة و رموزها, و لا تزال وسائل الاعلام الرسمية في قبضة النظام البائد تبدد البث في ما لا علاقة له بالثورة و تبخل على رموز الثورة من الظهور الى الجماهير, إلاَّ بالقدْر البسيط, و مؤتمرات لجنتي ازالة التمكين و الطوارئ الاقتصادية-علي سبيل المثال- التى تبعث في الشعب الفرحة و تعكس نبض الثورة لا تعاد إلا مرة واحدة أو لعلها لا تعاد. السلام: و هذا لم يتحقق , و قد أخاب المتفاوضون في جوبا ظننا بهم, فكيف لجبهة ثورية تزعم انها جزء اصيل من ثورة الشعب تعرقل تكملة حكومة الثورة و تعيين المجلس التشريعي, و قد كان ظننا انهم يوم ان سقط النظام البائد يفدوا للخرطوم افرادا و جماعات يشاركون الشعب فرحته و يقفون معه صفا واحدا لحماية الثورة و حكومتها و دعمها لا تعطيل ادائها و عدم مراعاة معاناة المواطن التى بلغت به حد اليأس و فقدان الأمل, فهلا, صحا الجميع قبل ان نصل لمرحلة نقول فيها: اللهم اجرنا في ثورتنا. العدالة: كل ما جري في شأنها محاكمة الرئيس المخلوع على أبسط جريمة من كل الجرائم الفظيعة التى ارتكبها, و قضتْ محاكمة قتلة الشهيد الاستاذ احمد الخير بالإعدام عليهم و لم يُنَفَّذ الحُكْم حتي الآن. و لجنة فض الاعتصام لم تتكرم حتى الآن بإرسال تقرير مبدئي للنائب العام تعلمه بما فعلته بسلطاته التى منحها للجنة حسبما افاد بذلك النائب العام نفسه في لقاء الاستاذ شوقي عبدالعظيم به في تلفزيون السودان . و في ذات اللقاء لم يجب سعادة النائب العام عن ما وصلت اليه لجنة التحقيق في محاولة اغتيال دكتور حمدوك, و اتي بكلام لا علاقة له بسؤاله عن التحقيق في العنف الامني الذي صاحَب تظاهرة20 /2/ التي كلَّفه رئيس الوزراء برئاستها حيث تحدث عن بعض التظاهرات التى يصاحبها العنف و عن اقتحام بعض الشباب للنيابة العامة. و في سؤال عن استرداد الاموال المنهوبة بالخارج قال بأنها أمْر شائك و معقد جداً, و عن كوشيب و تسليم المتهمين للجنائية قال بأن التعايشي في التفاوض في جوبا على السلام قال بتسليم المطلوبين للجنائية, و اضاف سعادة النائب العام بأن هذا لا يمكن إلاَّ بعد الاتفاق مع كل الجهات. المدنية: يكفي ان 200شركة تجارية تتبع للمنظومة الدفاعية و الأمنية من بيْن652شركة لا ترفد الخزينة العامة بإستثناء12شركة لا اكثر, و كل ذلك توصلت لها سلطات حكومة الثورة قبل ثلاث ايام, فمال العسكر بالشركات التجارية ؟ أمَّا(كل كوز ندوسه دوس) فلا اثر له في الوقع فهم لا يزالون يجتمعون و يتحدون و يهددون بمعاونة إعلامهم الذي يبث و ينشر لهم ما يريدون, و غندور الذي نصَّب نفسه رئيسا للحزب المحلول ينفث سمومه في الوسائط, و قوش السفاح مدير جهاز الامن طليق في الخارج و قد لحق به المتعافي مثل مَن سبقوه , و لا تزال بعض الشرازم في الخدمة المدنية و تتسيد منابر المساجد تعمل ضد الثورة وسط البسطاء و تحاول اختراق التنظيمات المجتمعية. و الحل ليس بالبكاء و الاحباط و لكن بالقول الصريح بأن كل مَنْ رأي ضَعْفاً في ادائه و انه ليس في قامة الثورة و تحقيق اهدافها و شعاراتها عليه ان يتنحي اليوم قبل الغد و لا يفسد علينا ثورتنا, و إلاَّ فالإطاحة به واجبة.
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|