لا انكر تأيدي المطلق لثورة 30 يونيو في مصر، و كنت اعتبر إزاحة الاخوان عن سدة الحكم ضرورة اخلاقية، و إن جاءوا بالصناديق، فكان سلوكهم يثبت انهم إستغلوا هذه الوسيلة كأداة وحيدة للدولة المدنية، و بدأوا في عملية التمكين بإسم الديمقراطية، و المعلوم بالضرورة و صول حزب هتلر الي السلطة بالصناديق، فأسس لأبشع نظام ديكتاتوري شمولي علي وجه الارض.
شاركت كفرد الإخوة المصريين بفرحتهم بكل قطاعاتهم ذلك اليوم، و قضيت ليلتي في ميدان التحرير برغم قرب سكني من المكان علي بعد امتار.
قمنا بواجبنا الاخلاقي بتنوير الإخوة الثوار المصريين بآثار حكم هذه الجماعة الإرهابية التي هوت بالسودان إلي مجاهل التخلف، و عصور الظلام.
بعد اسابيع قليلة اعلنت كفري المطلق ب 30 يونيو في مصر، و كانت نتيجتها ان غادرت مصر، عندما زار مجرم الحرب اللص الحقير البشير، القاهرة كأول رئيس دولة مباركاً، لأن ايماني ان المبادئ لا تتجزأ.
نظمنا وقفة سلمية امام وزارة الخارجية المصرية لتسليمها مذكرة نرفض هذه الزيارة، ونطلب القبض علي مجرم الحرب البشير، وتسليمه الي المحكمة الجنائية الدولية.
تعاملت السلطات المصرية بتسفيه مع ثوار الامس الذين كانو يجوبون شوارع القاهرة بكل حرية، وتفتح لهم القاعات، و الصالات، و رفضوا إستلام مذكرتنا، و ظللنا امام بوابات الوزارة حتي إنتهت زيارة المجرم، و إنصرفنا، و مذكرتنا معنا، و لا زلت احتفظ بها حتي تاريخه.
حزنت عندما قرأت خبر لقاء الحزب الشيوعي السوداني بالسفير المصري لدى الخرطوم لمناقشة التحضير لمليونية 30 يونيو.
عنوان اللقاء جافته اللياقة السياسية، فيُعتبر تدخل معيب لسفارة مصر في شأن داخلي، لمناقشة التحضير لمليونية 30 يونيو، مع حزب سياسي! و يُعد حدث يلزم الوقوف عنده بكل حسم من اجهزة الدولة، و علي رأسها وزارة الخارجية.
المصيبة من اكثر الناس مناهضة للديكتاتوريات، و الحكم العسكري هم الإخوة الرفاق في الحزب الشيوعي، برغم تجربتهم المريرة في مايو، و التي اودت بحياة كل قادة هذا الحزب العمالقة، و المشهود لهم بالوطنية، و اللياقة السياسية، والاخلاقية، و إعتبرناها طلاقاً بينونته كبرى بينهم و بين الديكتاتوريات!
ام المصائب ذات السيسي اعلن جماعة الاخوان إرهابية في مصر بحكم القانون، و تحالف معها في السودان حتي سقوطها، حيث تبادل الزيارات مع مجرم الحرب البشير، لأكثر من عشر مرات، كرقم قياسي، في تبادل الزيارات الخارجية، حتي تاريخ اليوم، برغم سقوط نظام المخلوع البشير، لأكثر من عام.
الفجيعة رفقاء الحزب الشيوعي السوداني في مصر تضربهم آلة بطش السيسي"بلحة" بكل الوان طيفهم تحت مظلة "الإشتراكيون الثوريون".
شباب هذا التيار الذي يضم كتل اليسار المصري، مغيبين في السجون من سنوات، في افظع جرائم الإختفاء القسري، و الإعتقالات السياسية طالت آلاف النشطاء لسنوات، و الإحتجاز في اسوأ ظروف في العصر الحديث بشهادة منظمات دولية عديدة.
هل يعلم الرفاق الذين قابلوا سفير السيسي انه تم إختطاف سناء سيف بالامس القريب، من امام مباني النيابة العامة، وهل تذكروا بان يحثوا السيسي " بلحة" بالكشف عن مصير عشرات الآلاف من الرفاق في غياهب السجون، و المعتقلات، او انهم ادانوا وشجبوا إختطاف سناء سيف، و طالبوا بإطلاق سراحها، ام نسوا ان يذكروا سفير "بلحة" بمعاناة علاء عبد الفتاح المعتقل لسنوات، و يعاني ظروف صحية بالغة التعقيد؟
الإخوة في الحزب الشيوعي السوداني المبادئ لا تتجزأ، و ارجو ان لا تنسيكم شهوة السلطة، و التسابق نحوها الاخلاق، و قيّم الضمير.
اخيراً.. وصلت الي قناعة ان النخب السودانية من جيل عمنا صديق يوسف، مصممة لتتعامل مع المستعمر بلغة الإنكسار، وليس لديهم الثقة الكافية لإدارة دولة وطنية، و اثبتت ذلك تجربة الست عقود الماضية، و يعتقدون انه لابد للتحالفات الإقليمية، و الدولية من دور في حكم السودان، وشأنه الداخلي، و الإستقواء علي الآخرين.
وجب علي هذه النخب المغادرة، و الترجل، و علي جيل الشباب الذي تملئه الحيوية، و الثورة، و يؤمن بدولته الوطنية ان يخرج ليقول كلمته، و يقود هذه الاحزاب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة