قال تعالى ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)
العدل اهم اركان الدولة، والمجتمع، فإنعدامه يعني الجهل، والتخلف، و الفوضى، و سيادة قانون الغاب، الذي يعتمد علي مبدأ القوة، والسطوة.
قررت في السابق ان لا اتحدث عن موضوع العدالة، لحالة الإحباط التي سادت بعد الثورة المجيدة، نتيجة لعدم وجود إرادة حقيقية لترسيخ مبدأ العدالة.
وزادها عندما قَبِل النائب العام ان يكون ضمن لجنة تحقيق عينها رئيس مجلس الوزراء، فتسائلت حسب ضعف خبرتي القانونية، ما هي صلاحيات النائب العام، و ما هي وظيفته اصلاً إن لم يكن هو المحامي العام عن المجتمع، و بيده سلطة سيادة الشعب المطلقة في التحقيق في اي قضية ضد المجتمع، ومع اي إنسان يسكن رقعة الارض المسماة بالدولة السودانية.
الأنكأ وامر قام سيادته برفع إجراءات لجنته الموقرة في احداث موكب من المواكب الي رئيس الوزراء، في حادثة لا يمكن ان تحدث إلا في السودان.
إذا النائب العام يقوم برفع إجراءت التحقيق في جريمة الي مجلس الوزراء فمن منوط به تحقيق العدالة؟
حتي هذه اللحظة انا في حيرة من امري جراء هذا المشهد العبثي الذي يجعل من السلطة التنفيذية سلطة قضائية، وإلا مكان خلاصة اعمال النائب العام هي القضاء، وقاعات المحاكم، وليس مكتب رئيس الوزراء، لأن الامر يتعلق بجريمة، ودماء.
و المدهش حقاً رأيت النائب العام المُبجل في لايف مع احد نشطاء الفيس بك إن صح التعبير " اللايفاتية" ليصبح محامي الشعب الذي يجسد هيبته ورمز العدالة فيه " لايف بوي" ليتحدث عن إمور قانونية، لا يمكن لمحامي مُتدرب ان يتحدث فيها علي الهواء وهو متكئ علي سريره، ثم ذهب بعيداً و كأن الامر ثرثرة، وزوجة السفير لها علم بالامر " يعني شمارات".
المحزن خرج علينا رئيس لجنة التحقيق في مجزرة فض الإعتصام الاستاذ نبيل اديب، هو الآخر " بالامس في ذكرى المجزرة الاولى، التي ينتظر كل الشعب نتيجتها علي احر من الجمر، "لايف مان " حتي تتسق مع حجمه! و خبرته في مجال " اللايفاتية" و هو "منبطح" علي الكنبة في مشهد مُقرف لا يمكن ان يعكس هيبة القضية التي بين يديه، ولا تمت للياقة، و مكانته في المجتمع كمحامي كبير له إسم، وتاريخ عند من اتى به الي هذه اللجنة.
العدالة لا تحتاج الي لجان، رئيسها " منبطح" !وجرجرة ..فقط نيابة عامة مهنية مستقلة، يقودها نائب عام " ضكر" كالكفيف لا تعني الالوان عنده شيئ، بل يتحسس الاثقال فيكون الميزان هو البصر، والبصيرة.
اعتقد النائب العام الحالي غير جدير بهذا المنصب، في هذا التوقيت من تاريخ البلاد حيث العدالة هي المدخل الوحيد للدولة التي ننشدها، ليكفينا شر اللجان، و الجرجرة، والمماحكة.
ألا رحم الله شهداء الثورة السودانية، وربط علي قلوب اهلهم، و اصدقائهم، في ذكراهم الاولى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة