كلام ( الشطاطة ) هو ذلك الكلام العديل الغير منمق !.. ذلك الكلام الذي يخالف كلام ( الأفندية ) ناس البناطلين والبدل !.. ويقال في الأمثال البلدية : كلام ( الشطاطة ) لا يقع على الأرض .. وهؤلاء ( الشطاطة ) يقولون في هذه الأيام : والله ثم والله ثم والله فإن ذلك الكلام ( الهارم بارم ) لا يقدم ولا يؤخر .. ولا يفيد الشعب السوداني في لحظة من اللحظات .. حتى ولو كان ذلك الكلام من ( بروفسور ) يحمل الشهادات العليا ما دام ذلك الكلام لا يوافق الواقع الملموس في حياة الناس !.. وكل من يفتي من منطلق تلك الشهادات الأكاديمية والورقية ثم يكون ذلك الإفتاء مجرد حبر على ورق فهو مجرد صاحب ( لقب ) في صفحة الأوهام !.. والساحات السودانية اليوم تعج بتلك الألقاب الأكاديمية التي لا تسد الرمق ولا تمنع العطش !.. وذلك الإفتاء من منطلق الشهادات والألقاب قد أصبح ( موضة قديمة ) في هذه الأيام !.. حيث اتضحت أنها مجرد زينة لواجهات تخفي الكثير والكثير من العيوب .. وهؤلاء قد أوجعوا الرؤوس كثيراُ حين يرددون تلك العبارة ( الماجنة ) المجربة مليون مرة في هذه البلاد !.. ويقولون أن كثرة الإنتاج هي التي تمثل الترياق الشافي لمشاكل الاقتصاد السوداني .. والشعب السوداني قد جرب تلك ( الكثرة في الإنتاج ) لسنوات طويلة .. وفي كل المجالات .. حيث جرب الكثرة في ( الإنتاج الزراعي ) لسنوات وسنوات بكل همة وعزيمة .. وكانت المحصلات الإنتاجية قيمة بمعنى الكلمة .. ومع ذلك لم تتحسن أحوال الشعب السوداني إطلاقاُ !.. ولم تتراجع أسعار المنتجات الزراعية في لحظة من اللحظات .. وكذلك جرب الشعب السودان الإنتاج الوفير في ( الثروة الحيوانية ) لسنوات وسنوات ومع ذلك لم تتراجع أزمة اللحوم في البلاد .. بل ازدادت الأزمة أشد ضراوة مع مرور السنوات بعد الاستقلال .. واليوم قد بلغ سعر اللحوم في السودان ذلك الحد المستحيل .. وقد أصبحت اللحوم محرومة على الكثير من الأسر السودانية .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي أكثر إنتاج السكر في البلاد .. وأقام تلك المصانع العملاقة للسكر .. وذلك بطريقة فاقت الكثير من دول العالم .. وهي تلك المصانع التي كانت ناجحة جداُ في الإنتاج .. ومع ذلك فإن تلك المصانع قد تحولت ملكيتها لدول أخرى بقدرة قادر .. والسكر السوداني في تلك الدول اليوم أرخص من قيمة السكر في السودان ألف مرة .. وقيمة السكر للمستهلك السوداني اليوم قد بلغت تلك الأرقام الفلكية .. والكثير من العائلات السودانية توقفت عن شراء السكر .. وهو ذلك الشعب الذي أكثر الإنتاج في ( المعادن والذهب ) .. وخاصة قد أكثر الإنتاج في ( معدن الذهب ) .. والذهب السوداني المتهرب يتواجد اليوم في أسواق العالم بطريقة توجع الأكباد .. ومع ذلك فإن تلك الثروة المعدنية النفيسة لم تجلب الرخاء والسعادة للأمة السودانية في يوم من الأيام .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي أكثر الإنتاج والوفرة في الكثير والكثير من تلك الثروات الأخرى .. مثل القمح والذرة والسمسم والصمغ العربي والكركدي وخلافها .. ومع ذلك فإن دولة السودان لم تعش لحظة رخاء ورخصة وهناء في سنة من السنوات بعد استقلال البلاد .. بل هو ذلك الغلاء تلو الغلاء طوال المراحل والسنوات .. ومع ذلك فإن هؤلاء أصحاب ( الألقاب والشهادات ) الذين يجيدون فقط ( طق الحنك ) مازالوا يرددون نفس تلك الأسطوانة المشروخة القديمة البالية .. حيث أسطوانة : ( الحل لمشاكل الاقتصاد السوداني يكمن في كثرة الإنتاج !!!) .. وهؤلاء ( الشطاطة ) أهل التجارب في الحياة السودانية لسنوات وسنوات يقولون لهؤلاء ( الأفندية ) ألف مرة : ( أن كثرة الإنتاج مع عدم مراقبة الأسواق والتجار والمحتكرين والسماسرة والمهربين لا تفيد إطلاقاُ في دولة فساد كالسودان !!! ) .. وتلك الخطوة التي ينادي بها أهل ( الشهادات والألقاب ) بإكثار الإنتاج في غياب الرقابة والمحاسبة هي مجرد ترهات لا تقدم ولا تؤخر في حياة الشعب السوداني .. وتعني المزيد والمزيد من إثراء أهل الأطماع والسماسرة والمرجفين في المدينة .. وفي نفس الوقت تعني المزيد والمزيد من الغلاء والشقاء في أحوال الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة