بعد هزيمة أي نظام، يتم انعاش العواطف الجماهيرية، غالبا بخوض حرب وهمية، أو خلق سيناريو لاغتيالات مزيفة كي يعود الجماهير للالتفاف حول القيادة. الكثير من الرؤساء فعلوا ذلك طبعا ديجول وعبد الناصر هما أقرب مثالين، ثم أخيرا العم حمدوك. نفس الأمر بالنسبة للمجلس العسكري حينما كان يختلق عمليات انقلابية وهمية، وذلك لرفع حالة الشعور الجماهيري بالخطر. مع ذلك فتمثيلية اغتيال حمدوك تكشف عن بضعة حقائق: أولها؛ أن الدول التي يعمل حمدوك تحت وصايتها، لم تفهم أن فكرة التفجيرات لا تنتمي للسودان بصلة. فعمليات الاغتيال في السودان حين تتم، تتم بشكل أكثر ذكاءا، مثل اسقاط طائرة، حادثة سيارة، ..الخ. وكلها عمليات تسمى بالاغتيالات الباردة، وأقصد بباردة أنها لا يقصد منها سوى التخلص من الشخص المستهدف..دون إثارة الرأى العام. أما عمليات الاغتيال الساخنة فيقصد منها تحقيق ضجة جماهيرية بغرض تحقيق نجاحات سياسية مؤقتة. رغم وضوح أن التفجير مجرد تمثيلية سخيفة، وذلك وفقاً لكل القرائن، فحمدوك كان رصيده الجماهيري صفر، إلا أن أنصار تجمع الوهميين الذين يديرون الدولاب السري مع العسكر قد صنعوا من هذه التمثيلية بروباغاندا ضخمة جداً خلال دقائق. ونجحت بالفعل هذه التمثيلية في إعادة حمدوك للضوء بعد أن سحبه تقلد حميدتي لمفاصل الدولة خاصة بعد قيادته للجنة الاقتصادية وفوق هذا القيادة الأمنية والعسكرية للدولة. لقد قلت قبل يومين أن تجمع الوهميين لديه ميول للقيام بعمليات إرهابية وفقا لملاحظات تحركات غريبة لأنصاره، ولكنني لم أكن أتوقع أن تكون عمليات إرهابية تجاه نفسه عبر تفجير صوري وهمي. المشكلة انه من الواضح أن الدول التي تخطط لتجمع الوهميين ليس لديها خلفية عن المجتمع السوداني. ولا تعرف ان تصفية الحسابات السياسية في السودان تتم بأفضل من هذا الأسلوب الإسرائيلي القديم جدا. قد تنجح تمثيلية إغتيال حمدوك لعدة أيام، وسيحاول تجمع الوهميين مد فترة الانفعال الشعبي لأيام أخرى، ولكن الحقيقة تظل هي الحقيقة، الفشل ثم الفشل ثم الفشل. ثم.. ثورة جياع حقيقية، بدون جداول تجمع الوهميين، وبدون بيانات صاخبة...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة