بيت البكاء عند السودانين يعني بيت الحزن... يعني إنزال الدمع السخين على فقيد عزيز... وينقسم إلى قسمين بيت النساء.... حيث النواح المتعدد الأشكال الصوتي والدرامي ... فمنهن من تبكي وتزرف الدموع... ومنهن من تبكي بلا دموع لكنها ترفع صوتها عاليا .. ومنهن من تربط ثوبها على خاصرتها وتوصف محاسن الفقيد، مشهد يثير فضول الكل ليحرك عينيه واحاسيسه ذات اليمين وذات الشمال... وهو بهذه الحركات الكثيرة التي يتابعها يتأثر بالمشهد وينتابه الحزن وربما تنزل منه دمعة أو دمعتين... أما القسم الثاني هو قسم الرجال حيث الصيوان الكبير الذي ترفع تحت سقفه الفاتحة، كلما كبر حجم الصيوان دل على أن المفقود رجل له وزن اجتماعي كبير...
هذه المقدمة تقودني إلى ظاهرة بكاء السياسين التي صرنا نراه الآن في واقعنا السياسي... حميدتي زرف دمعا قبل أيام حزنا على فقد اعزاء له... لقوا حتفهم في أحداث كادوقلي وجفف دمعه بمنديل الورق وذهب مغاضبا... وكان الفراش وبيت البكاء هو الخيام التي نصبت في المواعين الإعلامية المختلفة َوالسوشيال ميديا... بكاء حميدتي كان مادة جاهرة للكتاب َوذوي الرأي والمحللين الذين أدلوا بدلوهم، كل يحلل على حسب مايري واستمر الفراش عدة أيام وسكتت السيرة
قي خطبة العيد لكيان الانصار والتي أم المصلين فيها الإمام الصادق المهدي، بدأ بخطبة عصماء كبر فيها وهلل لكنه ... انزل من مقلتيه دموعا، تلك المقل التي شهدت فترات سياسية مختلفة.. وقف برهة... حتى كفكف دمعه ابنه عبد الرحمن المهدي ، هذا فراش جديد وهذا بيت بكاء دقت خيامه الكبيرة، سوف يجلس تحت ظلالها المحللون والكتاب والهواة السياسين الذين يكتبون في المواعين المختلفه للسوشيال ميديا أصحاب التدوينات القصيرة والهشتاقات التي تزيل مؤخرة الكتابة، وسوف يستمر المشهد على هذا الحال حتى يصيبه الاستهلاك التحليلي الكثير.. ويصبح طرقه مرة أخرى (دقة قديمة)....
بكاء السياسين يعني أن هناك أمرا جلل حدث.... أو سوف يحدث في المستقبل... فالسياسي الناجح هو من يقرأ واقعه الحالي ويخطط للمستقبل ولكن عندما يصيب واقعة مكروه أو يحس ان هنالك خطرا قادم يغير مجرى خطته نحو الأسوأ يتأثر.... وربما تصل إلى درجة البكاء. إذن بيوت البكاء شكلها سوف تستمر في الفترة القادمة فياتري... من الباكي القادم؟....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة